20 % من الشركات الإسرائيلية تغادر المستوطنات

المستوطنون يعترفون جزئيًا بتأثير المقاطعة.. والحكومة تقيم دائرة لمكافحتها

20 % من الشركات الإسرائيلية تغادر المستوطنات
TT

20 % من الشركات الإسرائيلية تغادر المستوطنات

20 % من الشركات الإسرائيلية تغادر المستوطنات

في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل منظمات غربية في أوروبا والأميركتين، لمجابهة حملات مقاطعة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، تبين أن العشرات من الشركات الإسرائيلية اليهودية قررت التخلي عن مصانعها في المستوطنات، ونقلها إلى أماكن أخرى في إسرائيل، وحتى إلى خارجها.
وقد نشر في تل أبيب، أمس، نص تقرير أعدته منظمة «غوش شالوم» (كتلة السلام) اليسارية، يقول إنه «من جراء ضغوطات المقاطعة وغيرها من القيود يزداد عدد الشركات الإسرائيلية التي تنقل نشاطها من الضفة الغربية إلى داخل الخط الأخضر، ومن ضمن هذه الشركات شركة التجميل (أهافا)، وشركة (صودا ستريم)». ويقول التقرير إن الجمعية أجرت مقارنة بالتقرير السابق الذي جرى إعداده قبل 20 عاما في الموضوع، فاتضح أنه ما بين 20 في المائة إلى 30 في المائة من الشركات التي عملت آنذاك في المناطق المحتلة، لم تعد في هذه القائمة.
وقد كان دافع الانتقال، في جزء من الحالات، هو انفجار الانتفاضة الثانية في سنوات الـ2000، وهو ما زاد من مخاطر بقاء المصالح التجارية الإسرائيلية في الضفة الغربية. وبحسب الناطق باسم الجمعية، آدم كيلر، فإن شركات كثيرة من تلك المذكورة قد أغلقت أبوابها نهائيا، بينما اضطر البعض الآخر إلى الانتقال إلى أماكن أخرى. وتابع: «هذا تقدير عمومي جدا، ومن المفهوم ضمنا بأن هنالك مصالح تجارية أخرى قد حلت محل القديمة. لكن، في حالة الشركات الكبرى التي تصنع منتجاتها وترغب في إرساء علاقات تجارية دولية، فإن الظاهرة واضحة جدا. هنالك انخفاض حاد في أعداد هذه الشركات التي تعمل في المناطق المحتلة، لأنها تخشى المقاطعة الدولية، فتفضل أن تقاطع هي نفسها المستوطنات».
ومن ضمن الشركات التي قامت بنقل نشاطها إلى داخل الخط الأخضر خلال الفترة السابقة، صناعات دلتا - جليل (شركة نسيج ضخمة)، نقلت مخزنها من منطقة عطروت جنوب رام الله إلى قيساريا، وشركة طيفاع (شركة الأدوية الأكبر في إسرائيل) التي نقلت مختبرها البيولوجي من عطروت إلى بيت شيمش، وشركة «تيه عدنيم» الغذائية، التي قامت بنقل نشاطها من مستوطنة عوفرة إلى الجليل. وهذه الشركات تعتمد في الأساس، على سوق التصدير. أما في حالة «أهافا»، التي تصنع منتجات التجميل والعلاجات بأملاح البحر الميت ومعادنه، وتستهدفها حركة المقاطعة منذ زمن، فإن مالكيها يجرون الآن اتصالات أولية لبيع الشركة إلى مجموعة صينية. وقد أعلنت الشركة، في بداية الشهر، عن اعتزامها فتح مصنع جديد في كيبوتس عين جدي داخل الخط الأخضر. أما شركة صودا ستريم، فقد قامت خلال العام السابق، بنقل نشاطها من منطقة ميشور أدوميم، جنوبي القدس، إلى النقب، في أعقاب ضغوطات مقاطعة دولية.
يذكر أن شركات إسرائيلية إضافية قد اتخذت خطوات مماثلة منذ نشر تقرير «غوش شلوم» قبل عشرين عاما، من ضمنها بيغل بيغل، التي انتقلت من المنطقة الصناعية بَرَكان إلى صفد. وقد صرح يغآل دلموني، مدير عام مجلس المستوطنين في الضفة الغربية، بأنه ليس مستعدا للوثوق بأي تقرير تصدره «غوش شلوم»، قائلا إن «لديهم علامة صفر في موضوع الموثوقية، وعلامة مائة، في مجال لي عنق الحقائق»، بيد أنه اعترف بأن بضع شركات قد قامت، خلال السنوات الماضية، بنقل نشاطها من المستوطنات، بعد رضوخها لضغوط حركة المقاطعة.
وبحسب التقرير المذكور فإن الشركات العاملة وراء الخط الأخضر لا تقوم بإعلان مكان وجودها على أغلفة منتجاتها. فعلى سبيل المثال، شركة «أحفا أحدوت» لصناعة الحلاوة، التي انتقلت من تل أبيب إلى منطقة بَرَكان الاستيطانية، لا تقوم بوضع وسوم على منتجاتها الجديدة المرسلة إلى أوروبا. كما أن شركة «كيتير باستيك» المتخصصة في أثاث الجنائن، لا تصرح بوجود أحد مصانعها في منطقة بركان، على موقع الإنترنت الخاص بها.
يذكر أن منظمة غوش شالوم، التي من المتوقع أن تواجه تحديات قضائية في أعقاب نشر تقريرها، نوهت بأنها وأثناء «جمع المعلومات المتعلقة بالمصانع والمصالح التجارية العاملة في المستوطنات، وعبر نشرها ضمن مشروع (منتجات المستوطنات)، فإنها لا تدعو بأي شكل إلى مقاطعة منتجات المستوطنات».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.