محكمة أميركية تغرم إيران 10.5 مليار دولار لدعمها منفذي 11 سبتمبر

القاضي أصدر الحكم غيابياً بعد رفض طهران الاعتراض على الدعوى

صورة تظهر صاروخ {قادر} الإيراني الباليستي لحظة إعداده لتجربة إطلاق (إ.ب.أ)
صورة تظهر صاروخ {قادر} الإيراني الباليستي لحظة إعداده لتجربة إطلاق (إ.ب.أ)
TT

محكمة أميركية تغرم إيران 10.5 مليار دولار لدعمها منفذي 11 سبتمبر

صورة تظهر صاروخ {قادر} الإيراني الباليستي لحظة إعداده لتجربة إطلاق (إ.ب.أ)
صورة تظهر صاروخ {قادر} الإيراني الباليستي لحظة إعداده لتجربة إطلاق (إ.ب.أ)

حملت محكمة فيدرالية في نيويورك إيران مسؤولية هجمات 11 سبتمبر، بإصدارها حكما قضائيا يطالب إيران بدفع غرامة قدرها 10 مليارات ونصف المليار دولار كتعويضات لعائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 ولمجموعة من شركات التأمين بعد اتهامها بدعم المهاجمين.
وأصدر القاضي جورج دانيلز، في المحكمة الأميركية في نيويورك، حكما غيابيا يوم أمس على إيران لدفع 7 مليارات ونصف المليار لعائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مركز التجارة العالمي والبنتاغون. ويشمل المبلغ مليوني دولار لكل عائلة بسبب «الألم والمعاناة» بالإضافة إلى 688 ألف دولار (لكل عائلة) كتعويض عقابي وفق ما ذكرت وكالة «بلومبرغ».
وأمر القاضي دانيلز، أن تدفع إيران مبلغ 3 مليارات لشركات التأمين، بما في ذلك شركة «شوب إل تي دي» المحدودة التي دفعت أضرارا عن الممتلكات، وعن تعطل الأعمال وغيرها من المطالبات. وجاء في الحكم، بالقضية رقم (03 - CV - 09848) أن القاضي وجد أن إيران قد فشلت في الدفاع عن الدعوة ضدها «بتقديم المساعدة لمنفذي هجمات 11 سبتمبر، وهي بالتالي مسؤولة عن الأضرار المرتبطة بالهجمات».
وتنفي طهران في عدة مناسبات دعمها لـ«القاعدة» في هجمات 11 سبتمبر إلا أن معلومات كشفت مؤخرا تواجد قيادات «القاعدة» في طهران بعد ضربات 11 سبتمبر. هذا ولم يصدر أي رد من الحكومة الإيرانية حتى الآن.
من جهة اخرى كشف اختبار الصواريخ الباليستية للحرس الثوري منتصف الأسبوع الماضي أبرز تحدٍ يواجه حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني في مواصلة التزامات بلاده في الاتفاق النووي وكشفت ردود الفعل المتبادلة بين كبار المسؤولين في الحكومة والحرس الثوري خلافات عميقة حول توقيت المناورات ومخاطرها على الاتفاق النووي فيما شهدت مواقف دولية منددة بتجربة الصواريخ متهمة إيران بنقض قرار الأمم المتحدة 2231.
