الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير الديوان بـ«عدم الإخلاص للرئيس»

بحجة أن التحضير للترشح والرئيس ما زال يمارس مهامه «خطيئة» كبرى

وزير الخارجية الجزائري أثناء استقباله نظيره الفرنسي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الجزائري أثناء استقباله نظيره الفرنسي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير الديوان بـ«عدم الإخلاص للرئيس»

وزير الخارجية الجزائري أثناء استقباله نظيره الفرنسي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الجزائري أثناء استقباله نظيره الفرنسي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)

اتهم أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني» بالجزائر، عمار سعداني، وزير الدولة ومدير الديوان بالرئاسة، أحمد أويحيىى، بـ«عدم الإخلاص للرئيس بوتفليقة»، بذريعة أنه يحضر نفسه للترشح لانتخابات الرئاسة المنتظرة عام 2019. وفي نظر سعداني، يعد التفكير في خلافة الرئيس وهو لا يزال يمارس مهامه خطيئة كبرى.
وذكر زعيم «الجبهة» التي تملك الأغلبية، لدى استضافته بالإذاعة الحكومية أمس أن أويحيىى «مثل الغراب الذي نسي مشيته، ويبحث عن تقليد مشي الغراب»، من دون توضيح ما يقصد. ويفهم من كلام سعداني أن كرسي الرئاسة أكبر من حجم أويحيىى. وسئل عن رفض أويحيى، حضور التجمع الكبير الذي ستنظمه «جبهة التحرير» اليوم بالعاصمة لتجديد الولاء لرئيس البلاد، فقال: «هو لا يمثل إلا نفسه وغيابه لن يؤثر على مسعانا».
وأعلن أويحيى من موقعه أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، رفضه المشاركة في التجمع رغم أن حزبه من أشدّ الموالين للرئيس. فهو يرى أنه ليس بحاجة لتجديد ولائه لبوتفليقة، طالما أنه يدعم سياساته منذ وصوله إلى الحكم عام 1999.
وعن سبب الفتور في علاقته بحزب أويحيى، رغم أن الحزبين ينتميان لما يسمى بـ«الأغلبية الرئاسية»، قال سعداني: «نحن نشتغل بالسياسة وليس بالتجارة، وأنا لا أثق في أويحيى لأنه غير وفي للرئيس ولن ينتظر من حزبنا دعمه في الاقتراع الرئاسي المقبل». وعلى عكس ما يقول سعداني، لم يصرح أحمد أويحيى أبدا أنه يرغب في أن يكون رئيسا. والشائع في الأوساط المقرَبة من الرئيس، أنه لا يجوز إبداء طموح في الحكم مادام بوتفليقة رئيسا.
والمثير في القضية أن هجومات سعداني ضد أويحيى مستمرة منذ شهور، من دون أن يرد عليه. ومعروف أن «جبهة التحرير» هي الحزب الذي يرأسه بوتفليقة شرفيا، والمعروف أيضا أن السعيد بوتفليقة كبير المستشارين بالرئاسة وشقيق الرئيس، هو عرَاب عمار سعداني، إذ هو من يقف وراء وصوله إلى قيادة حزب الأغلبية، بعد إزاحة أمينه العام السابق، عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية سابقا.
في سياق متصل، دافع سعداني بشراسة على وزير الطاقة السابق شكيب خليل، الذي أثارت عودته من الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا جدلا كبيرا، لكونه محل مذكرة اعتقال دولية لاتهامه بالفساد. وقال: «من قال إن شكيب خليل متابع وهارب من القضاء، ثبت أنه كذب وتلفيق»، في إشارة إلى أن السلطات كانت ستعتقله بالمطار لو كان فعلا ضالعا في الفساد. وأضاف متهما المخابرات بـ«كيل التهم للسيد خليل» أن «آلاف الكوادر غادروا الجزائر بسبب ضغط المخابرات، والعشرات تم الزج بهم في السجون ثم ثبت أنهم بريئون من تهم الفساد».
واتهم سعداني ما سماه «قوى غربية تبحث عن زرع تنظيم داعش الإرهابي بالجزائر، عن طريق نقل نشاطه من ليبيا إلينا». وحذر الجزائريين من «السقوط في استعمار من نوع جديد». مشيرا إلى أن «حكومات أوروبية أوفدت مقاتلين من أوروبا إلى سوريا والعراق، ودعمتهم بالسلاح ويجري إعداد الكثير لإرسالهم إلى الجزائر».
وعن تهديدات الإرهاب بالحدود مع مالي وليبيا وتونس، قال سعداني: «أطمئن الشعب الجزائري بخصوص أوضاع الجزائر أمنيا. فبلادنا واسعة والجيش يقوم بدوره حيثما كانت المخاطر، وحيثما وجد (داعش)». وأضاف: «لن يستطيع أي إرهابي أن ينفد بجلده لو تخطى الحدود، فالجيش سيكون له بالمرصاد».
وتصدر وزارة الدفاع، بشكل يومي، بلاغات تتحدث عن اعتقال عشرات المتطرفين ومهربي السلاح بالحدود الجنوبية. وأكثر ما تخشاه السلطات تنفيذ عمل إرهابي استعراضي بالعاصمة، التي ظلت بمنأى عن هجمات المسلحين منذ قرابة 9 سنوات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».