تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا يُحذر من موجة اعتداءات تستهدف مسلمي أوروبا

مصدر بالإفتاء المصرية: تهديدات «داعش» مُؤشر خطير ينذر بالتصعيد

تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا يُحذر من موجة اعتداءات تستهدف مسلمي أوروبا
TT

تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا يُحذر من موجة اعتداءات تستهدف مسلمي أوروبا

تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا يُحذر من موجة اعتداءات تستهدف مسلمي أوروبا

حذر تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية من موجهة اعتداءات جديدة تستهدف المسلمين في بلجيكا بشكل خاص وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية بشكل عام، وذلك في أعقاب تفجيرات العاصمة البلجيكية بروكسل أول من أمس، والتي راح ضحيتها العشرات. وأضاف التقرير أن «أعمال التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها (داعش) الإرهابي تهدم صورة الإسلام حول العالم وتشوه معانيه وقيمه السامية، وتدفع الكثيرين إلى معاداة المسلمين والاعتداء عليهم». في حين قال مصدر مُطلع بمرصد الإفتاء إن «تنظيم داعش الإرهابي يسعى خلال الفترة المُقبلة لهجمات جديدة من خلال خلاياه الصغيرة التي شكلها في أوروبا، بهدف القيام بهجمات إرهابية مُوسعة على غرار هجمات بروكسل الأخيرة وفرنسا التي وقعت قبل نهاية العام الماضي».
ووقعت 3 انفجارات في بروكسل أول من أمس في مطار «زافنتم» ومحطة مترو الأنفاق قرب مقر الاتحاد الأوروبي، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأعلن «داعش» مسؤوليتها عن التفجيرات، متوعدا بمزيد من العمليات في أوروبا.
وسبق أن أطلقت مجموعة «بيجيدا» المعادية للإسلام، مجموعة تابعة لها في بريطانيا، زاعمة أن الدين الإسلامي «آيديولوجية فاشية» عقب أحداث فرنسا الأخيرة. وأكد مرصد دار الإفتاء وقتها، أن اتهام الإسلام بالفاشية يعكس جهلا كبيرا بالإسلام الذي لا يعرف النزعة العنصرية المتطرفة، لافتا إلى أن هذا الاتهام الذي قيل وقتها «شديد الخطورة»، لأنه يهيئ الرأي العام الأوروبي لتأييد جرائم الكراهية ضد المسلمين، والقوانين التي تحرم المسلمين من حقوقهم وحرياتهم في أوروبا.
ولفت مرصد الإفتاء المصرية في تقريره أن علماء المسلمين قديما وحديثا قد اتفقوا على حرمة العمليات الإرهابية التي يطلق عليها البعض «استشهادية»، والتي تستهدف المدنيين وتضرب استقرار الدول وتؤثر على مسيرتها التنموية والمجتمعية، وتزرع الشقاق والفتنة بين مسلمي تلك الدول وباقي فئات المجتمع، مؤكدًا أن «الإرهاب لا يفرق بين مسلم وغير مسلم، كما أنه يستهدف الدول الإسلامية والغربية على السواء، ويوقع المدنيين من هنا وهناك بدعاوى باطلة وتبريرات واهية لا تنطلي على عاقل، وهو ما يؤكد أن الإرهاب هو عدو الإنسانية الأول في هذا العقد، ولا بد من تضافر كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمحاربته والقضاء عليه وعلى أسبابه، وقطع الطريق أمامه لتشويه المعتقدات والأديان لتأجيج نار الصراعات الدينية التي يسعى جاهدا لإشعالها بين أصحاب الديانات».
وتابع المرصد بقوله: «قد ثبت بالدراسات الرصدية أن المسلمين هم أكثر الفئات المستهدفة من قبل الإرهابيين.. كما أن الجاليات المُسلمة في الخارج هم أكثر المتضررين من أعمال تلك التنظيمات وجرائمها في حق الآمنين في مختلف دول العالم».
من جانبه، قال المصدر المُطلع بالإفتاء لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مخاوف الآن في الغرب من قيام (داعش) بهجمات متلاحقة، خاصة بعد أن طور التنظيم من قدراته القتالية بشكل يتيح له شن هجمات إرهابية كبيرة على الصعيد العالمي»، لافتا إلى أن «ما توعد به التنظيم ضد الغربيين عقب تفجيرات العاصمة البلجيكية بروكسل أول من أمس، مُؤشر خطير جدا وينذر بالتصعيد من قبل التنظيم الإرهابي الأخطر دموية في جميع التنظيمات المُتطرفة».
وتوعد «داعش» في فيديو مصور، الغربيين بهجمات «تنسيهم» - على حد زعمه - هجمات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وباريس الأخيرة، وذلك عقب تنفيذ عملية إعدام خمسة «مرتدين» عراقيين مؤخرا، قتلهم بالرصاص خمسة من متطرفيه، يتقدمهم مُتشدد ناطق بالفرنسية.
وسبق أن شن إرهابيون هجمات دامية على مناطق متفرقة في أوقات متزامنة العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أسفرت عن وقوع أكثر من 120 قتيلا ونحو 200 مصاب، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي تبني الاعتداءات والهجمات وقتها، وشن عدد من المتطرفين في فرنسا حملات عدائية ضد المسلمين وقتها.
ودعا تقرير مرصد دار الإفتاء المصرية أمس، وسائل الإعلام الغربية إلى الحيادية في تناول قضايا التطرف والإرهاب، وعدم الربط السلبي بين العمل الإرهابي والدين الإسلامي، والعمل على إتاحة الفرصة أمام علماء المسلمين المعتدلين للتحدث إلى المجتمعات وبيان حقيقة الإسلام ورسالته النيرة، والبعد عن الإثارة في التناول، أو الاجتزاء والتشويه بحق فئة بعينها.
وطالب المرصد في نهاية تقريره بالتشديد على أن محاربة الإرهاب أمر لا يخص دولة وحدها أو مجتمعًا بعينه، إنما هو شأن عالمي يهدد المجتمع الدولي بأكمله، ولا بد من بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على تلك الفئة المتطرفة من مختلف بقاع العالم، وتطهير الأوطان منها ومما تحمله من شرور للعالم أجمع.
فيما كشف المصدر المُطلع عن أن هناك مُؤشرات كانت تؤكد مساعي «داعش» لتنفيذ هذه الهجمات ضد الغرب وآخرها بلجيكا.. ومن هذه المؤشرات قيام «داعش» باستخدام جوازات سفر سورية وعراقية وهمية لتهريب «الجهاديين» إلى أوروبا في خضم أزمة المهاجرين.. وأن المتطرفين والإرهابيين يستغلون تدفق المهاجرين لأوروبا عن طريق تزوير هويات جديدة، لتجنب الكشف عن شخصياتهم عند حدود الدول.
في السياق ذاته، طالب مرصد الإسلاموفوبيا بدار الإفتاء المصرية باستراتيجيات شاملة عربية وإسلامية لمواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، التي تنتشر في بعض الدول عقب أي تفجيرات، فكريا ورفض الانتهاكات الفردية التي يتعرض لها المسلمون جراء هذه التفجيرات التي تقوم بها جماعات تنسب نفسها زورا للإسلام.
ودشنت دار الإفتاء المصرية مرصد «الإسلاموفوبيا» والذي يختص برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعالجتها، وتقديم كل التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج.
وأوضح مرصد دار الإفتاء للإسلاموفوبيا أن «ظاهرة الإسلاموفوبيا قد زادت حدتها في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من جرائم «داعش» في كثير من بلدان العالم في أكثر من قارة على سبيل المثال لا الحصر، في لبنان بآسيا، وفرنسا في أوروبا، ومالي في أفريقيا»، مشيرا إلى أن بعض الأصوات المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة، قد استغلت هذه الجرائم في تأييد دعايتها وتحريضها ضد الإسلام والمسلمين.
وقال مرصد الإفتاء إن «هذه المفاهيم والتصورات تُركز على إبراز التفسيرات المتطرفة والعنيفة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لتسويغ اعتبار الإسلام والمسلمين خطرًا على المجتمعات في أوروبا والولايات المتحدة، مع إغفال كل التفسيرات الأخرى وهي كثيرة ومتنوعة، وهذا المستوى يقوم على تطويره بعض من الدارسين والباحثين في الدراسات الاستشراقية في عدد من الجامعات الأوروبية والأميركية الذين - بحكم تكوينهم الدراسي - قد تشربوا أعمال بعض المستشرقين غير المنصفين في نظرتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.