وعلى الرغم من التنديد الدولي الواسع دافع مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي عن المناورات الصاروخية معتبرا «الصواريخ المتطورة» للحرس الثوري سببا في «إجبار» الدول الست الكبرى في الجلوس على طاولة المفاوضات النووية مع إيران وفقا لوكالة إيسنا. ومع تصاعد الخلافات الداخلية حول نتائج الاتفاق النووي وما تواجه إيران من مشاكل في التعامل مع البنوك الدولية، شدد عراقجي على أن الاتفاق رفع القيود عن إيران لكنه لم يجلب حلولا سحرية لمشكلات داعيا إلى وحدة الشعب والحكومة من أجل تحسين الأوضاع في البلاد. وخلافا لما نقلت وسائل إعلام إيرانية تصريحات قادة الحرس الثوري حول محاولة الغربيين تغيير اتجاهات كبار المسؤولين في الحكومة في إشارة إلى خلاف بين الحرس والحكومة حول تأثير المناورات على الاتفاق النووي، أكد عراقجي أن «الدول الكبري عندما رأت أنه لا يمكن وقف البرنامج النووي بالهجوم والتهديد العسكري اتجهت إلى المفاوضات» وفي السياق نفسه، أثنى عراقجي بالمناورات الصاروخية وتطور الصواريخ من قبل القوات المسلحة في بلاده.
ومن جانبه، رد قائد قوات «جو الفضاء» في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، على الانتقادات الحكومية منتقدا في الوقت نفسه «إبرام عقود تجارية مع أوروبا» خاصة فرنسا وصرح حاجي زاده في حوار متلفز أن التطلعات الخارجية سببت في تعاسة إيران. وفي إشارة إلى إطلاق صواريخ من منصات تحت الأرض، نوه إلى أن الأنفاق الصاروخية تحت الجبال لا يمكن «هدمها وتدميرها حتى بالصواريخ النووية». ولفت حاجي زاده إلى أن قوات الحرس الثوری بدأت تدشين أول موقع صاروخي في 1984 بمدينة كرمانشاه بعد حصوله على 30 صاروخا ومنصتين لإطلاق الصواريخ من ليبيا.
وأشار حاجي زاده إلى حالة التأهب القصوى لوحدات الحرس الثوري في المدن الصاروخية على مدار ساعات النهار فيما أكد جاهزية مئات الصواريخ للإطلاق مضيفا أن تلك الوحدات لديها حق التصرف إذا ما تعرضت إلى هجوم وإطلاق مئات الصواريخ على المواقع المحددة من دون أن يذكر المواقع الموجهة لها تلك الصواريخ. وأضاف حاجي زاده أن التعرف على موقع المدن الصاروخية لا يعني مطلقا إمكانية تدميرها. وفي إشارة إلى احتمال تعرض بلاده للعقوبات قال حاجي زاده إن جدارا فاصلا لعزل إيران من العالم لا يثنيها عن عزمها في تعزيز ترسانة الصواريخ حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري.
في سياق متصل، أكد مساعد رئيس هيئة الأركان الإيراني، العميد مسعود جزائري أن أي عقوبات جديدة تزيد من إصرار قواته على تعزيزها للقدرات الصاروخية مشددا على أن العقوبات وقرارات مجلس الأمن لا تمنع بلاده من تطوير تلك القدرات. وبشأن ردود الفعل الدولية الواسعة من تجربة الصواريخ الإيرانية التي انتهت أول من أمس قال جزائري إن الغربيين «طيلة المفاوضات أدركوا» أن «القدرات الصاروخية غير قابلة للنقاش» وأنها «خط أحمر» معتبرا تلك المواقف المنددة بإطلاق الصواريخ «دعاية» وحذر جزائري من اتخاذ مواقف «متسرعة وخادعة».
ووفقا لوكالة «مهر» الحكومية اتهم جزائري الغربيين والأميركيين تحديدا متابعة مشروع «التغلغل» تحت شعار ما بعد الاتفاق النووي في إيران من خلال استهداف البرنامج الصاروخي وإزالته وتهديد الأمن القومي الإيراني كما نصح جزائري الغربيين عدم المغامرة ضد إيران من خلال الفتن والمؤامرات في المنطقة حسب تعبيره.
يأتي ذلك، بعدما وجه روحاني بداية يناير (كانون الثاني) الماضي، أوامره إلى وزير الدفاع حول تكثيف إنتاج أنواع الصواريخ الباليستية بعدما هددت وزارة الخزانة الأميركية بتطبيق عقوبات جديدة على طهران ردا على اختبار صاروخ «عماد» الباليستي إلا أن البيت الأبيض تراجع لاحقا وأعلن إرجاء تطبيق العقوبات وكانت «وول ستريت جورنال» قد أكدت حينها أن واشنطن «لا تزال عازمة على التصدي للبرنامج الصاروخي الإيراني» وأن العقوبات المقترحة من وزارة الخزانة «لا تزال مطروحة». وفي سياق ذلك كان مسؤول أميركي كبير قد ذكر أن البيت الأبيض يدرس منذ فترة إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية بسبب مخاوف متواصلة حيال نشاط الحرس الثوري في تجربة الصواريخ.
في هذا الصدد، أعلن البيت الأبيض في الأيام الأخيرة أنه يدرس المناورات الصاروخية إذا ما كانت تنقض الاتفاق النووي وعند التأكد سيتحرك. هذا ويرجح المختصون في الشؤون الإيرانية أن تكون غايات داخلية وراء عودة الحرس الثوري إلى المناورات الصاروخية خلافا لما تدعيه المؤسسات العسكرية حول التهديدات الخارجية وبعد عامين من الانقطاع منذ عودة طهران إلى المفاوضات عادت المناورات الصاروخية فجأة منذ ستة أشهر بالتزامن مع اقتراب الاتفاق النووي من حيز التنفيذ.
بدوره، اعترف خطيب جمعة طهران، محمد أمامي كاشاني أمس بأن المناورات الصاروخية كانت مصدر قلق للمجتمع الدولي لكنه في الوقت نفسه نافيا أن تكون المناورات مرتبطة بالاتفاق النووي كما أكد أن إيران تعمل كل شيء من أجل ضمان أمنها ولا يشغلها مكان آخر في العالم وأن ضاحية بلاده «مليئة بالأعداء». وشدد كاشاني على أن بلاده أثبتت لا توجد لديها «برامج توسعية» وأن الاتفاق النووي أثبت أنها من «أهل التفاوض وتريد حل المشكلات بالتفاوض». وتجاهل كاشاني تواجد قوات الحرس الثوري في العراق وسوريا وقال: إن بلاده «منذ الثورة لم تتجاوز على الشعوب الأخرى والبلدان الأخرى والعالم يعرف لكنه ينكره».
وتعليقا على دعوة خامنئي أول من أمس حول تفعيل الاقتصاد المقاوم في إيران كانت ردود الفعل متباينة وانتقد خطيب جمعة طهران سياسة روحاني الاقتصادية وقال: إن «إجراءات الحكومة» تعرقل التطور الاقتصادي وفي نفس السياق شدد على ضرورة تفعيل سياسة الاقتصاد المقاوم من قبل الحكومة بينما عراقجي من جانبه قدم قراءة مختلفة رافضا أن يكون تفسير «الاقتصاد المقاوم» رياضة وزهدا في إقامة العلاقات التجارية مع البلدان الأخرى وإنما القصد مقاومة الضغوط الاقتصادية والعقوبات حسب زعمه. ويعد مصطلح «الاقتصاد المقاوم» إلى جانب «التغلغل» من المصطلحات التي وردت على لسان خامنئي في أغلب خطاباته تعبيرا عن مخاوفه من مرحلة ما بعد التوصل للاتفاق نووي في داخل إيران.



فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
TT

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو

نشر المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهما يقودان طائرة مقاتلة فوق مجموعة من المباني في منطقة صحراوية غير محددة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الفيديو الذي تم نشره على تطبيق «إنستغرام» يبدو أنه يأتي في مناسبة مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته بضع ثوانٍ، نتنياهو وترمب وهما يرتديان نظارات شمسية ويتبادلان نظرة خاطفة. وجاء في التعليق: «في جولة احتفالية بالنصر»، مع وسم «ستة أشهر».

واستمرت المواجهة العسكرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران 12 يوماً فقط، وبدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو (حزيران) 2025، حين شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على عشرات الأهداف الإيرانية.

وقالت إسرائيل إن هجومها على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وعلماء نوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية، «كان ضرورياً لمنع طهران من تنفيذ خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد زادت من مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات «يمكن استخدامها في أغراض غير سلمية»، وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية، ووسّعت قدراتها الصاروخية الباليستية.

وقالت إسرائيل إن إيران اتخذت مؤخراً خطوات نحو إعادة بناء قدراتها الصاروخية، ولا تزال تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، ونحو 1100 طائرة مسيرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة أكثر من 3000 آخرين في إسرائيل، وفقاً لمسؤولين صحيين ومستشفيات.

ومع اقتراب نهاية الحرب، انضمّت الولايات المتحدة إلى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
TT

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

مدّدت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمر عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً اللجنة المعروفة باسم «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، إنه تم خلال فترة عمل اللجنة، الذي استمر منذ تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، تجاوز مراحل حرجة بحساسية بالغة.

وعقدت اللجنة، الأربعاء، اجتماعها الـ20 لعرض وتحليل نتائج الاجتماعات السابقة، تمهيداً لإعداد «تقرير مشترك» استناداً إلى التقارير التي أعدّتها الأحزاب المشاركة وقدمتها إلى البرلمان.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش متحدثاً خلال اجتماع اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان في «إكس»)

وجرى تصويت خلال الاجتماع، تمّ خلاله الموافقة بالإجماع على تمديد عملها لمدة شهرين بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال كورتولموش إنهم كانوا يهدفون إلى إتمام العملية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن لم تستطع إنجاز عملها بالكامل حتى هذا التاريخ.

قضايا عالقة وغموض

وأكد كورتولموش أن اللجنة البرلمانية ليست هي مَن سيحل القضية برمتها، لافتاً إلى أن هناك شقاً يتعلق بإلقاء «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي ذراع لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، أسلحتها، استجابة لنداء زعيم الحزب السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، الذي أطلقه في 27 فبراير (شباط) الماضي، وطالب فيه بحل الحزب ومختلف المجموعات المرتبطة به. وتساءل كورتولموش: «كيف ستضمن اللجنة إلقاء (قوات سوريا الديمقراطية) أسلحتها؟».

وعرضت أكاديميتان تركيتان، خلال الجلسة، ملخصاً تنفيذياً لتحليل محاضر جلسات اللجنة التي بلغت 58 جلسة خلال 19 اجتماعاً، تم خلالها الاستماع إلى 135 شخصاً يمثلون الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك عائلات ضحايا عملية حزب «العمال الكردستاني» وجمعيات المحاربين القدامى.

لا تزال عودة مسلحي «العمال الكردستاني» واندماجهم بالمجتمع تشكّل نقطة غامضة في عملية السلام بتركيا (رويترز)

وعكس التحليل تبايناً واضحاً في مقاربات الجهات الفاعلة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين مفهومي الأمن والحرية، في العملية التي تسميها الحكومة «تركيا خالية من الإهارب»، ويسميها الجانب التركي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وأشار التحليل إلى أن الغموض لا يزال يكتنف الهدف النهائي للعملية، وهو «إنهاء الإرهاب»، ويتم التعبير عن أهداف مختلفة مثل «المصالحة» و«النموذج التركي» لحلّ المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) و«الأخوة» و«التطبيع» و«الديمقراطية» و«الاندماج السياسي». ولا يوجد إجماع واضح على كيفية دمج هذه الأهداف معاً، وما الخطوات الملموسة التي ستُتخذ.

ولفت أيضاً إلى وجود اختلافات كبيرة في المقاربات بالنسبة لمسألة العفو والاندماج الاجتماعي لعناصر «العمال الكردستاني»، فضلاً عن استخدام أُطر مختلفة في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي أمور يجب معالجتها في التقرير النهائي.

