قيادي في «الوطني الكردستاني»: مشاكل الأحزاب الكردية لن تحل إلا بالتفاهم

كوسرت رسول يقول إن الاتحاد حزب للجميع وليس عائليًا

قيادي في «الوطني الكردستاني»: مشاكل الأحزاب الكردية لن تحل إلا بالتفاهم
TT

قيادي في «الوطني الكردستاني»: مشاكل الأحزاب الكردية لن تحل إلا بالتفاهم

قيادي في «الوطني الكردستاني»: مشاكل الأحزاب الكردية لن تحل إلا بالتفاهم

أقر النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بوجود مشاكل داخل حزبه، وقال إن هناك رأيين في الحزب، رأي هيرو إبراهيم أحمد زوجة (مام) جلال التي تقول بأنها المسؤولة عن الاتحاد، ورأي القادة وآخرين. وأضاف: «فنحن مصرون أن الاتحاد ليس عائليا، وإنما لجميع أعضائه»، وقال: «إذا كان هناك من يريده أن يكون حزبا عشائريا فهناك الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وفي رده عن أن الوطني كان دائما ينتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، باعتباره حزبا عشائريا واليوم تحول إلى حزب عائلي على حد وصفه، قال: «هذا غير مقبول من قبلنا، غير مقبول أن يتحول الاتحاد إلى حزب عائلي».
وقال رسول إن «هيرو (إبراهيم أحمد) تعتبر نفسها قائدة الاتحاد كونها زوجة مام جلال وهو ما يزال حيا، ونحن نحترمه ونحترم تاريخه ونعتبره رمزا للاتحاد وعندما يتماثل لشفاء سيقود الاتحاد، لكن عائلته استغلت وجود مام جلال وورثت القيادة، هيرو تتحكم اليوم بالمسائل المالية بينما يضطلع المكتب السياسي بالمواضيع السياسية»، معترفا «نحن لا نستطيع عقد مؤتمر عام للاتحاد بسبب الحرب ضد داعش وخلافاتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، وإذا عقدنا المؤتمر الآن فسوف تكون هناك انشقاقات في الحزب، ونحن أصلا عانينا من انشقاق نشيروان مصطفى عن الحزب وتشكيله حركة التغيير، لهذا سيبقى الوضع راهنا في الاتحاد على ما هو عليه طالما مام جلال مريض».
وحول صلاحياته باعتباره من الناحية الحزبية يتمتع بأعلى درجة قيادية بعد جلال طالباني، قال علي «أنا النائب الأول للأمين العام (طالباني) من الناحية الرسمية والشكلية، أما الصلاحيات المهمة مثل المالية والبيشمركة والعلاقات الخارجية فهي من صلاحيات الأمين العام (طالباني)، وهذه الصلاحيات اليوم هي بيد هيرو». مؤكدا وجود «تكتل لكوسرت رسول وبرهم صالح، النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني، وتكتل آخر لهيرو»، واصفا وجود برهم صالح داخل الاتحاد بـ«المؤثر، كونه نائب طالباني وهو يحضر اجتماعات المكتب السياسي بحضور السيدة هيرو وهو(صالح) وأنا ليست لدينا مشكلة شخصية مع زوجة طالباني، بل خلافاتنا حول وضع ومستقبل الاتحاد وقوته، أنا أتحدث معها في اجتماعات المكتب السياسي، لكني معترض على سياستها في موضوع قيادة الاتحاد، نحن نقول إن هناك نظاما داخليا وهو بمثابة الدستور للاتحاد الوطني ويجب احترامه وتطبيقه، وحسب النظام الداخلي فأنا وبرهم صالح نتمتع بصلاحيات قيادية منحها لنا المؤتمر العام عندما رشحنا مام جلال لمنصبي النائب الأول والثاني له والمؤتمر العام الذي هو أعلى سلطة في الاتحاد أيد ذلك بقوة، هذا تم بصورة علنية وليس عن طريق التعيين، ولا أحد يستطيع أن يجردنا عن صلاحياتنا المسندة إلينا إلا من خلال مؤتمر عام».
ونبه إلى أن هذه الخلافات «أثرت على قواعد الاتحاد رغم أننا اتفقنا على تشكيل لجنة لحل الخلافات داخل الاتحاد ومنحت سقف زمني لستة أشهر، مضى عليها شهر واحد». مقترحا «عقد مؤتمر توافقي يختار قيادة الاتحاد ونسلم الحزب بأيد أمينة لا تتصرف كيفما تشاء وأنا مع أن تتسلم الاتحاد قيادة شابة ونرتاح، أنا لم أعد قويا مثلما كنت فعمري ووضعي الصحي لا يسمحان لي بحضور الاجتماعات الكثيرة والطويلة». وقال: «لو كان مام جلال بصحة جيدة لارتحت من مواجهة بقية الأحزاب وخلافاتها». وحول المشاكل بين الأحزاب الكردستانية قال رسول: «يجب أن تحل مشاكل الأحزاب الكردستانية بالمفاوضات والتفاهم»، مشيرا إلى أنه «من دون الجلوس على طاولة الحوار لا يمكن حل المشاكل في إقليم كردستان العراق، ويجب أن تكون هناك تنازلات بين الأطراف المتنافسة، ويجب أن يكون هناك تفاهم».
وأضاف أن «لاتحاد الوطني يتصرف بمسؤولية وكأنه هو المسؤول عن الأمور كلها وليس كما يتصرف الآخرون مثلما يريدون (بكيفهم)، وأعني بقية الأحزاب والأطراف الكردية»، مشيرا إلى أن «الحزب الديمقراطي الكردستاني يتحاور مع الاتحاد الوطني الكردستاني، وسبق وأن تنازلنا لهم وهم أيضا تنازلوا لنا، لكن طرد رئيس وبعض أعضاء برلمان إقليم كردستان (من كتلة التغيير)، وهم منتخبون شرعيا، وقد تم طرده من قبل الحزب الديمقراطي دون أن يكون هناك تفاهم مع الاتحاد، قد أجج الموقف».
وقال: «ليس من حق أحد منع دخول رئيس البرلمان وأعضاء البرلمان من حركة التغيير لأربيل، ونحن لسنا مع هذا ا القرار، وكان يفترض مناقشتنا لنتمكن من إيجاد حل، وقد حاولنا نحن في الاتحاد الوطني سواء على مستوى شخصي والمكتب السياسي، أن نقرب بين وجهات الديمقراطي والتغيير، ولكن لا أحد يقبل أن يتنازل للآخر ويفترض بالديمقراطي أن يتفاهم مع التغيير»
وحول موضوع رئاسة الإقليم التي تشكل نقطة خلاف حركة التغيير مع الديمقراطي الكردستاني، قال رسول: «يفترض أن يتم انتخاب الرئيس من قبل البرلمان وليس من قبل الناس».



