جامعات أميركية تعاني من فجوة نسب القبول بين الجنسين

الذكور أكثر تأهلاً في الفنون.. والإناث في الهندسة والعلوم

معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبردج بالولايات المتحدة الأميركية
معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبردج بالولايات المتحدة الأميركية
TT

جامعات أميركية تعاني من فجوة نسب القبول بين الجنسين

معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبردج بالولايات المتحدة الأميركية
معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبردج بالولايات المتحدة الأميركية

يتقدم الكثير من الذكور، أكثر من الإناث، للالتحاق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي في كل عام. ويسبب ذلك الخلل فجوة مستديمة ما بين الجنسين: حيث يبلغ معدل قبول معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من النساء نسبة أكبر بكثير من معدل قبول الرجال. وتشير البيانات الفيدرالية الأخيرة إلى أن نسبة 13 في المائة من المتقدمات الإناث استطعن الالتحاق فعليًا بكلية النخبة في كمبردج لخريف عام 2014، مقارنة بنسبة 6 في المائة فقط من المتقدمين الذكور لنفس الموسم. ولقد ضاقت هذه الفجوة قليلاً في الآونة الأخيرة، حيث استقرت عند 12 نقطة مئوية في عام 2007، ولكن ليس هناك من سبب يدعو إلى الاعتقاد بتلاشي تلك الفجوة بالكلية عندما يقوم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإصدار قرارات القبول الخاصة به قريبًا لمجموعة الطلاب المقبولين للدراسة في المعهد بحلول عام 2020. وليس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو المعهد الوحيد الذي يعاني من فجوة القبول ما بين الجنسين. حيث تعاني عشرات الكليات النخبوية والجامعات المرموقة من فجوات مماثلة، وذلك وفقًا للبيانات التعليمية الفيدرالية التي عكفت صحيفة واشنطن بوست على تحليلها لدورة القبول الدراسية بموسم الخريف لعام 2014.
في كثير من كبريات كليات الفنون الحرة، ترتفع معدلات قبول الرجال عن النساء. ومن الأمثلة على ذلك: كليات فاسار، وديفيدسون، وبيتس، وبومونا، وسوارثمور.
وبالنسبة لكثير من الكليات المعروفة بتركيزها الدراسي على مجالات العلوم والهندسة، فإن العكس هو الصحيح. ومن الأمثلة على ذلك أيضًا: كليات هارفي مود، وكارنيغي ميلون، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويشير مسؤولو الكليات إلى أن الفجوات المسجلة في القبول ما بين الجنسين تعكس ديناميات السوق - التي تنسحب على نوعية البرامج الدراسية وعدد الطلاب المسجلين فيها - وليس التحيز من جانب مسؤولي الكليات والمعاهد.
ويقول ستو شميل مدير شؤون القبول في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مصرحًا لصحيفة «واشنطن بوست»: «لدينا أعداد كبيرة من المتقدمين للالتحاق بالمعهد من الرجال والنساء الممتازين. ولكن البيانات لا تُظهر أنه من السهولة التقدم للالتحاق بالمعهد بالنسبة للنساء - فلن يكون ذلك صحيح إلا في حالة تعادل مجموع المتقدمين من الذكور والإناث سواء بسواء. ولكن الإناث المتقدمات للمعهد هن من بين مجموعة الاختيار الذاتي.