مبادئ أساسية

وطالبت الأحزاب المشاركة في اللجنة، خلال الاجتماع، بسرعة الانتهاء من إعداد التقرير النهائي دون تأخير، مع «التمسك بمبادئ الجمهورية التركية وهوية الأمة واللغة في أي خطوات ستتخذ من أجل تعزيز الديمقراطية، ومراعاة ألا تفتح هذه الخطوات آفاقاً جديدة أمام المنظمات الإرهابية». ورفض النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، كورشاد زورلو، استخدام مصطلح «السلام» للإشارة للعملية الجارية، قائلاً إن «الحرب تقع بين الدول».

رئيس حزب «الجيد القومي» موساوات درويش أوغلو متحدثاً أمام المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء (حساب الحزب في «إكس»)

في السياق، طالب رئيس حزب «الجيد القومي»، الذي أعلن منذ البداية رفضه العملية الجارية وأي تفاوض مع أوجلان، مساوات درويش أوغلو، الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم إهدار وقت البرلمان في إعداد تقارير.

وقال دوريش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء، إن إردوغان «يتصرف أحياناً بوصفه رئيساً لحزب (العدالة والتنمية)، وأحياناً بصفته رئيساً للبلاد، خلال هذه العملية. وبما أنه يدعي أنه وراء هذه العملية، وأنها مشروع دولة ومشروع القرن، فإنه يملك السلطة، لا ينبغي أن يضيع وقت البرلمان في إعداد التقارير، بل وأن يفرج عن أوجلان، إن استطاع».


الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»

نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»

نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)

تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المشاركة في التصويت على قرار الكنيست (البرلمان)، الذي نص على تشكيل لجنة تحقيق ناعمة، في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم تفصيلها بشكل يضمن إعفاءه من المسؤولية، ويُحمّل مسؤولية الإخفاق للجيش والمخابرات واتفاقيات أوسلو (1993).

وتم إقرار القانون في القراءة التمهيدية بأكثرية 53 نائباً ومعارضة 48 آخرين، ويحتاج إلى قراءات ثلاث أخرى حتى يصبح قانوناً ساري المفعول.

وأجري التصويت في جلسة عاصفة، برز فيها حضور عدد كبير من ممثلي عائلات القتلى والأسرى الإسرائيليين في الحرب، الذين يعرفون أن لجنة كهذه لن تجري تحقيقاً جدياً، بل تم تفصيلها بطريقة تساير القيادة السياسية وتضيع الحقيقة.

وحضروا وهو يرفعون شعارات احتجاج ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، يعينها رئيس محكمة العدل العليا، وتكون ذات أسنان، قادرة على الوصول إلى الحقيقة والتوصية بمعاقبة المسؤولين.

جانب من احتجاج عائلات ضحايا هجوم 7 أكتوبر ضد طريقة تشكيل لجنة التحقيق في الهجوم داخل الكنيست (إ.ب.أ)

وحسب متابعين ومقربين، فإن نتنياهو الذي كان موجوداً في الكنيست لم يشارك في التصويت بالأساس بسبب «خجله من هذه العائلات»، وكذلك فعل وزير آخر في حكومته، زئيف الكين، وعضو الكنيست يولي إدلشتاين، ونائبة وزير الخارجية شيران هسكل.

المعارضة تحضر بلباس أسود

وقد حضر أعضاء الكنيست من المعارضة إلى التصويت بلباس أسود، وتم إخراج عدد منهم من القاعة بعد صراخهم ورفع لافتات منددة باللجنة التي تشكلها الحكومة، وعندما تم التصويت على القانون، قاموا بتمزيق الأوراق التي طُبع عليها، لكن هذا لم يؤثر على قادة الائتلاف الحكومي.

وقد انقسم الجمهور الإسرائيلي أيضاً إلى قسمين، ما بين مؤيد ومعارض، للجنة التحقيق الرسمية. لكن أكثرية 69 في المائة منهم أيَّدوا موقف المعارضة، بتشكيل لجنة رسمية ومهنية.

