السيسي يتعهد بكشف غموض مقتل الشاب الإيطالي.. ويلمح إلى وجود «مؤامرة»

فريق تحقيق مصري يتوجه إلى روما لتبادل المعلومات حول القضية

السيسي يتعهد بكشف غموض مقتل الشاب الإيطالي.. ويلمح إلى وجود «مؤامرة»
TT

السيسي يتعهد بكشف غموض مقتل الشاب الإيطالي.. ويلمح إلى وجود «مؤامرة»

السيسي يتعهد بكشف غموض مقتل الشاب الإيطالي.. ويلمح إلى وجود «مؤامرة»

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بكشف غموض حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة قبل نحو شهرين، وتقديم مرتكبيه إلى العدالة، ملمحًا إلى وجود مؤامرة وراء الحادث من جانب «أطراف لديها مصلحة لعرقلة التعاون مع إيطاليا»، التي تعد أبرز حلفائه الأوروبيين، وكشف عن توجه فريق تحقيق مصري إلى روما خلال أيام للتنسيق المشترك في القضية.
وقال بيان للرئاسة المصرية، أمس، إن السيسي أجرى حوارا مع صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية واسعة الانتشار، أشاد فيه بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وإيطاليا، ووصفها بأنها عميقة، مشيرًا إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى القارة الأوروبية، فضلاً عن توافر كثير من مجالات التعاون المشترك، نظرًا لكون مصر وإيطاليا دولتين متوسطتين.
وأوضح السيسي أن مقتل ريجيني «كان صادمًا للشعب المصري مثلما كان بالنسبة للإيطاليين»، مشيرًا إلى أن علاقات الصداقة بين الشعبين ممتدة وتاريخية، وأن مصر حريصة على توفير الأمن والحماية لجميع زائريها، ومن بينهم الإيطاليون، واعتبر أن هذا الحادث المروع والمرفوض من حكومة وشعب مصر هو حادث فردي، لم يواجهه سوى مواطن إيطالي واحد من بين جموع الإيطاليين الذين يزورون مصر، الذين تقدر أعدادهم بالملايين على مدار أعوام طويلة.
كما أشار السيسي إلى اختفاء المواطن المصري عادل معوض، المقيم في إيطاليا منذ خمسة أشهر، دون الكشف عن أسباب اختفائه أو المتسببين فيه، مؤكدًا أن مثل هذه الأحداث الفردية لا يتعين اتخاذها باعتبارها أسبابا لإفساد العلاقة بين البلدين، منوها بأنه في أوقات الشدائد يُعرف الأصدقاء وتُقاس مدى متانة العلاقات. وقال السيسي إن النيابة العامة المصرية تولت التحقيق في الحادث منذ اللحظة الأولى، تحت إشراف مباشر من النائب العام، كما تم تشكيل مجموعات عمل متخصصة من قِبل أجهزة الأمن المعنية للوقوف على أسباب الحادث وملابساته، وما زالت تبذل جهودًا كثيرة حتى الآن، مؤكدا حرص مصر على تكثيف التعاون مع الجانب الإيطالي لكشف غموض هذا الحادث الأليم وتقديم مرتكبيه إلى العدالة، ونوه إلى أن الفريق المصري المكلف بالتحقيق سوف يتوجه خلال أيام إلى روما لدفع سبل التنسيق المشترك في هذه القضية.
ووجّه السيسي رسالة إلى أسرة الباحث الإيطالي، أكد خلالها إدراكه التام لمدى الألم الذي يشعرون به جراء فقد نجلهم، مقدرًا حجم المرارة والصدمة التي روعتهم وأحزنت قلوبهم، ووجَّه إليهم خالص المواساة في وفاة نجلهم، معربا عن تضامنه معهم في مُصابهم الأليم، كما أكد مواصلة العمل مع السلطات الإيطالية لضبط مرتكبي الحادث حتى ينالوا جزاءً رادعًا بموجب القانون.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».