انهيار أحد الأنفاق قرب الحدود المصرية مع غزة يؤكد محاولات إعادة بنائها

وصفت بالمعابر الرسمية ومصدر الثراء قبل شن مصر حربًا شاملة لإغراقها

انهيار أحد الأنفاق قرب الحدود المصرية مع غزة يؤكد محاولات إعادة بنائها
TT

انهيار أحد الأنفاق قرب الحدود المصرية مع غزة يؤكد محاولات إعادة بنائها

انهيار أحد الأنفاق قرب الحدود المصرية مع غزة يؤكد محاولات إعادة بنائها

كشف حادث احتجاز فلسطينيين داخل أحد الأنفاق بين قطاع غزة ومصر، عن أن عملية حفر الأنفاق الحدودية مستمرة، رغم الحرب الكبيرة التي تشنها مصر عليها منذ سنوات. وتسبب انهيار نفق في قطاع غزة قرب الحدود مع مصر، أمس، في احتجاز 7 فلسطينيين، جرى - حتى بعد ظهر أمس - انتشال 3 منهم مصابين بجروح، فيما تواصلت أعمال الإنقاذ. وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة، إن ثمة تواصلا مع الجميع باستثناء واحد مفقود. وأرجع الدفاع المدني سبب انهيار النفق، إلى ضخ الجيش المصري مياه البحر في داخله، وهي وسيلة لجأت إليها مصر منذ انتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وترى مصر في الأنفاق خطرا يهدد الأمن القومي، وتعتقد أنها استخدمت في تهريب مطلوبين إلى غزة، أو خروج مشاركين في عمليات من غزة إلى سيناء، وهو أمر نفته حماس على الدوام.
ولسنوات طويلة، كانت الأنفاق تستخدم في التهريب، معظم الوقت، لغايات اقتصادية وتهريب أسلحة من سيناء إلى غزة. وأثناء حكم حماس، في فترتي الرئيسين حسني مبارك وعبد الفتاح السيسي، اتخذت الأنفاق، ﺻﻔﺔ اﻟﻤﻌﺎﺑﺮ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ، ﺗحت اﻷرض، وﺗﺤﻮلت إﻟﻰ ﻣﺼدر ﻛﺒﯿﺮ ﻟﻠﺮزق واﻟﺜﺮاء، وﺷﺮاﯾﯿﻦ ﺣﯿﺎة ﻟﻠﻐﺰﯾﯿﻦ، ﻛﻤﺎ كان ﯾﺤلو ﻟلبعض ﺗﺴﻤﯿتها، ودﺧﻼ مهما ﻟﺨﺰﯾﻨﺔ اﻟﺤكوﻣﺔ اﻟﺤﻤﺴﺎوﯾﺔ هناك.
وﺷﻜﻠﺖ ﺣﻤﺎس ﻓﻲ ذلك الوقت، ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻧﻔﺎق، مهمتها اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﯿها وﺗحديد اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﻀﺎﻋﺔ مهرﺑﺔ، وجنيها ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻷﻧﻔﺎق. وأعطت هذه اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻟﻸﻧﻔﺎق ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ. وكانت حماس تدخل يوميا عبر هذه الأنفاق آﻻف اﻷطنان ﻣﻦ الوقود واﻟﺴﻠﻊ واﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، واﻷدوﯾﺔ، وﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺜﻞ اﻷسمنت والحديد، عدا عن تهريب اﻟﺴﯿﺎرات واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ.
وظل ذلك قائما حتى بدأت مصر، أواخر عام 2014، في إنشاء منطقة عازلة، خشية انتقال مسلحين أو أسلحة بين قطاع غزة وسيناء، وشرعت في تدمير مئات الأنفاق الحدودية. وﻻ ﯾﻌﺮف الآن، العدد الدﻗﯿﻖ ﻟﻸﻧﻔﺎق، ﻟكن ﻣﺼﺎدر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، قدرتها لـ«الشرق الأوسط» في ذروة عملها، بنحو 400 ﻧﻔﻖ رﺋﯿﺴي، وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ألف نفق ﻓﺮﻋﻲ. وإضافة إلى الأنفاق التجارية على الجانب المصري، توجد أﻧﻔﺎق خاصة بحركة ﺣﻤﺎس، وكانت تستخدم لتهريب ﻣﺎ ﯾﺨص ﺣﻤﺎس، من ﺳﯿﺎرات، وﺳﻼح، وﻣﺎ ﺷﺎبه، وعبرها ﯾﺘﺤﺮك رﺟﺎل ﺣﻤﺎس فقط. وجميع هذه الانفاق مستهدف من مصر.
وتدعم السلطة الفلسطينية تدمير الأنفاق، وتقول إنها كانت مصدر ثراء كبير لرجال حماس، كما أنها تضر بالأمن الفلسطيني والمصري.
لكن ثمة أنفاق أخرى لا تطالها مصر، وهي هجومية على الحدود الأخرى مع إسرائيل، بعيدا عن الحدود المصرية. وقضى في هذه الأنفاق، منذ مطلع العام الحالي، 12 شخصا على الأقل، بينهم عشرة من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس.
وتتهم إسرائيل حركة حماس، بمواصلة بناء الأنفاق الهجومية، وتحذر من أنها قد تضطر إلى شن حرب جديدة وواسعة على غزة بسببها، وأن تدميرها، كان أحد الأهداف المعلنة لحرب إسرائيل على غزة صيف 2014، حيث دمرت 32 نفقا رئيسيا قبل أن تنتهي الحرب.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.