عائلات ضحايا هجوم 7 أكتوبر يرفعون شعارات وصوراً ضد طريقة تشكيل لجنة التحقيق في الهجوم داخل الكنيست (إ.ب.أ)

ومن يعارضون اللجنة الرسمية هم مؤيدو الحكومة، الذين لا يريدون أن يتورط نتنياهو في قضية أخرى، ويخشون من أن تتوصل اللجنة إلى نتيجة مفادها بأن نتنياهو هو المسؤول الأول عن الإخفاق.

وعبَّر عدد من أنصار الليكود عن رغبتهم في أن تحقق هذه اللجنة ليس فقط في إخفاق 7 أكتوبر، بل فيما سبقه من أحداث، مثل اتفاقيات أوسلو، التي وقَّع عليها إسحق رابين، وقرار الانسحاب من غزة سنة 2005 الذي قرره رئيس الوزراء إرئيل شارون؛ ما دفع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن تنشر رسماً كاريكاتورياً يظهِر اللجنة تتوجه إلى ضريح دافيد بن غوريون، مؤسس إسرائيل، وتستجوبه: «أين كنت في 7 أكتوبر؟».

اتهامات للمحكمة

وتنطلق الحكومة الإسرائيلية في موقفها من اتهماها لرئيس المحكمة العليا، بأنه «ليس نزيهاً، ولا يجوز الاعتماد عليه لتشكيل لجنة تحقيق رسمية»؛ لذلك ينص مشروع القانون الجديد على أن رئيس الكنيست، أمير أوحانا، هو الذي يقرر في تشكيلة اللجنة من خلال «التشاور» مع مندوبي الائتلاف والمعارضة، ثم يصادق الكنيست على تشكيلة اللجنة بأغلبية 80 عضو كنيست، وفي حال عدم وجود أغلبية كهذه، سيقرر رئيس لجنة الكنيست في هوية ثلاثة أعضاء في اللجنة ورئيس المعارضة، يائير لبيد، سيختار الأعضاء الثلاثة الآخرين، وفي حال رفض لبيد ذلك سيقرر رئيس الكنيست هوية الأعضاء الثلاثة الآخرين.

وينص مشروع القانون أيضاً على تعيين أربعة مشرفين للجنة من عائلات قتلى إسرائيليين في 7 أكتوبر، وسيعينهم أعضاء لجنة التحقيق نفسها عندما تبدأ عملها.

وقال لبيد إن «نتنياهو يهرب من المسؤولية. وهذا الهدف الوحيد لمشروع القانون هذا. مساعدته في الهروب. ومساعدته في تحميل مسؤوليته عن الإخفاق على آخرين. وقد قال إن هذه اللجنة الوهمية ستحقق في أوسلو. لماذا أوسلو فقط؟ ماذا عن الهيكل الأول؟ لماذا ليس تمرد اليهود في غيتو وارسو (إبان الحرب العالمية)؟».

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)

وشدد لبيد على أن «المعارضة لن تتعاون مع هذه المهزلة المخزية، وأمواتنا يستحقون أكثر من ذلك، وكذلك أمن الدولة. وإذا لم تكن هناك لجنة تحقيق رسمية، فلن نعرف الحقيقة أبداً، والأخطر من ذلك أن هذا الهجوم سيحدث مرة أخرى».

وكان نتنياهو قد شكل برئاسته طاقماً وزارياً من أجل إقرار صلاحيات اللجنة، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو يريد منح اللجنة تفويضاً كبيراً بقدر الإمكان؛ من أجل التحقيق في أكبر عدد ممكن من المواضيع ولسنوات طويلة إلى الوراء؛ بهدف إبعاد مسؤولية إخفاق 7 أكتوبر عن الحكومة الحالية وتوسيع التحقيق كي لا تقدم اللجنة تقريراً أولياً قبل الانتخابات العامة المقبلة.

ويتوقع أن تعود اللجنة في تحقيقها إلى فترة اتفاقيات أوسلو، في عام 1993، أو إلى فترة تنفيذ خطة فك الارتباط عن غزة، في عام 2005، وأن يشمل عمل اللجنة التحقيق في مسؤولية جهاز القضاء والمستويين السياسي والأمني خلال هذه السنين.