واشنطن تعلن مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش والمشرف على العمليات المالية بسوريا

النظام يخوض «حرب شوارع» داخل مدينة تدمر ضد عناصر التنظيم

عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي يعرف أيضا باسم الحاج إيمان المسؤول المالي لـ«داعش» (رويترز)
عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي يعرف أيضا باسم الحاج إيمان المسؤول المالي لـ«داعش» (رويترز)
TT

واشنطن تعلن مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش والمشرف على العمليات المالية بسوريا

عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي يعرف أيضا باسم الحاج إيمان المسؤول المالي لـ«داعش» (رويترز)
عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي يعرف أيضا باسم الحاج إيمان المسؤول المالي لـ«داعش» (رويترز)

أعلنت واشنطن أمس، مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش الذي يتولى مهام الإشراف على العمليات المالية للتنظيم في سوريا، وذلك على يد القوات الأميركية في سوريا، في وقت مكنت القوات الجوية الروسية، قوات النظام السوري من السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، حيث خاضت «حرب شوارع ضد التنظيم».
وأكد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس الجمعة أن أحد كبار قادة تنظيم داعش في سوريا والذي يشرف على العمليات المالية للتنظيم، قتل في غارة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأضاف كارتر في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن إن «عبد الرحمن مصطفى القادولي والذي يعرف أيضا باسم الحاج إيمان قتل في إطار الجهود الأميركية للقضاء بصورة منهجية على أعضاء مجلس وزراء داعش»، موضحًا أن القادولي كان مسؤولا عن الشؤون المالية للتنظيم وأن موته سيؤدث إلى إعاقة قدرة التنظيم على القيام بالعمليات.
ويشن التحالف الدولي منذ صيف العام 2014 غارات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وكانت وزارة العدل الأميركية عرضت مبلغ سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القادولي ما يجعله المسؤول الأرفع في التنظيم بعد أبو بكر البغدادي الذي «يساوي» عشرة ملايين دولار.
وتبقى هيكلية قيادة التنظيم المتطرف سرية ولا تضم القائمة الأميركية سوى بعض المسؤولين الآخرين.
وهذا القيادي المتشدد، هو ثاني مسؤول كبير في هذه القائمة يقتل في أقل من شهر، إذ أن الولايات المتحدة أعلنت في الرابع من الشهر الحالي مقتل القيادي العسكري في التنظيم عمر الشيشاني.
وكانت القوات الأميركية الخاصة، نفذت عملية عسكرية داخل الأراضي السورية، في مدينة دير الزور شمال شرقي سوريا في شهر مايو (أيار) الماضي، ما أدى إلى مصرع القيادي البارز في تنظيم داعش المعروف بـ«أبو سياف» أثناء المواجهات مع القوات الأميركية، وهو المسؤول عن عمليات إدارة النفط والغاز في تنظيم داعش، وكان منخرطًا بشكل مباشر ومقربا من القيادة في التنظيم.
وبعد أقل من أسبوع على مقتل أبو سياف، استطاع تنظيم داعش من الدخول إلى مدينة تدمر الأثرية الواقعة في ريف حمص الشرقي وسط البلاد، وعلى بعد 140 كيلومترًا جنوب غربي دير الزور، في حين تزامن مقتل عبد الرحمن مصطفى القادولي مع دخول قوات النظام إلى المدينة، بعد نحو 10 أشهر على الدخول إليها، بغطاء جوي روسي.
وأعلن النظام السوري أمس و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن دخول قوات النظام إليها وتمكنها من «بسط سيطرتها على قلعة تدمر الأثرية بعد تكبيد إرهابيي داعش خسائر كبيرة»، بحسب التلفزيون الرسمي السوري.
وتواصل قوات النظام، بغطاء جوي روسي، تقدمها في ضواحي المدينة. وقطع، بحسب التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري، الطريق الرئيسي تدمر - دير الزور المؤدي إلى الحدود العراقية السورية. كما أوضح مصدر ميداني سوري أن «خطة الجيش هي فرض الحصار والإطباق على المدينة من ثلاث جهات، وترك منفذ لانسحاب مقاتلي التنظيم من الجهة الشرقية».
وخاضت قوات النظام والمسلحون الموالون لها «حرب شوارع في حي المتقاعدين وحي الجمعيات السكنيين في شمال غربي المدينة»، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. وبات الجيش السوري حاليا على بعد 600 متر من المنطقة الأثرية لمدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما سيطر على «حي الفنادق والمطاعم ومنطقة وادي القبور»، وفق المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، مشيرًا إلى أن قوات النظام «تتقدم ببطء بسبب الألغام وللحفاظ على المدينة من الدمار، كما طلبنا منهم».
وسيطر «داعش» على قلعة تدمر، المعروفة أيضا بقلعة فخر الدين وتعود إلى القرن الثالث عشر، في 23 مايو ورفع فوقها رايته السوداء والبيضاء.
ومنذ سيطرته على تدمر، دمر التنظيم الكثير من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي بعل شمين وبل.
ومن شأن السيطرة على تدمر أن تفتح الطريق أمام النظام لاستعادة منطقة بادية الشام وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا. وفي هذه الحالة سيضطر «داعش» إلى الانسحاب شرقا إلى محافظة دير الزور أو إلى مناطق سيطرته في العراق.
وفي الجهة الثانية من الحدود، بدأت القوات العراقية الخميس مرحلة أولى من عملية عسكرية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل التي استولى عليها التنظيم قبل عامين.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.