«الإفتاء» المصرية: ترجمة ألف فتوى للغات مختلفة لتفنيد آراء التنظيمات الإرهابية ومزاعمها

المفتي وعد السفراء العرب والمسلمين لدى الهند بـ«حزمة إجراءات» للتصدي لآلة «داعش» الدعائية

«الإفتاء» المصرية: ترجمة ألف فتوى للغات مختلفة لتفنيد آراء التنظيمات الإرهابية ومزاعمها
TT

«الإفتاء» المصرية: ترجمة ألف فتوى للغات مختلفة لتفنيد آراء التنظيمات الإرهابية ومزاعمها

«الإفتاء» المصرية: ترجمة ألف فتوى للغات مختلفة لتفنيد آراء التنظيمات الإرهابية ومزاعمها

أكدت دار الإفتاء المصرية أنها «قامت بترجمة أكثر من ألف فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ نسبة كبيرة منها مُتعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة»، وقال مفتي مصر الدكتور شوقي علام، إن دار «الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بـ(حزمة من الإجراءات) لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية؛ وفي مقدمتها (داعش) الإرهابي»، مضيفا، خلال لقائه بـ25 سفيرا يمثلون السفراء العرب والمسلمين بمقر السفارة المصرية في نيودلهي أمس، أن «الخطر الحقيقي خلال المرحلة القادمة يتمثل في انتشار أفكار التنظيمات المنحرفة عن تعاليم الإسلام وسط بعض الشباب المسلم».
وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر: «نعيش فترة عصيبة تتميز بتصاعد الحملات العدائية ضد المسلمين والإسلام في العالم»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «مفتي البلاد دعا خلال زيارته للهند إلى ضرورة تكاتف جهود المسلمين عامة والعلماء لاستعادة الصورة الحقيقية للإسلام من قوى الإرهاب والتطرف».
يأتي هذا في وقت تواصل فيه دار الإفتاء المصرية عملها بتوزيع الموسوعة الرقمية للفتاوى باللغات المُتعددة على أكثر من 12 ألف جامعة ومكتبة مركزية حول العالم، لإظهار الصورة المضيئة للدين الإسلامي وأنه القادر على طرح الحلول المناسبة لجميع القضايا الحياتية للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتمد «الإفتاء المصرية» مؤخرا، مرجعية للفتاوى والقضايا الإسلامية بفضل مجهوداتها في خدمة قضايا الإسلام والفتوى.
وأكد مفتي مصر أن تصحيح الصور النمطية للإسلام والمسلمين في العالم، يُلقي بمسؤولية كبيرة على القائمين بتجديد الخطاب الإسلامي وتصحيحه في تبني رؤية شاملة تجاه العالم وإدراك البعد الحضاري للظواهر والأشياء المستحدثة، حتى يساهموا بالمشاركة الحقيقية في الحضارية الإنسانية، مشيرا خلال لقائه السفراء العرب والمسلمين لدى الهند، أمس، إلى أن الإسلام دين يدعو إلى السلام والرحمة.. والإسلام يحتاج لمن يقدمه بطريقة أكثر عمقا وشمولا وبمزيد من الحساسية والموضوعية في كل من الإعلام والمناهج الدراسية خصوصا في بلاد غير المسلمين.
في السياق ذاته، قال الدكتور شوقي علام خلال لقائه نجمة هبة الله، وزيرة شؤون الأقليات الهندية، أمس، إن الإسلام الصحيح قادر على إسكات أصوات الأقلية المتطرفة إذا تضافرت الجهود في إتاحة الفرصة للعلماء الذين لهم قدم راسخة في العلم الشرعي للتحدث باسم الإسلام، مضيفا: «الإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات والحضارات، وشاركت في بنائها كل الأمم والثقافات».
وتابع المفتي: «إننا في دار الإفتاء المصرية نبذل جهودا دؤوبة نحو الوصل بين الإسلام والواقع المعيش.. ونصدر آلاف الفتاوى يوميا بشأن حق المرأة في الكرامة والتعليم والعمل وتولي المناصب السياسية، وإدانة العنف في معاملتها، وحقوق الأقليات الدينية.. وغيرها من القضايا التي تشغل الأذهان في العالم المعاصر».
ودشنت دار الإفتاء بمصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مُبادرة عالمية للتصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب عقب هجمات إرهابية طالت عددا من دول العالم نفذها تنظيم «داعش» الإرهابي، تضمنت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، في خطوة أولى للتواصل مع غير العرب.
وأوضح مفتي البلاد أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها «داعش»، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص حول سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان: «داعش تحت المجهر» باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية، وإطلاق المجلة الإلكترونية «بصيرة» باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل.
وسبق أن أطلقت دار الإفتاء حملة دولية لعدم استخدام مصطلح «الدولة الإسلامية» عند الحديث عن «داعش» الإرهابي، واستبدال مصطلح «دولة المنشقين عن القاعدة في العراق والشام» به، وكذلك إطلاق صفحة مناهضة للتنظيم الإرهابي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باللغة الإنجليزية ترد على شبهات «داعش».
وأوضح نجم، مستشار مفتي مصر، أن الجماعات الإرهابية تأتي بنصوص مبتورة من التراث وتخرجها من سياقاتها لتحقيق أهدافها الدنيئة، مؤكدا أن «دار الإفتاء تفضح هذه الانحرافات الفكرية وتفندها»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الإفتاء تهدف لتصحيح الصور النمطية المشوهة التي خلقتها بعض التنظيمات الإرهابية، والقضاء على التعميمات غير المنصفة عن الإسلام والمسلمين التي تصوغها الدوائر الغربية السياسية والثقافية والإعلامية».
وكان مفتي الديار المصرية قد التقي ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، على هامش مشاركته في مؤتمر «دور القيم الروحية في التصدي للتطرف والإرهاب» بالهند، مؤكدا أن الإسلام نسق عالمي مفتوح لم يسع أبدا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة وبقصد توضيح الحقائق.
من جهته، قال نجم إن «المفتي أوضح خلال زيارته للهند أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوض الأمن ويروع الآمنين.. فجميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي»، لافتا إلى أن مواجهة الآيدلوجيات المنحرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع صناع القرار ووسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الآيدلوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه للقرآن الكريم. وقال الدكتور إبراهيم نجم إن «دار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الإفتائي في الخارج».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.