التوقيت الصيفي.. قصة طويلة تبدأ من عاصمة الضباب

مزاياه لم تطغَ على مساوئه بصورة مقنعة

التوقيت الصيفي.. قصة طويلة تبدأ من عاصمة الضباب
TT

التوقيت الصيفي.. قصة طويلة تبدأ من عاصمة الضباب

التوقيت الصيفي.. قصة طويلة تبدأ من عاصمة الضباب

شهدت بريطانيا فروق في التوقيت الزمني.. وكان التوقيت إبان الحرب العالمية الثانية يسبق توقيت غرينتش بساعتين، في ما سمي بالتوقيت الصيفي المزدوج، وكان هذا أيضًا من أجل توفير النفقات الصناعية.
ولكن القصة الحقيقية لتغيير التوقيت، ترجع إلى 100 عام مضت حيث بدأ العمل بالتوقيت الصيفي في بريطانيا، وسرعان ما سارت البلدان حول العالم على خطاها. والفضل هنا يرجع إلى عامل بريطاني يدعى ويليام ويليت في صبيحة أحد أيام صيف 1905، حين لاحظ بأسى كثيرا من الستائر ظلت مغلقة لحجب ضوء الشمس. وهنا طرأ على باله حل: لمَ لا نقدم عقارب الساعة قبل بداية كل صيف؟
وقد خضع التوقيت القياسي البريطاني للتجربة ما بين عامي 1968 و1971، بتقديم عقارب الساعة ستين دقيقة طوال العام، وقد تميز هذا التوقيت بأن الأطفال كانوا يضعون شارات بألوان على أذرعهم ليراهم الناس في نهار الشتاء المظلم، ولكنه لم يلقَ إقبالا لدى عامة الناس على الإطلاق.
ومنذ ذلك الحين، عارضت مشاريع قوانين كثيرة في البرلمان للتوقيت الصيفي، ليس في بريطانيا فحسب، بل ستجد دوما أن نظام التوقيت الصيفي وما يصاحبه من تدابير إما قد بدأ العمل به أو عدل أو أثير خلاف بشأنه أو ألغي تماما في مكان ما في العالم.
لماذا ظل هذا الموضوع مثار خلاف؟ هذا يرجع بالأساس إلى أن مزاياه لم تطغَ على مساوئه بصورة مقنعة. ففي مقابل كل حجة قوية مؤيدة للتوقيت الصيفي توجد دوما حجة مقنعة معارضة له. وبشكل عام، يرى البعض أن التوقيت الصيفي مفيد في مجالات التجارة بالتجزئة والرياضة والسياحة، ولكنه يضرّ بمصالح العاملين في الزراعة وتوصيل البريد.
وفي هذا الصدد يقول ديفيد بريرو، مؤلف كتاب «اغتنم ضوء النهار»: «يظن كثيرون أن التوقيت الصيفي يقلل استهلاك الطاقة، وحوادث الطرق والجرائم التي ترتكب في الأماكن المفتوحة، ويحسّن جودة الحياة. ولكن من بين سلبياته الصباح المظلم، وهي مشكلة يعاني منها بشكل خاص تلاميذ المدارس والفلاحين، فضلا عن ما يلحقه الإرهاق الناجم عن فرق التوقيت من أثر على ساعات النوم»، حسب تقرير «بي بي سي».
ويتبع نحو ربع سكان العالم، البالغ عددهم 7.4 مليار نسمة، نظام التوقيت الصيفي. ولا يساور بريرو الشك في أن صاحب الفضل في ذلك هو ويليت، قائلا: «أقرت قوانين التوقيت الصيفي بفضل جهود ويليام ويليت مباشرة».



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.