وزير الإعلام اليمني لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر عودة المختطفين لإثبات حسن النيات

الحديث عن نتائج إيجابية بعد اجتماع المبعوث الأممي مع الحوثيين

محمد قباطي
محمد قباطي
TT

وزير الإعلام اليمني لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر عودة المختطفين لإثبات حسن النيات

محمد قباطي
محمد قباطي

أفصحت الحكومة اليمنية أمس عن وجود مفاوضات حثيثة للإفراج عن عدد من المختطفين الذين غابت شمسهم في المعتقلات الحوثية منذ العام الماضي، مؤكدة قرب الإعلان عن نتائج إيجابية في هذا الشأن خلال الساعات القريبة المقبلة.
وينسجم ما أفصحت عنه الحكومة اليمنية مع تأكيدات إسماعيل وليد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، أمس، بوجود «توافق يمني - يمني».
وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور محمد قباطي، وزير الإعلام اليمني، أن الحكومة الشرعية في اليمن تنتظر ما سينتج عن اجتماعات المبعوث الأممي مع القيادات الحوثية في صنعاء، في إشارة منه إلى أن بلاده ستشهد تحولات مهمة في الأحداث السياسية خلال الفترة الحالية في حال سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها. وشدد على وجود اجتماعات دورية تخص عمل الحكومة سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا، تعقد كل أسبوعين، مبينا أن الاجتماع المقبل سيركز على ما سيتوصل إليه المبعوث الأممي من نتائج مع القيادات الحوثية.
وأكد قباطي استعداد الحكومة لأي مشاورات مع الوفد الحوثي، مبينا أن «الحكومة الشرعية دعاة سلم وتريد حقن دماء اليمنيين، والحرب فرضت على الشعب اليمني نتيجة الانقلاب الذي تم على الدولة الشرعية»، وهو ما استدعى الاستنجاد بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية. وركز قباطي على أن الحكومة مرحبة بأي مشاورات من أجل تنفيذ القرار «2216»، مشددا على أن ما يجري على الأرض من عمليات عسكرية من قبل الجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف، يمثل تنفيذا عمليا لرد الفعل الطبيعي الناتج عن عدم التقيد بالقرار «2216».
وبين أن الحكومة الشرعية مرحبة بوجود ضمانات دولية توضح الطريق، وصولا إلى المشاورات لتنفيذ القرار سلما وإنهاء المعارك العسكرية، وحقن الدماء.
وشدد على ضرورة وجود ضمانات تبين صدق النيات، التي كانت في مقدمتها ما تم الاتفاق عليه سابقا تحت اسم «خطوات بناء الثقة»، التي كان من بينها وجود فقرة من مجلس الأمن، وهي المطالبة بالإفراج عن المخطوفين، وعلى رأسهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع، واللواء ناصر منصور، واللواء فيصل رجب.
وتساءل وزير الإعلام اليمني عن الأسباب التي تمنع إفراج الحوثيين عن المختطفين، مشددا على أن القرار في هذا الشأن «واضح، ولأول مرة يأتي قرار تحت البند السابع من قرارات الأمم المتحدة يتناول أسماء أشخاص، فإذا كانت هناك نيات صادقة ومشاورات جادة لتنفيذ القرار، فلماذا لا تتم هذه الخطوة لإثبات حسن النية؟».
وأكد أن الحكومة الشرعية تدرك أن بند انسحاب قوات المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي، وأيضا بند تسليم السلاح، يحتاجان إلى مشاورات لبحث الكيفية والآلية، أما بند الإفراج عن المختطفين فيفترض أن ينفذ دون أي مشاورات لإثبات حسن النية وبناء الثقة للتمهيد للدخول في مشاورات جادة.
وأعرب الوزير اليمني عن أمانيه بأن تأتي زيارة مبعوث الأمم المتحدة لصنعاء أمس بنتائج إيجابية، وأن يعود ومعه المختطفون لإثبات حسن النية، وبعدها يتم تحديد موعد للمشاورات. وقال إن «ما ينقل إلى إسماعيل ولد الشيخ أحمد من الحوثي والمخلوع صالح فيه كثير من الليونة وإظهار حسن النية»، عادّا أن ما فرضه الواقع من تقدم للقوات العسكرية على الأرض وتحرير كثير من المحافظات والمناطق اليمنية، جعل الحوثيين يخفضون صوتهم نتيجة إقرارهم بواقع هزائمهم المتلاحقة طيلة الشهور الماضية.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.