في وقت يتعامل حزب الله ومن خلفه وسائل الإعلام المحسوبة عليه بشبه تجاهل للمعلومات الأخيرة التي كشفت عن ارتباط إيران والحزب بما يعرف بـ«هجمات 11 سبتمبر»، فإن بعض الأطراف اللبنانية لا تستبعد أن ينعكس هذا الإعلان سلبا على لبنان، لا سيما في ظل كل الضغوط التي يتعرض لها في الفترة الأخيرة على خلفية سياسة الحزب داخليا وخارجيا، كان آخرها الإجراءات الخليجية بعد تصنيفه «تنظيما إرهابيا».
هذا ما أشار إليه مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله أصبح محاصرا من معظم الدول في الشرق الأوسط، وبعد تصنفيه تنظيما إرهابيا من قبل مجلس التعاون الخليجي، يبدو أنه سيتعرض للمزيد من الضغوط في المرحلة المقبلة، بحيث تتوسع دائرة الإجماع حول تصنيفه وسيخضع للمزيد من المساءلة، وهو الأمر الذي لا نستبعد أن ينعكس سلبا أكثر وأكثر على لبنان». وأضاف قاطيشا: «نحن ندفع ثمن سياسة الحزب منذ نحو 12 سنة. لبنان يواجه المزيد من الركود الاقتصادي وشلل مؤسساته بفعل ممارسات الحزب الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي قد يعرضنا للمزيد من الضغوط، على اعتبار أن هذه المعلومات الأخيرة لا يمكن أن تمرّ من دون مساءلة أو إجراءات معينة». ورأى أنّ القضاء الأميركي لم يكن ليعلن عن هذه المعلومات لو لم يكن متأكدا منها وتوصّل إلى أدلة دامغة بشأنها، مضيفا: «لا أستغرب ضلوع إيران والحزب في هذه القضية لا سيما أنه وبعد عام 2001 كانت طهران ممرا للإرهابيين وما تبقى من تنظيم القاعدة».
من جهته، قال القيادي في «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه: «لا شك أن المخابرات الأميركية لديها أجندة معينة بهذا الخصوص والسكوت عن هذا الموضوع طوال 11 عاما أعتقد أنه مرتبط، إما بانتظار القضاء الأميركي لاكتمال كل المعطيات الكافية لتورط إيران وحزب الله قبل الإعلان عنه أو أنهم انتظروا الفرصة والوقت المناسب للإعلان عن هذه المعلومات». وأضاف علوش: «وعمليا، إذا كان مخطط 11 سبتمبر مرّ بإيران فهذا يعني أن رأس النظام الإيراني كان على علم به، لا سيما أن الوثائق كشفت علاقة قيادة تنظيم القاعدة بالدولة الإيرانية».
واعتبر علوش، وهو نائب سابق من طرابلس عاصمة شمال لبنان، أن وضع حزب الله في المرحلة المقبلة، انطلاقا من هذه المعلومات التي تم الكشف عنها، سيكون ضمن السلّة الإيرانية، موضحًا: «لا أعلم إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تطرح هذه القضية لمجردّ الحصول على التعويضات المادية أو فرض المزيد من التضييق على إيران واستخدام ورقة «11 سبتمبر» لتسهيل الحلول في المنطقة بما فيها سلاح حزب الله، وهو ما يرجّح أنه مرتبط بكيفية تفاعل إيران مع هذه الأمور».
يذكر أن محكمة نيويورك الفيدرالية كانت قد أصدرت حكما الأسبوع الماضي بتغريم إيران مليارات الدولارات تعويضا لعوائل أميركيين قتلوا في «هجمات 11 سبتمبر»، ولشركات التأمين التي تحملت أضرارا مالية، لدورها في تسهيل مهمة تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت نيويورك، وواشنطن. وقد اكتشف المزيد من الأدلة لتورط إيران وعملائها في المنطقة وبينها حزب الله في هذه الهجمات التي أودت بحياة الآلاف من الأميركيين. وانفردت «الشرق الأوسط» بنشر ست وثائق قضائية استند عليها قاضي المحكمة جورج دانيلز. وأشارت الوثائق إلى أن إيران، قامت بتسهيل، انتقال عملاء «القاعدة» إلى معسكرات التدريب في أفغانستان، مبينة كذلك، أن عماد مغنية (أحد قادة حزب الله اللبناني) زار المنفذين في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 ونسق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم. واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى «القاعدة» (حسب الوثائق) بعد وقوع أحداث سبتمبر وقدمت ملاذًا آمنًا لقيادات التنظيم.
تخوّف لبناني من أن تؤدي إدانة حزب الله بـ«هجمات 11 سبتمبر» إلى ضغوط جديدة
علوش: قد تستخدم لتسهيل الحلول بالمنطقة.. وقاطيشا: لن تمرّ من دون إجراءات معينة
تخوّف لبناني من أن تؤدي إدانة حزب الله بـ«هجمات 11 سبتمبر» إلى ضغوط جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة