بعد القرار الروسي.. طهران ترفض خروج الأسد

مستشار خامنئي: انسحاب القوات الروسية لا يؤثر على تعاوننا في سوریا

بعد القرار الروسي.. طهران ترفض خروج الأسد
TT

بعد القرار الروسي.. طهران ترفض خروج الأسد

بعد القرار الروسي.. طهران ترفض خروج الأسد

لم يخف قائد هيئة الأركان المسلحة الإيرانية توتره من إعلان موسكو سحب قواتها، وهاجم الجنرال حسن فيروز آبادي المفاوضات الجارية في جنيف حول الأزمة السورية، معتبرا أن مطالب الدول العربية والمعارضة السورية والإصرار على خروج الأسد في الفترة الانتقالية «مطالب وأوامر صهيونية».
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إعلان سحب قواته من سوريا، بينما قال مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، إن سحب تلك القوات لا «يغير» طبيعة التعاون بين الرباعي إيران وروسيا وسوريا الميليشيا التي تقاتل إلى جانبهم مثل حزب الله.
فی هذا الصدد، انتقد فيروز آبادي مواقف الدول العربية والمعارضة السورية في مفاوضات جنيف واعتبر إصرارها «السياسي» على اختيار رئيس جديد لسوريا في الفترة الانتقالية «غير ديمقراطي» و«معاديًا» لخيار الشعب، كما اعتبر المطالب بخروج الأسد «حلما لا يمكن تعبيره أبدا». ودافع فيروز آبادي عن موقف بلاده من المفاوضات الجارية وفق ما ذكرت لوكالة «تسنيم»، واتهم فيروز آبادي الأمم المتحدة بالتعاون مع المعارضة السورية والدول العربية الداعمة لها لأسباب «سياسية».
بدوره، أكد ولایتي أمس أن القوات الروسية ستعود للمشاركة في الحرب «ضد الإرهاب» عند «الضرورة»، وأشار ولايتي إلى القوات العسكرية الروسية في سوريا، مرجحا أن يكون الانسحاب مختصرا على القوات الجوية.
في السياق نفسه، كشف تصريحات ولايتي ضمنيا عن قلق إيراني بعد إعلان انسحاب القوات الروسية من الحرب الأهلية في سوريا، وحاول ولايتي طمأنة الإيرانيين حول الوضع في سوريا، خصوصا مع تزايد الضغوط الشعبية على الحرس الثوري والسلطة في ظل الإعلان اليومي عن وصول جثث نخبة قوات الحرس الثوري، بينهم قادة برتب عالية، وفي هذا الإطار قال ولايتي إن «اليد العليا» في سوريا للتحالف الذي تقاتل ضمنه القوات الإيرانية، حسبما أوردت وكالة «إيرنا» الرسمية.
وزار ولايتي موسكو في بداية الشهر الماضي لبحث الأزمة السورية وتأكيد الموقف الإيراني على بقاء الأسد، وتعتبر طهران أنها تتقاسم الرؤية والأهداف مع روسيا حول مستقبل نظام بشار الأسد.
قبل ذلك بأسابيع، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري كشف عن انسحاب عدد كبير من قوات الحرس الثوري من سوريا، مضيفا أن خامنئي قام بسحب عدد كبیر من قوات الحرس الثوري، وهو ما أكدته سابقا وكالة «بلومبرغ»، إلا أن قادة الحرس الثوري في عدة مناسبات يشددون على مواصلة القتال ضمن «محور المقاومة على أرض المعركة في سوريا»، مبررين ذلك بالدفاع عن الأمن والمصالح القومي وقيام حكومة المهدي المنتظر.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب قواته العسكرية من سوريا «إيجابيا» لإقامة الهدنة. وأكد ظريف عقب لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب حول ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف أن «حقيقة صمود شبه هدنة في سوريا موضع ترحيب»، وأوضح أن بلاده كانت تطالب بالهدنة منذ «ما لا يقل عن عامين ونصف العام أو ثلاثة أعوام». وقال ظريف إن حقيقة روسيا أعلنت بدء سحب جزء من قواتها يشير إلى «أنهم لا يرون حاجة وشيكة إلى اللجوء إلى القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار». وتابع ظريف: «هذا في حد ذاته يجب أن يكون إشارة إيجابية. الآن علينا أن ننتظر ونرى».
وأوضح ظريف أنه ما دام تم استثناء تنظيم داعش، و«جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أو المتعاونين معهم، من الهدنة، فإن المجتمع الدولي متحد ضدهم. ولم يتطرق ظريف إلى وجود قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها في سوريا.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين بسحب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية من سوريا، وذلك بعد أسبوعين على بدء العمل بوقف لإطلاق النار، وبالتزامن مع بدء جولة من المفاوضات في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة. وتعد إيران إلى جانب روسيا من أبرز الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وشكك قادة من الحرس الثوري الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد حول «جدوى» الهدنة واستمرارها.
إلى ذلك، التقى أمس رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني مع قائم مقام وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في طهران، وأكد دعم بلاده «الدائم» للنظام السوري، واصفا الأوضاع في سوريا بـ«الحساسة». وقال لاريجاني إن «سوريا صمدت وقاومت من أجل تخطي الأوضاع المتأزمة والحساسة». ويعتبر لاريجاني من أكثر الشخصيات تأثيرا على السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط منذ أن كان أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وقبل أيام من الانتخابات البرلمانية في 26 فبراير (شباط) أثنى قائد فيلق قدس، قاسم سليماني، بدعم لاريجاني لقوات فيلق قدس خلال السنوات الأخيرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.