مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: أبو الغيط يعتزم القيام بجولة عربية تشمل قطر

ضمن مسار التوافق ومساعيه لفتح صفحة جديدة من التضامن العربي

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: أبو الغيط يعتزم القيام بجولة عربية تشمل قطر
TT

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: أبو الغيط يعتزم القيام بجولة عربية تشمل قطر

مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: أبو الغيط يعتزم القيام بجولة عربية تشمل قطر

قالت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة إن التوافق على اختيار الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تم بحثه في سياق أوسع وأشمل لمرحلة جديدة من التضامن العربي بين كل الدول العربية، بما في ذلك مصر وقطر ووقف العدائيات الإعلامية، والتأكيد على تكامل الأدوار وعدم الإضرار بالأمن القومي العربي.
وأوضحت المصادر أن من بين التوافقات التي طرحت في عدة عواصم عربية أن تكون هناك مصالحة بين مصر وقطر، وأن يقوم الأمين العام الجديد أبو الغيط بزيارة لدولة قطر يؤكد خلالها أنه سيكون أمينا عاما لكل الدول العربية، ويفتح صفحة علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والحفاظ على الأمن القومي العربي وحماية وصيانة المصالح العربية.
وقد أكدت المصادر أن أبو الغيط سيقوم بهذه الزيارة بالفعل في توقيت مناسب يتفق على تحديده مع الاقتراب من تسلمه المنصب الجديد بداية شهر يوليو (تموز) المقبل، يعقب هذه الزيارة جولة عربية لمعظم العواصم، تسبق انعقاد القمة العربية الدورية في موريتانيا.
وكان من شروط عدم معارضة قطر لتعيين أبو الغيط أن يصدر عنه تصريح صحافي يؤكد أهمية التضامن العربي. وقد صدر هذا التصريح بالفعل وقامت بتوزيعه وزارة الخارجية المصرية، كما تضمن البيان الذي أعلنه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أشاد فيه بدولة قطر وبذل وزراء خارجية مصر والسعودية وسلطنة عمان جهود كبيرة ومشاورات لتحقيق التوافق.
ويعكف الأمين العام الجديد للجامعة العربية على مسألة تنقية الأجواء ودراسة كل الملفات التي تجمع كل الدول العربية وتحمل المسؤولية تجاه ما يهدد المنطقة العربية حاليا. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من الأمين العام الجديد أنه حريص على الاستماع من كل المسؤولين العرب لكل الملفات ذات الاهتمام المشترك ومحاولة إنقاذ ما تبقى من سوريا وليبيا واحتواء أي سوء تفاهم في ملف العلاقات بين مصر والسودان.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».