سفير فلسطين لـ «الشرق الأوسط»: السعودية تسمح للفلسطينيين حملة وثائق السفر التقليدية بأداء العمرة

قال إن أصواتًا إيرانية حاولت تعكير العلاقة بين القدس والرياض

أطفال فلسطينيون يرفعون العلم الفلسطيني والياباني بالإضافة إلى علم الأمم المتحدة في مناسبة نظمتها المنظمة الدولية في خان يونس في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يرفعون العلم الفلسطيني والياباني بالإضافة إلى علم الأمم المتحدة في مناسبة نظمتها المنظمة الدولية في خان يونس في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

سفير فلسطين لـ «الشرق الأوسط»: السعودية تسمح للفلسطينيين حملة وثائق السفر التقليدية بأداء العمرة

أطفال فلسطينيون يرفعون العلم الفلسطيني والياباني بالإضافة إلى علم الأمم المتحدة في مناسبة نظمتها المنظمة الدولية في خان يونس في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يرفعون العلم الفلسطيني والياباني بالإضافة إلى علم الأمم المتحدة في مناسبة نظمتها المنظمة الدولية في خان يونس في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

كشف لـ«الشرق الأوسط» باسم الآغا، السفير الفلسطيني في السعودية، أن الحكومة السعودية، سمحت للفلسطينيين من حملة الجوازات غير المقروءة آليا، بأداء مناسك الحج والعمرة للعام الحالي، مضيفا أن الاستثناء تم مراعاة لظروف الآلاف الذين لم يتمكنوا بعد من تسجيل جوازاتهم إلكترونيا، على الرغم من التعليمات المشددة التي يفرضها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) حول ضرورة اعتماد وثائق السفر الحديثة أثناء الرحلات بين الدول.
وأوضح السفير أن بعض الأصوات الإعلامية التابعة للحكومة الإيرانية، حاولت تعكير صفو العلاقة بين الشعب الفلسطيني وحكومة خادم الحرمين الشريفين في الفترة الأخيرة، حين ادعت أن السعودية حرمت الفلسطينيين من حق العمرة بسبب جوازاتهم المكتوبة يدويا، وشنت حملة تتحدث عن تعرض الفلسطينيين للظلم في هذا الجانب، مبينا أن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية في عدد من مفاصلها التاريخية مشرفة، وكانت باستمرار منقذًا ومساعدا وداعمًا لصمود الشعب الفلسطيني منذ 65 عامًا، وأضاف أن «الأشقاء في المملكة يقدمون باستمرار التسهيلات كافة منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز».
وأشار الآغا، إلى أن التسهيلات التي تمنحها السعودية للفلسطينيين ليست جديدة، إذ تمنح سنويا أكثر من ثمانية آلاف تأشيرة للحجاج من بلاده، إضافة لاستضافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ألفي أسرة فلسطينية لتأدية المناسك، وإعطاء تأشيرات إضافية لأكثر من 1500 حاج خلال آخر مواسم الحج، مثمنا باسم الفلسطينيين تلك المبادرات غير المستغربة على حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقاد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، نهاية سبتمبر (أيلول) العام الماضي، تحركًا دوليًا لحماية الفلسطينيين والمسجد الأقصى، إثر التصعيد الإسرائيلي في المسجد والاعتداء السافر على المصلين، من خلال اتصالات أجراها الملك مع الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من قادة العالم، وشدد فيها على ضرورة بذل جهود جادة وسريعة، وتدخل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير العاجلة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية، وإعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة، واصفًا التصعيد الأخير بالخطير، وأنه سيسهم في تغذية التطرف والعنف في العالم أجمع، في حين كشف صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أبلغه بقرار اتخذه الملك سلمان بإعطاء المسجد الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية، الأولوية على باقي القضايا الأخرى الكبيرة التي تنشغل بها السعودية الآن.
وأكدت المملكة في مناسبات عدة أمام مجلس الأمن الدولي، حول بند الحالة في الشرق الأوسط، أنها تعدّ القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، ولن تتهاون في تقديم المساندة للإخوة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، عبر مختلف وسائل العمل السياسي، والجهد القانوني، والدعم الاقتصادي، وأوضحت أن مبادرة السلام العربية، التي طرحتها أمام القمة العربية في بيروت في عام 2002 هي الحل الأمثل لتحقيق السلام.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.