أسرار المطارات.. وطرق التفتيش للحفاظ على أمن المسافرين
ماذا يحدث للأمتعة خلف الكواليس؟
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
أسرار المطارات.. وطرق التفتيش للحفاظ على أمن المسافرين
نادرا ما يرى ركاب الرحلات الجوية أمتعتهم التي تخضع لعمليات تفتيش أمنية. ولكن خلف الكواليس في أي من المطارات الحديثة توجد فرق أمن كاملة لا تفعل شيئا سوى فحص الأمتعة قبل شحنها. ويوضح كريستيان التنهوفن من إدارة شرطة الحدود الألمانية في مطار فرانكفورت أنه بعد فحص الأمتعة على المنضدة الأمامية، تتحرك على سير وتستقر في وحدة التفتيش. هذه العملية آلية على الأغلب في أوروبا. فتستخدم أجهزة المسح أشعة لفحص الحقائب بحثا عن مجموعة من المفردات المثيرة للريبة. وإذا تم رصد مثل هذه المفردات يعاد فحص الحقيبة بعدد من الوسائل. وفي حال ظلت الأجهزة غير قادرة على إعلان كون هذه المفردات آمنة، فيجب حينها أن يفتح أحد مسؤولي الأمن الجويين الحقيبة ويفحصها، بحسب التنهوفن. ولديهم وسائل لفتح أو كسر أقفال الحقيبة. وفي حال اكتشاف شيء مريب داخل الحقيبة يتم إخطار شرطة المطار ويتم استدعاء الراكب. وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك سائل غير مألوف في الحقيبة فيمكن سؤال الراكب حينها عن ماهيته. ويذكر التنهوفن أنهم اكتشفوا مؤخرا «شوكولاته مغلفة مع هاتف ذكي». وبدا هذا المزيج على أجهزة المسح كأنه قنبلة. تشبه الشوكولاته المواد العضوية للمواد الناسفة تحت أشعة إكس بينما يمكن أن يبدو الهاتف الذكي كجهاز توقيت. وأمن المطار لا يترك شيئا للصدفة. وقال التنهوفن: «في الحالات القصوى، يتم استدعاء خبراء تفكيك القنابل». وفي كل الحالات تقريبا، يتم إيضاح الأسئلة بشأن المفردات المثيرة للريبة في الوقت المحدد للحقائب لوضعها على متن الطائرة المقررة. وسوف يتم إعلام الركاب أنه تحتم فتح حقائبهم عن طريق مذكرة يضعها أفراد الأمن الودودون في أمتعتهم.
«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.
وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.
اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.
وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.
يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.
سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.
وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.
ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.
على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.
بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.
يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.
لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.
أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.