تجري دائرة الأرصاد الجوية في الأردن اليوم الأحد أول طلعة استمطار صناعي في منطقة سد الملك طلال بالقرب من جرش «شمال عمان».
وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية المهندس محمد سماوي إن تجربة الاستمطار الأولى سيتم تنفيذها بالتعاون بين دائرة الأرصاد الجوية وسلاح الجو الأردني في طائرة «كاسا 295» التابعة لسلاح الجو.
وأضاف سماوي أنه تم تحديد الأحد لتنفيذ أول طلعة استمطار بعد دراسة المعطيات الجوية وتوفر عدد من الاشتراطات التي تتعلق بالغيوم والرطوبة والرياح وموافقة الخبراء في دائرة الأرصاد الجوية والخبراء التايلانديين.
وبين أن آلية الاستمطار ستكون عن طريق نثر مواد رفيقة بالبيئة لتلقيح الغيوم وهي مواد كلوريد الكالسيوم والجليد الجاف وملح الطعام واليوريا.
وأشار إلى أن الطائرة ستستغرق في عملية الاستمطار ما بين 30 دقيقة إلى ساعة، وأن عمليات الاستمطار ستتوالى بناء على النتائج التي ستتحقق من العملية الأولى، مؤكدا أن الأردن بحاجة إلى مشاريع تعزز الأمن المائي ومنخفضة التكاليف مثل عملية الاستمطار.
وعن آلية الاستمطار التي ستعمل على تنفيذها دائرة الأرصاد الجوية بين سماوي أن عمليات نثر الغيوم تتم من خلال طريقتين هما: جوًا بواسطة طائرة الغيوم، وهي مزودة بنظامين للنثر الجوي: أحدهما بواسطة مولدين مثبتين تحت جناحي الطائرة وتستخدم، بشكل عام، في عمليات نثر الغيوم الطبقية (Stratiform Clouds)، ذات السمك القليل. والنظام الآخر يعرف بنظام الشعلة (Flares) ويستخدم لنثر الغيوم الركامية (Cumuliform Clouds)، ذات السمك الكبير. أما الطريقة الثانية فأشار سماوي إلى أنها ستكون عن طريق مولدات أرضية لنثر المواد الكيماوية على قاعدة الغيم حيث يتكون المولد الأرضي من جزأين رئيسيين الرأس والمستودع. يتم في الرأس تحديد معدل خروج المحلول الكيماوي المستخدم في النثر والذي يدفع إليه تحت غاز البروبين الذي يدخل المستودع من فتحة خاصة جانبية، كما يتم تحديد ضغط الغاز وضبطه من خلال منظم الغاز. وفي هذه المولدات يتم حرق المواد الكيماوية كما هو الحال في المولد الجوي ولكن بقدرة أضعف، وتعمل التيارات الهوائية الصاعدة على حمل الأبخرة ونقلها إلى قاعدة الغيوم ومن ثم تؤدي التيارات الداخلية في الغيوم دورها لإتمام العملية.
وقال سماوي إن فوائد مشروع الاستمطار كثيرة أهمها المساهمة في زيادة قدرة الاقتصاد الزراعي ونظام المزارع، وزيادة انسياب المياه السطحية ومخزون المياه الجوفي وإعادة ملء السدود بالمياه، والتوسع في تطبيق نظام الزراعة الجافة على حساب الصحراء شرق وجنوب المناطق الهامشية وبمعنى آخر المساهمة في إيقاف عملية التصحر، تقليل أو تأجيل الجفاف التدريجي في المياه السطحية والاحتياط الجوفي، زيادة مناطق الأعشاب والنباتات والأشجار، بالإضافة لاستعمال الرادار لرصد طقس المملكة وفي الإنذار المبكر.
وأكد أن الأثر غير المباشر لمشروع الاستمطار والذي يحمل أهمية فهو المساهمة العلمية الفعالة في خلق بيئة صحية نظيفة، خاصة وأن المواد التي تستخدم في عملية الاستمطار هي مواد رفيقة بالبيئة ولا تشكل أي ضرر على عناصر الطبيعة.
واعتبر سماوي أن أهمية المشروع تأتي كون الأردن من أفقر دول العالم في المصادر المائية والمشروع كتجربة ناجحة سيؤدي إلى زيادة الهطول وزيادة المخزون المائي وزيادة المناطق الخضراء بما فيها المراعي ناهيك بنقل تكنولوجيا تعديل المناخ باستخدام التجربة التايلاندية إلى الأردن، وما يترتب على ذلك من تدريب وبناء القدرات الأردنية، وبالتالي تعظيم الاستفادة من هذه التجربة في مجالات علمية متعددة، حيث يمكن استخدام أجهزة المشروع من رادار الجو والطائرات ومحطات رصد جوي بأمور أخرى مثل إنتاج خرائط لمصلحة المركز الجغرافي الملكي الأردني وبمقاسات مختلفة واستخدام الطائرات في أغراض الرش الزراعي، ناهيك باستخدام رادار الجو في سلامة الملاحة الجوية وتحديد مناطق الاضطراب الجوي والغيوم الركامية.
أول عملية استمطار صناعي في الأردن
بالتعاون مع خبراء تايلنديين
أول عملية استمطار صناعي في الأردن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة