القوات الحكومية تقترب من جامعة تعز.. والميليشيات تحرق الغرفة التجارية

ناشطون يحتجون أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف ضد انتهاكات الميليشيات الحوثية

قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ويقتربان من السيطرة الكاملة على جامعة تعز
قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ويقتربان من السيطرة الكاملة على جامعة تعز
TT

القوات الحكومية تقترب من جامعة تعز.. والميليشيات تحرق الغرفة التجارية

قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ويقتربان من السيطرة الكاملة على جامعة تعز
قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ويقتربان من السيطرة الكاملة على جامعة تعز

سيطرت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على مواقع هامة واستراتيجية غرب مدينة تعز كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، مما سيمكنها في الأيام القادمة من تحرير منفذ الدحي.
كما كشف الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية، مثل منطقة الدحي، ويقتربون من السيطرة الكاملة على جامعة تعز، بعدما تقدموا، أيضا، باتجاه مجموعات الشيباني، المنطقة الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وذلك في مواجهات عنيفة سقط فيها عدد من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح، وإصابة اثنين من المقاومة، ولا تزال الاشتباكات جارية».
وأكد العقيد الحساني أنه «بعد سيطرة المقاومة الشعبية لنقطة تبة الخوعة الاستراتيجية، تمكنت المقاومة من إدخال إمدادات من السلاح ستمكنها من السيطرة على المنفذ والمنطقة بكاملها».
وتُعد منطقة الدحي منطقة استراتيجية غرب مدينة تعز ومنطقة تماس بين طرفي النزاع، حيث تعتبر المدخل الأساسي إلى مدينة تعز لمنطقة الضباب ومناطق الحجرية، أكبر قضاء في المحافظة.
وتتواصل المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في مختلف الجبهات القتالية في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، حيث تمكنت من صد محاولات الميليشيات الانقلابية التسلل إلى مواقع المقاومة.
وشنت القوات الحكومية هجوما عنيفا على مواقع الميليشيات الانقلابية في البعرارة والحصب وحبيل سلمان، غرب مدينة تعز، في الوقت الذي دكت فيه دبابات ومدفعية المقاومة مواقع الميليشيات في منطقة الشقب، شرق جبل صبر، حيث تتمركز ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.
وأحرقت الميليشيات الانقلابية مبنى الغرفة التجارية في تعز جراء القصف عليها بواسطة دبابة متمركزة في تبة السلال، في حين دكت المقاومة الشعبية في الجبهة الغربية منصة إطلاق صواريخ الكاتيوشا محلية الصنع، التابعة لكتائب ‫حسم، معاقل الميليشيات في الدفاع الجوي.
على صعيد متصل، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع لمسلحي الحوثي وصالح في منطقة الرويس ويختل والقطاع الساحلي بميناء المخا، أسفرت عن تدمير مخزن سلاح ومنصة إطلاق صواريخ.
وعلى الجانب الإنساني، تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح حصارها منذ عدة أشهر على جميع منافذ المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية وجميع المستلزمات، ما أجبر 555 ألف شخص على النزوح.
وندد مجموعة من الناشطين وأعضاء منظمات المجتمع المدني في اليمن، خلال وقفة احتجاجية لهم أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف والتي تأتي مزامنة مع فعاليات الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان، بالانتهاكات الممنهجة التي تمارسها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بحق المواطنين والمدنيين والاستيلاء على مؤسسات الدولة.
وطالب المحتجون الأمم المتحدة بتنفيذ قراراتها وقرارات مجلس الأمن وفك حصار تعز وتسهيل وصول الإغاثة العاجلة والأدوية الطبية وتوفير المياه ورصد حالات الانتهاكات التي تطال المدنيين جراء القصف العشوائي والاعتداءات التي تقوم بها تلك الميليشيات. كما طالبوا إيران بكف يدها عن العبث باليمن وإثارة الحروب وتمزيق المجتمع بنعرات طائفية وفكرية دخيلة على المجتمع اليمني.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها أصدرته، الثلاثاء، بالاشتراك مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن مدينة تعز تعد أكثر المدن اليمنية تضررا من الصراع القائم هناك جراء حصارها من قبل الحوثيين وقوات صالح الانقلابية منذ عدة شهور، في الوقت الذي يوجد فيه أكبر عدد من النازحين اليمنيين من تعز، والبالغ عددهم 555 ألف نازح، من مجموع 2.4 مليون نازح في سائر أنحاء اليمن.
وأشار التقرير إلى تزايد تدهور الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في اليمن في ظل غياب أي حل سياسي من الأفق وتزايد معاناة الشعب اليمني خاصة المدنيين. كما ناشد جميع الأطراف بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا من القتال التي يوجد فيها معظم النازحين خاصة مدينة تعز.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.