وبالتالي، في حين أن عدد المتقدمات من الإناث أقل من الرجال، فإن الجودة والنوعية تعتبر عالية للغاية. وذلك هو السبب في قدرتنا على قبول فئة متوازنة من الجنسين، حيث يلبي كل الطلاب معايير القبول الأكاديمية والشخصية نفسها، وهو السبب كذلك في أن النساء يحصلن على تقديرات جيدة إن لم تكن أفضل من الرجال في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويعد عدد الفتيات في سن المراهقة اللاتي يدرسن الرياضيات والعلوم من المستوى الرفيع في المدارس الثانوية من العوامل الرئيسية في ارتفاع معدلات القبول بالنسبة للإناث في معاهد راقية مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ومع ارتفاع هذه المعدلات في جميع أنحاء البلاد، فسوف نجد المزيد من الطلاب المتفوقين المحتملين.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على معدلات القبول هي ما إذا كانت الكلية تهدف إلى قبول أعداد متساوية من الرجال والنساء على حد سواء، أو ما إذا كانت المحتويات الدراسية تسمح بنوع من الخلل في مجموع الطلاب المسجلين بالكليات. فلقد فاقت أعداد النساء الرجال في القبول بالكليات والجامعات الأميركية منذ عام 1979. وهن يمثلن في الوقت الحالي نسبة 57 في المائة من إجمالي القبول لما بعد مرحلة التعليم الثانوي في الكليات والمعاهد المانحة لمختلف الدرجات العلمية.
وهناك القليل للغاية من الكليات والمعاهد التي تولي أهمية لمسألة الاختلاف ما بين الجنسين من حيث معدلات القبول. فلقد كان معدل القبول في جامعة ستانفورد يبلغ 5 في المائة - وهو أدنى معدل مسجل بين الجامعات الوطنية وفقًا لتقرير أخبار الولايات المتحدة والعالمي المعني بالشؤون الدراسية – وهو بالضبط معدل قبول الجنسين في تلك الجامعة العريقة. وكذلك كان معدل القبول ما بين الجنسين في جامعة هارفارد 6 في المائة، وجامعة نورث ويسترن 13 في المائة، وجامعة رايس 15 في المائة.
ولكن هناك فجوات في القبول ما بين الجنسين في الكثير من الكليات والمعاهد الأخرى. ويمكن لذلك أن يكون من العوامل المؤثرة في ظل المنافسة الشديدة للقبول بالكليات الراقية.
تقول نينا ماركس، وهي مستشارة بإحدى الكليات في مقاطعة مونتغومري بولاية ماريلاند «إنه من الأمور المهمة التي نوليها اهتمامنا ورعايتنا على الدوام»، وأضافت أنها أحيانًا ما تنصح عملاءها من النساء بالتقدم للالتحاق في أوقات مبكرة إلى كليات ومعاهد معينة معروفة بانخفاض معدلات قبول الإناث فيها. واستطردت تقول: «أفكر دائمًا في جامعتي براون وسوارثمور بشأن تلك المسألة».
ويقضي منطق ماركس بأن التقدم بطلبات الالتحاق خلال عملية اتخاذ قرارات القبول المبكرة تحمل فرصًا أفضل للنجاح من التقدم في مراحل متأخرة من دورة القبول الجامعي، مما قد يخفف من المسائل المتعلقة بنوع الطلاب المقبولين.
ومن بين أفضل 30 جامعة وطنية أميركية، هناك 10 جامعات لديها مسائل تتعلق بالاختلاف بين الجنسين بنسبة تقترب من 3 أو أكثر من النقاط المئوية المتعلقة بمعدلات القبول. وإليكم الفجوات المسجلة التي مالت نحو المتقدمين من الذكور:
- ويك فورست: 32 في المائة معدل قبول النساء، 38 في المائة معدل قبول الرجال، والفجوة بين الجنسين تقدر بـ6 نقاط مئوية.
- تافتس: 15 في المائة للنساء، 20 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 5 نقاط مئوية.
- براون: 7 في المائة للنساء، 11 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 4 نقاط مئوية.
- فاندربيلت: 11 في المائة للنساء، 15 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 4 نقاط مئوية.
أما الفجوات المسجلة التي مالت نحو المتقدمين من النساء، فكان أبرزها:
- معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: 16 في المائة معدل القبول للنساء، 6 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 10 نقاط مئوية.
- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: 13 في المائة للنساء، 6 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 7 نقاط مئوية.
- كارنيغي ميلون: 28 في المائة للنساء، 22 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 6 نقاط مئوية.
- جامعة ميتشغان: 35 في المائة للنساء، 30 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 5 نقاط مئوية.
- كورنيل: 16 في المائة للنساء، 12 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 4 نقاط مئوية.
- جامعة فيرجينيا: 30 في المائة للنساء، 27 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
ومن بين أفضل 30 كلية للفنون الحرة في الولايات المتحدة – مع استثناء كل الكليات النسائية – هناك كليتان فقط تعانيان من فجوات بمقدار 3 نقاط مئوية أو أكثر لصالح النساء. وهي كلية هارفي مود (23 في المائة لمعدل قبول النساء، و10 في المائة للرجال، حيث فجوة القبول بمقدار 10 نقاط مئوية)، وكلية كولبي (30 في المائة لمعدل قبول النساء، و26 في المائة للرجال، حيث فجوة القبول بمقدار 4 نقاط مئوية).
وإليكم الفجوات المسجلة في كليات الفنون الحرة بين هذه المجموعة من الكليات التي تفضل قبول الرجال:
- فاسار: 19 في المائة للنساء، 34 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 15 نقطة مئوية.
- ديفيدسون: 19 في المائة للنساء، 26 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 7 نقاط مئوية.
- بيتس: 23 في المائة للنساء، 28 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 5 نقاط مئوية.
- بومونا: 10 في المائة للنساء، 15 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 5 نقاط مئوية.
- سوارثمور: 15 في المائة للنساء، 20 للرجال، فجوة بمقدار 5 نقاط مئوية.
- بودوين: 13 في المائة للنساء، 17 في المائة للرجال، 4 نقاط مئوية.
- كارلتون: 21 في المائة للنساء، 25 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 4 نقاط مئوية.
- هافرفورد: 23 في المائة للنساء، 26 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
- كينيون: 24 في المائة للنساء، 27 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
- ميدلبوري: 16 في المائة للنساء، 19 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
- ويزليان: 23 في المائة للنساء، 26 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
- ويليامز: 18 في المائة للنساء، 21 في المائة للرجال، فجوة بمقدار 3 نقاط مئوية.
لاحظ ديفيد أوكستوبي، رئيس كلية بومونا، أن كلية جنوب كاليفورنيا قد تمكنت من تقليص الفجوة في معدل القبول بين الجنسين. في عام 2008، استقرت الفجوة عند مستوى 8 نقاط مئوية. وفي عام 2015 – العام الذي أعقب ظهور البيانات الفيدرالية المشار إليها أعلاه – انخفضت الفجوة إلى 3 نقاط مئوية فقط.
ولقد رفض السيد أوكستوبي أي إشارات إلى أن أوراق قبول الذكور في كليته كانت أقل من حيث المستوى عن المتقدمات من النساء، وقال عن ذلك: «إننا كلية ذات متطلبات دراسية عالية».
ولكن كلية بومونا عمدت إلى تغيير استراتيجيتها التسويقية أخيرا، حيث قللت التركيز على الأجواء الريفية للكلية وأولت تركيزا أكبر للوضع الحيوي للكلية كمركز للتعلم في منطقة تتمتع بقوة اقتصادية وثقافية معتبرة. وإيجازا، ترغب كلية بومونا في إبراز صورة أكثر إثارة. وقد يساعد ذلك في تسويق الكلية بشكل أفضل بين المتقدمين من الذكور، كما يقول السيد أوكستوبي.
ويضيف مدير الكلية قائلا: «إذا ما عرضت مجموعة من الصور لأناس يجلسون على الحشائش، فلن يكون الأمر جذابا بالنسبة للذكور من عمر 17 عاما، والذين يرغبون في مزيد من العمل والإثارة والنشاط، وغيره.. لقد غيرنا تلك الصورة التسويقية بأخرى أكثر صراحة وجرأة من حيث التعبير عن السياسية الجديدة للكلية».
* خدمة «واشنطن بوست»
- خاص بـ{الشرق الأوسط}



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.