دعوات لتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية

اقتراح بطرح 20 مشروعًا للبتروكيماويات والحديد

دعوات لتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية
TT

دعوات لتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية

دعوات لتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية

نادى مختصون، بتعزيز تنويع الاقتصاد السعودي، عبر تأسيس شركات ربحية من شأنها تحفيز الاستثمار الصناعي في الصناعات التحويلية، وسد حاجة البلاد من المنتجات ذات الصلة، كالمعدات.
جاء ذلك على لسان مشاركين في منتدى الصناعات التحويلية الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل في نسخته الرابعة، مذكرين، بالدور الذي لعبته كل من الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، كمشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة أرامكو السعودية والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» في دعم بناء قطاعات صناعية قادرة على المنافسة على المستوى الدولي.
وقال رشيد الشبيلي الرئيس التنفيذي للشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، إنه على الرغم من تسارع وتيرة التنويع الاقتصادي في المملكة خلال السنوات الأخيرة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص وإطلاق كثير من المبادرات الحكومية، فإنه يتعيّن بذل مزيد من الجهود للمضي قدمًا في أجندتنا بهذا المجال.
وأضاف الشبيلي: «لا تزال السعودية تستورد جزءًا كبيرًا من المعدات والخدمات في مجال الصناعات التحويلية، وخصوصًا في القطاعات التي تشهد معدلات طلب كبيرة، وهذا يمثل فرصةً واعدةً لم تستغل بشكل كامل حتى اليوم».
وأرجع الشبيلي ذلك في جانب منه إلى أن طبيعة رأس المال في مثل هذه الاستثمارات الصناعية، التي تحتاج لفترة طويلة لجني الأرباح، بالإضافة إلى وجود بعض المخاطر، ما لا يناسب القطاع الخاص، فضلا عن أن القطاعات الصناعية الجديدة تحتاج إلى مجمعات حاضنة لتمكين الاستثمارات.
وشرح الدور المحوري الذي تلعبه الشركة في تعزيز التنويع الاقتصادي للمملكة عبر تأسيس شركات ربحية من شأنها تحفيز الاستثمار الصناعي في الصناعات التحويلية، مبينا أن «العربية السعودية للاستثمارات الصناعية تهدف إلى دعم بناء قطاعات صناعية قادرة على المنافسة عالميًا».
ولفت إلى أن الإنجازات التي حققها قطاع البتروكيماويات في السعودية «تشكل خريطة طريق لشركتنا لتحقيق أهدافها الطموحة، تماشيا مع الرؤية المتبصرة للسياسات الحكومية، حيث بدأت الشركة مسيرتها التشغيلية مع استعدادها لتطوير قطاعات من شأنها توفير فرص عمل مجزية للأجيال المقبلة من المواطنين». وأكد الشبيلي على ضرورة مواصلة «العربية السعودية للاستثمارات الصناعية» تقييم القطاعات الرئيسية التي ستستثمر فيها ومنها المعدات في قطاع الطاقة والمياه والكهرباء والمعدات والخدمات في قطاع النفط والغاز.
يشار إلى أن المشاركين في منتدى الصناعات التحويلية، بينوا أن الشركة سينبثق منها 20 مشروعا في الخمسة أعوام الأولى من التأسيس، تقدر تكلفتها الاستثمارية بنحو 7.4 مليار ريال (1.9 مليار دولار)، بالإضافة إلى ما ستوفره الدولة من بنى تحتية للمشاريع الملاحية، كالأرصفة وغيرها.
وتقدر تكلفة المشاريع الاستثمارية المطروحة، بـ5.6 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، إذ إن البرنامج الاستثماري المقترح للشركة، يتضمن إقامة عدد من منشآت الصناعات التحويلية المهمة دون منافسة للقطاع الخاص.
وتشمل الصناعات، قطاعات استراتيجية للاقتصاد الوطني من بينها القطاع الملاحي، وقطاع معدات الطاقة والمياه والكهرباء، وقطاع معدات صناعة النفط والغاز، وقطاع السيارات.
وكان مجلس الوزراء قد وافق على تأسيس الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية كشركة مساهمة سعودية، تهدف إلى استغلال منتجاتها الأساسية ومنتجات المؤسسات والشركات الاستراتيجية في المملكة لاستثمارها في الصناعات التحويلية والصناعات المساندة على أسس تجارية، والاستثمار في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، برأسمال قدره مليار ريال (375 مليون دولار).
وأسهم صندوق الاستثمارات العامة بنسبة 50 في المائة من رأسمال الشركة فيما أسهمت كل من «أرامكو السعودية» و«سابك» بنسبة 25 في المائة، لكل منهما، حيث تركز أهداف الشركة على استغلال منتجاتها الأساسية ومنتجات المؤسسات والشركات الاستراتيجية في المملكة لاستثمارها في الصناعات التحويلية والصناعات المساندة على أسس تجارية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.