إدانة طالبين بالمؤبد لـ«التخطيط لأكبر عملية إرهابية استهدفت بريطانيا في 10 سنوات»

شرطة لندن تستعد للتصدّي لـ10 هجمات إرهابية متزامنة

صهيب مجيد أدين بالتخطيط لعمليات إرهابية في لندن (أ.ف.ب).... طارق حسان أحد المدانين بالتخطيط لعملية إرهابية في لندن (أ.ف.ب)
صهيب مجيد أدين بالتخطيط لعمليات إرهابية في لندن (أ.ف.ب).... طارق حسان أحد المدانين بالتخطيط لعملية إرهابية في لندن (أ.ف.ب)
TT

إدانة طالبين بالمؤبد لـ«التخطيط لأكبر عملية إرهابية استهدفت بريطانيا في 10 سنوات»

صهيب مجيد أدين بالتخطيط لعمليات إرهابية في لندن (أ.ف.ب).... طارق حسان أحد المدانين بالتخطيط لعملية إرهابية في لندن (أ.ف.ب)
صهيب مجيد أدين بالتخطيط لعمليات إرهابية في لندن (أ.ف.ب).... طارق حسان أحد المدانين بالتخطيط لعملية إرهابية في لندن (أ.ف.ب)

أدانت محكمة «أولد بيلي» بالعاصمة البريطانية، طالبين بتهمة التخطيط لقتل رجال الشرطة وعسكريين والتحضير لعمل إرهابي في لندن، على طريقة تنظيم داعش الإرهابي، في ما اعتبرته وحدات مكافحة الإرهاب «أكبر خطّة إرهابية استهدفت بريطانيا في 10 سنوات». وجاء ذلك بينما تستعد شرطة لندن لمنع 10 اعتداءات إرهابية متزامنة.
وأصدر القاضي قرار السجن المؤبد في حق كل من صهيب مجيد، البالغ من العمر 21 سنة، وطارق حسان 22 ربيعا، وهما صديقا طفولة ينحدران من غربي لندن، خططا لتنفيذ عملية إرهابية عبر إطلاق النار على أهداف عسكرية وأمنية ومدنية، على متن سيارة. وأفادت جلسات الاستماع التي سبقت النطق بالحكم أول من أمس أن حسان طالب بكلية الطب، يقضي وقته بين لندن والخرطوم وتشبّع بالفكر المتطرّف، ما شجّعه على التخطيط لهجمات ضد أهداف أمنية. وعرض حسان خططه على مجيد، صديق طفولته وطالب علوم فيزيائية في جامعة «كينغز كوليدج»، وأقنعه بمساعدته. وكان الشابان يتواصلان سرا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كـ«تليغرام» و«بيدغين»، ويستعملان كلمات عربية وأخرى مقتبسة من لكنة غرب لندن. وحصل حسان ومجيد على أسلحة نارية، وكاتم صوت، وذخائر، قاما بشرائها من مجرمين معروفين لدى السلطات، هما نيال هامليت ونيثان كافي. وكان اكتشاف الأجهزة الأمنية لخطط حسان الإرهابية، أحد العوامل وراء رفع درجة التأهب إلى «شديد»، أي أن احتمال وقوع اعتداء إرهابي مرتفع. كما ربطت الجهات الأمنية المسؤولة بين عمليات الخلايا النائمة في بريطانيا ونشاط تنظيم داعش، خاصة وأنّ حسان ينتمي إلى مجموعة مشتبه بها، حاولت الانضمام إلى صفوف «داعش» في سوريا، أو تدعم التنظيم الإرهابي. كما أشارت جهات أمنية إلى علاقة حسان بمحمد إمزاوي، المعروف بـ«السفاح جون»، حيث كانا يسكنان المنطقة نفسها، ويترددان على المسجد نفسه. وأشار حسان إلى إمزاوي ضمنيا في إحدى كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب عن تأثيره عليه حيث كان يكبره بخمس سنوات.
ويبدو أن حسان، المعروف باسم «الجراح» في الأوساط المتطرّفة، زار سوريا عام 2014 وبايع قيادات «داعش»، وفقا لصحيفة «الغارديان». كما مدح زعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، واعتبر أنه «واجب على مسلمي بريطانيا الالتحاق بسوريا».
في سياق متّصل، أكدت مصادر حكومية أن شرطة لندن تستعدّ للتصدّي لعشرة اعتداءات إرهابية متزامنة في مختلف أرجاء العاصمة، في تطوّر لافت للتأهب الأمني في صفوف وحدات مكافحة الإرهاب. وقال مصدر حكومي رفيع ومطّلع على الاقتراحات الرسمية لتعزيز الإجراءات الأمنية، للصحافة المحلية: «إننا كنا نستعدّ لسيناريو 3 هجمات متزامنة، إلا أن اعتداءات باريس أثبتت لنا الحاجة للاستعداد أكثر». وأضاف الوزير الذي رفض ذكر اسمه لصحيفة «ساندي تايمز»: «نحن على استعداد (لمواجهة) سبعة (اعتداءات) أو ثمانية أو تسعة أو عشرة».
إلى ذلك، أفادت الصحيفة أن فرقا عسكرية موجودة خارج لندن مستعدّة للتدخّل «في حالة وقوع حادث يستوجب التنسيق» بين مختلف الجهات الأمنية.



بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
TT

بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس (الاثنين): «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة، وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لحكومته.

وأبدى الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» الأميركية للسيارات الكهربائية اهتماماً مكثفاً ومتقطعاً بالشأن السياسي البريطاني، منذ انتخاب حزب العمال من يسار الوسط في يوليو (تموز) الماضي.

واستخدم ماسك شبكته للتواصل الاجتماعي «إكس» للدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، والمطالبة بسجن ستارمر.

ونشر ماسك، أمس، استطلاعاً على الإنترنت لمتابعيه البالغ عددهم 210 ملايين شخص، حول اقتراح بعنوان: «ينبغي على أميركا تحرير الشعب البريطاني من حكومته الاستبدادية».

وانتقد ستارمر في رده على سؤال حول تعليقات ماسك خلال جلسة أسئلة في مستشفى قرب لندن «من ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة إلى أقصى حد ممكن وعلى أوسع نطاق ممكن»، وانتقد -بشكل خاص- السياسيين المحافظين المعارضين في بريطانيا الذين رددوا بعض مزاعم ماسك.

وغالباً ما ينشر إيلون ماسك على منصة «إكس» تعليقات حول المملكة المتحدة، معيداً نشر انتقادات لزعيم حزب العمال كير ستارمر، ووسم «تو تاير كير» وهو اختصار لادعاء غير مثبت بأن بريطانيا تطبق «نظاماً ثنائياً للشرطة»؛ حيث يتم التعامل مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بقسوة أكبر، مقارنة بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أو حركة «حياة السود مهمة».

وخلال أحداث عنف مناهضة للمهاجرين اجتاحت المملكة المتحدة الصيف الماضي، غرد ماسك قائلاً إن «الحرب الأهلية حتمية».

وفي الآونة الأخيرة، ركز ماسك على قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال، ولا سيما سلسلة من القضايا التي هزت بلدات شمال إنجلترا؛ حيث تمت محاكمة مجموعات من الرجال، معظمهم من أصول باكستانية، بتهم استدراج عشرات من الفتيات القاصرات واستغلالهن جنسياً. واستغل ناشطون من اليمين المتطرف هذه القضايا للربط بين الاعتداء الجنسي والهجرة، واتهام السياسيين بالتستر على «عصابات الاستدراج» خوفاً من اتهامهم بالعنصرية.

ونشر ماسك مطالباً بإجراء تحقيق علني جديد في هذه القضايا؛ علماً بأن الحكومة البريطانية السابقة برئاسة المحافظين أجرت بالفعل تحقيقاً واسع النطاق استمر 7 سنوات، وخرج في عام 2022 بـ20 توصية، من بينها تعويض ضحايا الاعتداء؛ لكن كثيراً من هذه التوصيات لم تُنفَّذ بعد. وأكدت حكومة ستارمر أنها ستنفذ التوصيات في أقرب وقت ممكن.

كما اتهم ماسك ستارمر بالفشل في تحقيق العدالة للضحايا، عندما كان يتولى منصب المدعي العام لإنجلترا بين عامي 2008 و2013.

ودافع ستارمر عن سجله مدعياً عاماً؛ مشيراً إلى أنه أعاد فتح قضايا مغلقة، وغيَّر بشكل كامل النهج المتبع في محاكمة قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال.