قوات التحالف: التهدئة على الحدود مستمرة رغم خرق الميليشيات لها

عسيري: نحن مهتمون بتدفق المواد الإغاثية وندعم الدور الإيجابي للقبائل

العميد أحمد عسيري
العميد أحمد عسيري
TT

قوات التحالف: التهدئة على الحدود مستمرة رغم خرق الميليشيات لها

العميد أحمد عسيري
العميد أحمد عسيري

خرقت الميليشيات الحوثية التهدئة المعلنة في أول يوم من سريان تنفيذها، بعد سقوط مقذوفات على الطوال بجيزان. وفي أول رد فعل من قوات التحالف العربي على هذا الخرق، قال المتحدث باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري، أمس الخميس، إن التهدئة على الحدود السعودية - اليمنية مستمرة رغم الخرق، مشيرا لقيام جماعة الحوثي بإطلاق عدة قذائف من داخل الأراضي اليمنية، استهدفت محافظة الطوال الحدودية مع اليمن، في أول خرق للتهدئة على الحدود السعودية. وأكد عسيري في تصريحات صحافية: «نحن مهتمون باستمرار تدفق المواد الإغاثية والطبية للقرى اليمنية المحاذية للحدود، وإننا ندعم الدور الإيجابي للقبائل في التوصل إلى التهدئة واستمرارها». وأضاف عسيري: «تم الرد على مصادر النيران من الأراضي اليمنية، ونأمل في عدم تكرار ذلك حتى تستمر التهدئة».
وتمكنت أمس الخميس 20 قاطرة محملة بالمساعدات الإغاثية والطبية من الدخول إلى محافظة صعدة شمال غربي اليمن، قادمة من المملكة العربية السعودية، من خلال منفذ علب البري. وقالت مصادر محلية في محافظة صعدة إن قاطرات المساعدات مقدمة من «مركز الملك سلمان»، واجتازت صباح أمس الخميس منفذ علب الحدودي في طريقها إلى مركز المحافظة. وأوضحت أن من بين هذه المواد المقدمة توجد مواد طبية خاصة بمستشفى السلام الذي أنشأته المملكة وتتكفل بتشغيله منذ نحو عشرة أعوام، ولا تزال تقوم بإمداده بكل متطلباته الطبية والبشرية والخدمية.
دخول الإغاثة إلى محافظة صعدة يعد الأول من نوعه في مضمار المساعدات الإنسانية الآتية من المملكة عبر منفذ علب البري؛ إذ إن محافظة صعدة ومنذ انطلاقة «عاصفة الحزم» في نهاية مارس (آذار) الماضي 2015، عُدّت منطقة عسكرية لقوات التحالف.
وأعربت شخصيات قبلية يمنية عن شكرها للسعودية، لتجاوبها مع مساعي شخصيات قبلية واجتماعية يمنية للتهدئة على الحدود وإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية إلى المناطق اليمنية. وقال وليد الفضلي أحد أعيان محافظة أبين، إن «إغاثة القبائل مسألة إنسانية، وهي من أخلاق العرب ودليل شهامة وكرم، والسعودية بذلت جهودًا كبيرة في هذا الجانب، وها هي تقبل التهدئة على الحدود بهدف إغاثة أبناء القبائل رغم الاعتداءات الحوثية». وأضاف أن التمرد الحوثي هو سبب ما تعانيه القبائل حاليًا، لافتًا إلى أن السعودية تحاول بكل جهدها مساعدة المحتاجين. وأكد الفضلي أن القبائل في صعدة وغيرها من المناطق محاصرون من قبل التمرد الحوثي، والسعودية تعمل على مساعدتهم.
وفي السياق ذاته، أثنى حمد بن وهيط، أحد أعيان قبيلة عبيدة، على الجهود الإنسانية السعودية، مشيرًا إلى أن القبائل اليمنية تعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش الوطني، وذلك يشمل قبائل جدعان ونهم وأرحب في طريق الفرضة صنعاء، أما القبائل المتكاتفة مع الجيش الوطني في صرواح فتشمل قبائل عبيدة وجهم ومراد وبين ضبيان وبني جبر، مبينا أن المقاتلين من هذه القبائل محاصرون من قبل الميليشيات الحوثية في صرواح.



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.