مندوب اليمن: الضغط الذي مورس على القوى الانقلابية سياسيًا وعسكريًا بدأ يؤتي ثماره

الأمم المتحدة ترحب بتصريحات عسيري بشأن قرب انتهاء الحرب اليمنية

مندوب اليمن: الضغط الذي مورس على القوى الانقلابية سياسيًا وعسكريًا بدأ يؤتي ثماره
TT

مندوب اليمن: الضغط الذي مورس على القوى الانقلابية سياسيًا وعسكريًا بدأ يؤتي ثماره

مندوب اليمن: الضغط الذي مورس على القوى الانقلابية سياسيًا وعسكريًا بدأ يؤتي ثماره

قال المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني لـ«الشرق الأوسط» إننا نؤكد أن الضغط الذي مورس على القوى الانقلابية، سياسيا وعسكريا: «بدأ يؤتي ثماره» مضيفا في أول رد فعل يمني حول تصريحات المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري «لقد بتنا على مشارف انتقال هام ومفاوضات وفقا للقرار رقم 2216». وشدد على أن مشروع استرداد الشرعية لليمن، بدأ بيننا وبين دول التحالف، وسننهيه معا.
وقال: إن الحكومة اليمنية الشرعية «ستكون قادرة على الذهاب إلى الجولة الجديدة من المفاوضات، بأكثر فاعلية وأكثر عملية (حيث من المتوقع أن تستأنف في نهاية المباحثات السلمية الشهر الحالي)». وشدد على أن الجولة ستكون حاسمة، سنضع النقاط على الحروف وسنعمل على تنفيذ أجندة المشاورات السابقة التي عقدت في سويسرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعلى تطبيق القرار الدولي رقم 2216. وتابع: «سنكون أكثر مرونة من أجل اليمن ورفع المعاناة عن اليمنيين».
وأكد اليماني، على أهمية المبادرة الخليجية والتي وضعت خريطة طريق للانتقال السياسي في اليمن. وأضاف أن انتهاء العمليات العسكرية للتحالف ستتكل بالنجاح على المسار السياسي.
ومن الطبيعي أن يستوعب الطرف الانقلابي أنه وبعد عام من عدوانه على الشعب اليمني والشرعية اليمنية المتمثلة برمز الرئيس هادي، فلن يمكنهم المرور بسهولة دون موقف حازم من الشعب اليمني وقوات التحالف والعالم، الذي يؤيد بأكمله الشرعية اليمنية والانتقال السياسي والرئيس هادي.
وقدم اليماني الشكر للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وقوات التحالف العربية مضيفا سنبقى أوفياء لأشقائنا في السعودية والخليج الذين لم يألوا جهدا في الوقوف مع الشعب اليمني وتوفير فرص النجاح للانتقال السياسي وإعمار اليمن، وخاصة جهود خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان.
كما رحبت الأمم المتحدة اليوم بتصريحات عسكرية سعودية بشأن قرب انتهاء الحرب اليمنية واعتبرتها خطوة إيجابية. وفي أول رد فعل أممي حول تصريحات المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد أحمد عسيري من أن العمليات العسكرية الكبيرة في اليمن أوشكت على نهايتها قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنها «ترحب بأي خطوة إيجابية تساعد على وضع حد للصراع الحالي».
وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، حول تصريحات عسيري المتعلقة بانتهاء العمليات العسكرية بأن «المبعوث الخاص لليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، كان دائما يدعو إلى إيجاد حل سلمي وحوار سياسي بين الطرفين». وأشار إلى أن «هذه كانت واحدة من التوصيات الرئيسية لمحادثات السلام التي جرت في سويسرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وكان عسيري، قال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في الرياض، أن المعارك توقفت تقريبا على طول الحدود السعودية اليمنية، مضيفا: «نجد أنفسنا حاليا في نهاية مرحلة المعارك الكبيرة» مشيرا إلى أن المراحل المقبلة ستشمل العمل على إعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد، مؤكدا أن المملكة لن تتخلى عن اليمن.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.