أثار مقتل أحد المسؤولين الأمنيين بمحطّة نووية وسرقة شارته حالة من القلق والخوف من وجود خطط إرهابية جديدة في البلاد.
وقال الإعلام البلجيكي إن مقتل الحارس الأمني بالقرب من منزله في مدينة شارلروا، جنوب غربي البلاد الخميس الماضي، يثير قلقا كبيرا بالنسبة للمحققين ويشكل تحديا خطيرا بالنسبة لهم، لأن شارة الأمني تتيح الوصول إلى مواقع حساسة بالمحطّة. وتّم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعطيل مفتاح العبور على الفور. وتساءلت الأوساط السياسية والمنابر الإعلامية عما إذا كانت المحطات النووية هدفا جديدا لخلية باريس - بروكسل الإرهابية. خاصة بعد أن كشفت مصادر، في 17 فبراير (شباط) الماضي، أن مدير البحث والتنمية النووية البلجيكي كان ضحية تجسس من قبل هذه الخلية الإرهابية. ولم ير وزير الداخلية جان جامبون في ذلك الوقت، أي ضرورة لرفع مستوى الأمن في المحطات النووية بالبلاد. ولم يتم نشر الجنود في المنشآت النووية إلا بعد مضي أسبوعين على ذلك.
من جانبه، حذّر المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوف، من محاولات إرهابية لتنفيذ هجمات على الإنترنت خلال السنوات الخمس القادمة. وقال في تصريحات للإعلام البلجيكي بأنه يقصد هنا محاولة اقتحام نظم التحكم في محطات الطاقة النووية، والسدود، والسكك الحديدية، والخطوط الجوية، وقال كيرشوف لصحيفة «لاليبر» البلجيكية أمس إن ما يخشاه هو «أن التكنولوجيا الجديدة تجعل من الممكن لأفراد معزولين تنفيذ هجمات ذات تأثير كبير، وقد لا يحدث ذلك فورا.. قد يحدث ربما في غضون السنوات الخمس القادمة». ورفض المسؤول الأوروبي التعليق على ما تملكه الحكومة البلجيكية من أدوات لمواجهة مثل هذه المخاطر، كما رفض التعليق على قدرة المحطات النووية التي تديرها شركات خاصة على التعامل مع هذه التهديدات.
في سياق متّصل، قالت سلطات مطار العاصمة البلجيكية إن استئناف العمل لن يبدأ قبل يوم الثلاثاء القادم، وكان المطار قد أغلق عقب تفجيرات الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن سقوط ضحايا زاد عددهم عن 300 شخص، من بينهم 33 قتيلا. وأفادت وسائل الإعلام البلجيكية أمس أن «الصدفة لعبت دورا كبيرا في عدم زيادة عدد القتلى، لأن القنبلة الثالثة لم تنفجر في المطار»، مضيفة أن الانتحاري الثالث ترك القنبلة وهرب بعد أن تسبب الانفجاران في إثارة الفزع لديه ومن حوله.
من جهة أخرى، رفض المشتبه الرئيسي في هجمات باريس، صلاح عبد السلام، التحدّث مع المحققين بخصوص هجمات بروكسل. وقال المدعي العام البلجيكي إن عبد السلام، الذي اعتقل الأسبوع الماضي، كان متعاونا في البداية، ثم «مارس حقه في التزام الصمت»، ولم يقل شيئا عندما سئل عن هجمات الثلاثاء. وكان عبد السلام اعتقل أياما قبل هجمات بروكسل، التي قتل فيها 31 شخصا على الأقل. واعتقلت أجهزة الأمن 12 شخصا، يومي الخميس والجمعة، في ثلاث دول مختلفة على خلفية الاعتداءات. واعتقلت السلطات البلجيكية ستة أشخاص الخميس وثلاثة آخرين الجمعة، ولكن أخلي سبيل أغلبهم لاحقا. كما حبس اثنان في ألمانيا وثالث في فرنسا، ويعتقد أن أجهزة الأمن أحبطت مخططا لهجمات في باريس كان في مراحل متقدمة.
إلى ذلك، كشفت السلطات البلجيكية عن الانتحاري الثاني، الذي فجر نفسه في هجمات بروكسل، يوم الثلاثاء الماضي، وقالت: إنه هو نجم العشراوي. وتم العثور أيضا على حمضه النووي على المواد المتفجرة التي تم استخدامها بباتاكلان وباستاد دو فرانس خلال هجمات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. ويأتي الكشف عن هوية العشراوي في الوقت الذي ألقت فيه السلطات البلجيكية القبض على ثلاثة أشخاص آخرين على خلفية الهجمات.
وقال ممثل الادعاء البلجيكي إن القبض على الأشخاص الثلاثة جاء بناء على معلومات توفرت للأمن الفرنسي في مداهمة بباريس الخميس بهدف إحباط هجوم محتمل. وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت في وقت سابق عن أن إبراهيم البكراوي هو أحد الانتحاريين في الهجوم الذي استهدف مطار زافنتيم في بروكسل.
من جهتها، أعلنت النيابة الفيدرالية البلجيكية أمس أن أحد المشتبه بهم الذي اعتقلته السلطات الخميس، ويدعى «فيصل س» قد يكون الرجل الثالث في مطار بروكسل، ووجهت إليه تهمة «ارتكاب عمل إرهابي بهدف القتل». وقالت النيابة في بيان بأن مشتبها به آخر، هو «رباح ن»، الذي اعتقل في إطار تحقيق آخر حول مخطط اعتداء أحبط هذا الأسبوع في فرنسا، وجهت إليه تهمة «المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية». ووجهت أيضا تهمة المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية إلى رجل ثالث اعتقل الخميس في بروكسل، يدعى «أبو بكر أ»، لكن لا صلة مباشرة له بالاعتداءات.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات في كل من بروكسل وباريس. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه يتم القضاء على شبكة المتشددين التي كانت وراء الهجمات في بروكسل، مشيرا إلى أن السلطات البلجيكية والفرنسية نجحتا في إيقاف عدد من المشتبه بهم، لكنه حذر من استمرار وجود خطر إرهابي محدق.
وكان تنظيم الدولة قد تبنى مسؤولية هذه الهجمات عبر بيان مكتوب، ثم عبر مقطعين مصورين. وأشاد التنظيم الإرهابي في الأول الذي بلغت مدته 7 دقائق و43 ثانية، بهجمات بروكسل باللغة الفرنسية. وظهر في أحدهم لطفي أعومور من مدينة فيرفييه، المدعو أبو عبد الله البلجيكي وهو يتوعد بلجيكا من جديد. وكان الرجل البالغ 25 سنة قد ظهر من قبل في شريط فيديو دعائي في فبراير 2015. وهدد فيه فرنسا وبلجيكا.
بلجيكا: مقتل مسؤول أمني في محطة نووية وسرقة شارته يثير مخاوف من هجمات إرهابية
المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب يحذر من اعتداءات جديدة عبر الإنترنت
بلجيكا: مقتل مسؤول أمني في محطة نووية وسرقة شارته يثير مخاوف من هجمات إرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة