محافظ البيضاء لـ«الشرق الأوسط»: خطة عسكرية لتحرير المحافظة قريبًا

لواء وكتيبتان ومقاومة شعبية تتولى المهمة بدعم التحالف العربي

نايف القيسي
نايف القيسي
TT

محافظ البيضاء لـ«الشرق الأوسط»: خطة عسكرية لتحرير المحافظة قريبًا

نايف القيسي
نايف القيسي

أكد نايف القيسي، محافظ البيضاء، قرب تحرير المحافظة من ميليشيا الحوثي وصالح، عبر خطة عسكرية وضعت من قبل الجيش الوطني وقوات التحالف العربي، يتوقع تنفيذها قريبا، ربما خلال أيام.
وأضاف القيسي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الخطة ستعتمد على تحرك «اللواء 117» المعد لعملية تحرير البيضاء، وتأمينه وتحصينه من أي عملية إرهابية قد تقوم بها الميليشيا كردة فعل، إضافة إلى دخول كتيبتين أنهتا تدريباتهما العسكرية في قاعدة العند، وجهز أفرادهما بكل ما يحتاجونه من قطع عسكرية ومدرعات مخصصة لمثل هذه المواجهات.
وأشار محافظ البيضاء، إلى أن المقاومة الشعبية لديها القدرة على تكبيد ميليشيا الحوثي وصالح خسائر كبرى، وطردهم وتحرير المدينة في وقت قياسي، إلا أن المشكلة تكمن فيما بعد عملية التحرير، عبر تأمين المدينة من أي دخول أو قيام الحوثيين وأتباعهم بأعمال إرهابية تضر الأمن المحلي للبيضاء، كما حدث في عدد من المدن المحررة، لذا يتم العمل على تجنيب المدينة من هذه الأعمال التي يتوقع حدوثها لإخافة سكان المدينة، وذلك من خلال وجود دائم للجيش بعد عملية التحرير، وأن تكون المقاومة داعمًا للجيش.
وعما تقوم به المقاومة الشعبية في الوقت الراهن، قال القيسي: «المقاومة تؤدي أعمالاً بطولية بما لديها من إمكانات عسكرية تمكنها من الدفاع عن المدينة من أي هجمات للميليشيا، والتي تقوم بها بشكل دائم ومستمر، وهو ما جعل المدينة صامدة حتى الآن بسواعد أكثر من ألفين و500 فرد منتشرين على الجبهات الثلاث (الشرقية، الغربية، والوسطى) الذين يصدّون أي هجوم، فيما هناك قرابة ألف و500 فرد ضمن الاحتياط يستعان بهم في حال وجود هجوم لميليشيا الحوثي وصالح على المدينة والدخول إليها من هذه البوابات الرئيسية».
وأشار إلى أعمال أخرى ينفذها أفراد المقاومة الشعبية في هذه المرحلة، وهو ما يعرف بـ«الأعمال الاستخباراتية» عبر رصد تحركات وأعمال ميليشيا الحوثي على الجبهات، ونوع القوة التي يمتلكونها وعدد الأفراد كي يتم التعامل معها من قبل الجيش الوطني أثناء عملية التحرير، إضافة إلى قطع خطوط الإمداد التي تصل إلى الميليشيا من الجبهات الأخرى، خصوصًا أنها تعتقد أنها تفرض حصارًا على المدينة، من خلال انتشارها بشكل مكثف على بعض الجبهات المطلة على المدينة.
وحول ما تعانيه المدينة، قال محافظ البيضاء: «المدينة تعاني من القصف العشوائي بصواريخ الكاتيوشا من قبل الميليشيا على الأحياء السكنية وتحديدًا الصومعة، وذي نعم، التي نتج عنها مقتل أكثر من 30 مدنيا ما بين رجل وامرأة، جراء هذا القصف غير المبرر من قبل الميليشيا التي تسعى من خلاله لتخويف المجتمع المدني، كما تضرر كثير من المباني العائدة لمواطنين وممتلكات الدولة»، لافتًا إلى أن قرية الزور تعاني الحصار الخانق لها منذ 19 يومًا من قبل ميليشيا الحوثي.
وأضاف أن المحافظة نجحت في تحرير نحو 30 مواطنًا مؤخرًا من قبضة الميليشيا، في عملية تبادل للأسرى شملت أيضًا 12 أسيرًا من الحوثيين، لافتًا إلى أن المواطنين أُسروا بشكل عشوائي من قبل الميليشيا وهم ليسوا أسرى حرب أو من ضمن المقاومة الشعبية، وهي طريقة للضغط على المقاومة للإفراج عن أسراهم من خلال القبض على المدنيين، موضحًا أن إجمالي عدد المفرج عنهم منذ نشوب الحرب بلغ نحو 500 أسير.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».