مركز الملك سلمان للإغاثة: توزيع 20 ألف سلة غذائية في تعز بعد كسر الحصار

ممثل مكتب الأمم المتحدة أكد أن المركز بات يتبوأ مكانة عالمية مرموقة

المركز يعد شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة.. انطلاقاً من حرصه على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن (واس)
المركز يعد شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة.. انطلاقاً من حرصه على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن (واس)
TT

مركز الملك سلمان للإغاثة: توزيع 20 ألف سلة غذائية في تعز بعد كسر الحصار

المركز يعد شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة.. انطلاقاً من حرصه على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن (واس)
المركز يعد شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة.. انطلاقاً من حرصه على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن (واس)

وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 20 ألف سلة غذائية، أول من أمس، لمديريات مدينة تعز بعد كسر الحصار عن المدينة من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية. ويعد مشروع توزيع 20 ألف سلة غذائية، استكمالا لمشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية لمديريات المحافظة، التي تعد ثاني قافلة إغاثية تصل إلى مدينة تعز بعد كسر الحصار، حيث سبقتها قافلة المساعدات الطبية التي قدمها المركز.
وأشاد المهندس رشاد الأكحلي وكيل محافظة تعز بالدور الذي قام به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة المتضررين في المحافظة المنكوبة، وقيامه بعملية مسح ميداني شاملة لكل المديريات والقرى والهجر في المحافظة.
وثمن الأكحلي لمركز الملك سلمان الأدوار التي يقدمها خدمة للشعب اليمني، ومنها برنامج الإغاثة الأكبر لمدينة تعز في مشروع الـ100 ألف سلة غذائية، مقارنة بالجهات الداعمة الأخرى.
من جانبه، عبر أمين الحيدري مدير المشروع، المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، عن شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي كان له السبق في كسر الحصار عن المدينة من خلال الإنزال الجوي للأدوية والمستلزمات الطبية، وإدخال المواد الغذائية إلى مناطق الحصار عبر عدة طرق.
من جانب آخر، أكد جون قنج ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» على أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بات يتبوأ مكانة عالمية مرموقة لدى الجميع وبالأخص الأمم المتحدة، وأثبت أنه يطبق القانون الدولي الإنساني بكل احترافية. وأوضح ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المركز يعد شريكًا استراتيجيًا في العمل مع منظمات الأمم المتحدة، انطلاقًا من حرصه على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن وبحث تفاصيل عمليات التوزيع والرقابة، وأن المكتب بنى علاقة مستدامة مع السعودية من خلال المركز.
جاء ذلك خلال لقاء جون قنج والوفد المرافق له أول من أمس الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، حيث جرى خلال اللقاء مراجعة البرامج التنفيذية المشتركة مع منظمات الأمم المتحدة كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. البرنامج يشمل دعم قدرة المزارعين والرعاة عبر تقديم المعدات والبذور والحصول على أرض لضمان إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية وغيرها، وكذلك دعم الغذاء مقابل الأجور للعمالة المؤقتة لتشجيعهم لإنتاج الغذاء وإعادة تأهيل مشاريع الري الصغيرة والمدرجات الزراعية بتكلفة قدرها 1.7 مليون دولار.
كما تم خلال اللقاء مناقشة برنامج مع منظمة الصحة العالمية، ويشمل تقديم الخدمات الصحية للأطفال والأمهات والنساء في الوقت الملائم وتطعيم حديثي الولادة ودعم المراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية بالإضافة إلى تقديم التغذية المناسبة بتكلفة 22.1 مليون دولارًا. وكذلك تم مناقشتها مع اليونيسيف (UNICEF) ليشمل تقديم الغذاء والعلاج للأطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى الرعاية الصحية للنساء الحوامل والمرضعات وتوفير المياه الكافية الصالحة للشرب للمتضررين والنازحين وخدمات الصرف الصحي الملائمة ومستلزمات النظافة الشخصية الأساسية والتدخلات الصحية المنقذة للحياة للنساء الأطفال ودعم آلية المتابعة والرصد الحالية، إلى جانب تقديم دورات تثقيفية عن مخاطر الألغام وخدمات الدعم النفسي للأطفال والأسر المتضررة بتكلفة قدرها 29.6 مليون دولار.
يذكر أن هذه البرامج تنفذ في جميع محافظات اليمن، وتأتي ضمن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمبلغ 274 مليون دولار استجابة لنداء الإغاثة الذي أطلقته الأمم المتحدة في أبريل (نيسان) 2015.
وتم خلال اللقاء مراجعة برنامج مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي يتضمن المواد الإغاثية الأساسية والمأوى الطارئ وتقديم مبالغ للإيجار ومساعدات الإيواء المحسن وتأهيل المراكز الجماعية وتجمعات النازحين داخل اليمن، وشبكات الحماية المجتمعية بتكلفة قدرها 31 مليون دولار، وبرنامج الأغذية العالمي بتكلفة قدرها 125.2 مليون دولارا. وهو مشروع لتوفير مواد غذائية للمحافظة على مستوى مقبول من الأمن الغذائي للنازحين اليمنيين والأسر المتضررة من جراء الجوع، وتقديم المساعدات الغذائية الطارئة ودعم التغذية. وسيبلغ عدد المستفيدين 13 مليون شخص. وتم كذلك مراجعة برنامج مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو بتكلفة قدرها 5.8 مليون دولارا وتشمل توفير المدخلات الزراعية والثروة السمكية وتقديم بذور المحاصيل الغذائية الأساسية المتنوعة وبذور الخضار، والأدوات الزراعية اليدوية والأسمدة المعدنية وشباك الصيد والصناديق المبردة ومحركات الصيد البحري وحماية الثروة الحيوانية في حالات الطوارئ، وتحصين الأغنام والضأن ضد الطاعون وتقديم الأعلاف وتركيب وحدات الطاقة والمياه لضمان توفير المياه للأسر التي تعاني من نقص شديد في الوقود لتوفير المياه الصالحة للشرب.
وفي ما يختص بصندوق الأمم المتحدة للسكان فقد تم التوقيع معه بتكلفة إجمالية بلغت 2.4 مليون دولار لتقديم الخدمات لـ19 محافظة داخل اليمن ليستفيد من البرنامج 1.2 مليون امرأة، تشمل حمايتها وصحتها، وتحسين أنظمة الحماية والعمل على الحد من استخدام العنف ضدها، وتوفير احتياجاتها التي تصون كرامتها، وحمايتها من الاعتداء والاستغلال وتوفير الرعاية الصحية لحالات الولادة الطارئة وغيرها من خدمات الصحة والرعاية قبل وبعد الإنجاب والإمداد بالمعدات الطبية والعلاجية لهذا الشأن وتقديم الملابس الملائمة وأدوات النظافة الضرورية من خلال توزيع حقائب خاصة لهذا الغرض.
كما ناقش الطرفان التحديات التي تواجه تنفيذ هذه البرامج وسبل تذليلها، وآفاق التعاون المستقبلية في دول أخرى، واتفقا على قيام مكتب التنسيق الإنساني في الأمم المتحدة على دعم المركز بالبرامج والدورات لتطوير قدرات منسوبيه.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.