تقرير دولي: الواردات إلى الحديدة استمرت بعد الضربات الإسرائيلية

سفينة تجارية في ميناء الحديدة حيث لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
سفينة تجارية في ميناء الحديدة حيث لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

تقرير دولي: الواردات إلى الحديدة استمرت بعد الضربات الإسرائيلية

سفينة تجارية في ميناء الحديدة حيث لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)
سفينة تجارية في ميناء الحديدة حيث لم تتأثر الحركة فيه بالقصف الإسرائيلي (رويترز)

أفاد تقرير دولي حديث بأن واردات الغذاء إلى مناطق سيطرة الحوثيين استمرت بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت البنية التحتية والمرافق الحيوية في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، وبيّن أن المؤشرات ترجّح انخفاض القلق بشأن احتمال حدوث انعدام الأمن الغذائي الحاد على ضوء تلك الضربات.

وذكر التقرير الصادر عن «شبكة الإنذار المبكر بشأن المجاعة» أنه في 29 سبتمبر (أيلول)، استهدفت إسرائيل البنية التحتية والمرافق الحيوية في الحديدة للمرة الثانية؛ رداً على هجمات الحوثيين، حيث استهدفت الغارات خزانات النفط في ميناء رأس عيسى (شمال الحديدة)، وميناء الحديدة (هدف الهجوم الأول)، ومحطتي الطاقة الرئيسيتين في المحافظة، ونقل عن المسؤولين الحوثيين قولهم إن الغارات أسفرت عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 57 آخرين.

رافعة في ميناء الحديدة تضررت من القصف الإسرائيلي (رويترز)

ووفق ما أورده التقرير، فقد أدى الضرر الذي لحق بمحطتي الطاقة إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، وأجزاء من صنعاء؛ وحتى نهاية سبتمبر، ظلت هذه المحطات غير عاملة، وبيّن أن محطة «رأس كثيب للطاقة» تلقت أكبر قدر من الضرر، حيث دمر القصف الغلايات.

وفي الوقت نفسه، أكدت الشبكة تضرر ثلاثة من أربعة خزانات نفط في ميناء رأس عيسى، وقالت إن الضرر لم يكن كبيراً. في حين أفاد مسؤولون حوثيون بأن خزانات الوقود تم إفراغها مسبقاً تحسباً للضربات الإسرائيلية. وذكرت أنه لم يتم الإبلاغ عن أضرار كبيرة في ميناء الحديدة، ونُسب إلى المسؤول الحوثي القول: «إن آثار الضربات كانت غير مهمة».

وبحسب ما جاء في التقرير، واستناداً إلى المعلومات المتاحة، فإن واردات الغذاء والوقود مستمرة بعد الهجمات، وأنها، بصفتها شبكة معنية بنظام الإنذار المبكر للمجاعة، تواصل تحديث مصادر البيانات والمعلومات المتاحة في أعقاب الضربة، وستقدم تحليلاً محدثاً لأي آثار متوقعة على انعدام الأمن الغذائي الحاد في تقرير توقعات الأمن الغذائي القادم.

ومع ذلك، أفادت الشبكة بأن التحليل المبكر يشير إلى انخفاض القلق، بشكل عام، بشأن احتمال حدوث انعدام الأمن الغذائي الحاد.

نقص الأمن الغذائي

وبشأن انعدام الأمن الغذائي، ذكرت الشبكة أنه نظراً لضعف القدرة الشرائية، واستمرار توقف المساعدات الغذائية الإنسانية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فمن المرجح أن تستمر ملايين الأسر الفقيرة في مواجهة فجوات في استهلاك الغذاء في جميع أنحاء اليمن، مع القلق بشكل خاص بشأن النازحين داخلياً والأسر المتضررة من الفيضانات والأسر الفقيرة التي تعتمد على فرص العمل اليومي.

وتوقعت الشبكة أن تستمر الأزمة (المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) أو أسوأ من ذلك في جميع أنحاء البلاد حتى يناير (كانون الثاني) 2025.

حريق ضخم على أثر ضربات إسرائيلية استهدفت مخازن الوقود بميناء الحديدة اليمني (أ.ف.ب)

وقالت إنه من المرجح أن تستمر بعض المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين في مواجهة نتائج حالة الطوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) وسط توقف المساعدات الغذائية، وتأثيرات الفيضانات المدمرة الأخيرة.

ونبّه تقرير الشبكة إلى أن هطول الأمطار فوق المتوسط، في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، أسهم في توفير ظروف نمو مواتية للمحاصيل وموارد المراعي (المراعي والمياه للماشية) في عدد من المناطق. ومع ذلك، أثرت الفيضانات الشديدة سلباً على إنتاج المحاصيل في المناطق المتضررة.

وبحسب تقييم سريع أجرته منظمة الأغذية والزراعة في أغسطس، تأثر نحو 99 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. وكانت الغالبية العظمى من هذه الأراضي الزراعية المتضررة في الحديدة (77,362 هكتاراً) وحجة (20,717 هكتاراً)، وهو ما يمثل نحو 12 في المائة و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية.

وفي الوقت نفسه، أكدت الشبكة تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً للتقييم نفسه الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة.

واستناداً إلى ذلك التقييم، كانت محافظات الحديدة وحجة والجوف الأكثر تضرراً، حيث تأثر نحو 6 في المائة من الأغنام والماعز في الحديدة (106,361)، تليها 4 في المائة بالجوف (50,664) و4 في المائة بحجة (46,424).

أُسَر أكثر تضرراً

تعد هذه المناطق اليمنية من أهم مصادر الثروة الحيوانية والرعي، ونظاماً مهماً لسبل العيش، وخصوصاً في الجوف، حيث تقدر نسبة الأسر التي تعد الثروة الحيوانية المصدر الأساسي للدخل بنحو 20 في المائة من الأسر، وفقاً لتقييم الأمن الغذائي وسبل العيش لعام 2021.

وبسبب خسائر المصادر الرئيسية للغذاء والدخل وسط توقف المساعدات المستمر، رجّحت الشبكة أن تكون بعض الأسر الأكثر تضرراً في المناطق المتضررة بشدة قد عانت من خسائر في أصول الثروة الحيوانية وأضرار في سبل العيش.

وقالت إن الأسر الأكثر تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة.

99 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في اليمن تأثرت بالفيضانات (الأمم المتحدة)

وبحسب هذه البيانات، فإن شهر سبتمبر يشكل بداية موسم حصاد الحبوب الرئيسي في اليمن، حيث تشهد الأسر الفقيرة زيادة موسمية في توافر الغذاء من إنتاج المحاصيل، فضلاً عن الدخل من فرص العمل على طول سلاسل إنتاج المحاصيل والتسويق.

لكن الفيضانات الأخيرة أدت -وفق الشبكة- إلى إتلاف المحاصيل القائمة وتدميرها، ولهذا من المتوقع أن يؤدي الحصاد المحلي الأقل من المتوسط إلى تقييد فرص العمل الزراعي في المناطق المتضررة بشدة.

وطبقاً لما أوردته الشبكة المعنية بالإنذار المبكر من الجوع، فإن موسم الحصاد في اليمن يجلب بعض التحسينات الموسمية، إلا أن إنتاج المحاصيل لا يسهم إلا بشكل طفيف في استهلاك الأسر الزراعية للغذاء، والمنافسة على فرص العمل الزراعي.

وعلى هذا النحو، حتى في موسم الحصاد، ستستمر الأسر اليمنية الفقيرة في مواجهة الاعتماد الكبير على السوق وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات بعيدة المنال.