اختبار حقيقي أمام تطبيقات المساعد الصوتي الافتراضي

مقارنة لأداء أفضل أنواعها المتوافرة

المساعد الصوتي «إيكو» بصوت «أليكسا»
المساعد الصوتي «إيكو» بصوت «أليكسا»
TT

اختبار حقيقي أمام تطبيقات المساعد الصوتي الافتراضي

المساعد الصوتي «إيكو» بصوت «أليكسا»
المساعد الصوتي «إيكو» بصوت «أليكسا»

عندما سألت نظام المساعد الصوتي «أليكسا» في وقت سابق من هذا الأسبوع عن الأندية المشاركة في بطولة «سوبر بول» الأخيرة، أجابت: «الفائز بالبطولة رقم 49 للسوبر بول نادي نيو إنغلاند باتريوتس». وهنا لم أتمالك نفسي، وصحت فيها: «أنت تتحدثين عن العام الماضي. حتى أنا بإمكاني تقديم مستوى أداء أفضل من ذلك!».
في واقع الأمر، كنت في تلك اللحظة بمفردي داخل غرفة المعيشة. أما حديثي فكان موجهًا إلى صديقتي الافتراضية المتمثلة في برنامج «أمازون» اللاسلكي المعروف باسم «إيكو» (Echo)، الذي أطلقته الشركة في يونيو (حزيران) الماضي. يحمل الصوت المتحدث اسم «أليكسا» (Alexa)، وقد أثارت موجة اهتمام واسعة النطاق داخل وادي السليكون، وأصبحت واحدة من أحدث الأعضاء المنضمين لنادي أدوات المساعدة الافتراضية.

مساعد صوتي

يذكر أن جميع الشركات الخمس العملاقة بمجال التقنيات الحديثة - «آبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«فيسبوك» و«غوغل»، التي أصبحت الآن جزءًا من «ألفابيت» - تطرح الآن بالأسواق تطبيقات المساعدة الافتراضية، وبإمكانها الاضطلاع بالمهام الرتيبة استجابة لأوامر شفهية توجه إليها أو نقرات على أزرار بعينها. ويعتبر «سيري» (Siri)، من إنتاج «آبل»، أشهر هذه التطبيقات، وقد طرح بالأسواق منذ عام 2011. ومع ذلك، فإن «مايكروسوفت» طرحت بالأسواق الآن «كورتانا» (Cortana)، بينما تجري «فيسبوك» اختبارات على آخر يدعى «إم» (M). أما «غوغل» فقد أعادت بناء المساعد الصوتي الخاص بها لتحوله إلى تطبيقات بحث.
وبينما تقيم هذه الشركات حجم التقدم الذي أحرزته على هذا الصعيد من خلال تقارير العائدات ربع السنوية، فقد قمت من جانبي بصياغة اختبارات لتطبيقات المساعدة الصوتية بهدف تقييم قدراتها على إنجاز 16 مهمة تنتمي لأكثر المجالات التي يستمتع بها غالبية المستهلكين: الموسيقى والإنتاجية والسفر وتناول الطعام والترفيه واهتمامات أخرى مثل الرياضة.
وفي نهاية الاختبارات، لم تحصل أي من تطبيقات المساعدة الصوتية على تقدير لافت يستحق الشعور بالفخر إزاءه. وفي ما يلي درجات التقييم التي حصل عليها كل جهاز من إجمالي 4 نقاط:
- «غوغل» (غوغل) - 3.1
- «سيري» (آبل) - 2.9
- «كورتانا» (مايكروسوفت) - 2.3
- «أليكسا» (أمازون) - 1.7

أداء متميز

وجاء أداء «آبل» الأفضل من حيث مهام الإنتاجية، مثل مواعيد الروزنامة ورسائل البريد الإلكتروني. أما «غوغل» فكانت الأفضل في السفر والمهام المرتبطة بالتنقل اليومي باستخدام وسائل المواصلات، بينما برعت «أليكسا» في الموسيقى. وأخيرًا، جاء أداء «كورتانا» متوسطًا بمختلف المجالات. وبالنسبة لـ«فيسبوك» فظل خارج منظومة التقييم بسبب رفض الشركة إتاحة «إم»، رغم أنني تمكنت من التعامل معه على مدار ساعتين من خلال حساب لأحد الأصدقاء.
من جانبها، أعلنت «آبل» أن «سيري» أصبح «أسرع وأذكى»، بجانب قدرته على الحديث بعدد لغات أكثر من أي مساعد صوتي آخر. في المقابل، قالت «مايكروسوفت» إن «كورتانا» تمثل «مجرد البداية فحسب». كما أبدت «غوغل» رغبتها في تطوير الهواتف الذكية على نحو يمكنها من الاضطلاع بمزيد من المهام الصعبة، وبحيث يتمكن المستخدمون من الاضطلاع بمجموعة متنوعة من المهام عبر مجرد الحديث إلى «غوغل». أما «أمازون» فلم تستجب لطلب تقدمنا به إليها للحصول على تعليق.
على صعيد الإنتاجية، كان «سيري»، الذي يمكن استدعاؤه عبر ضغط زر على شاشة «آي فون» أو بمجرد قول «مرحبا سيري»، صاحب القدرة الأفضل على وضع جدول للقاء بصديق في هاواي، واستعراض المواعيد المسجلة بجدول أعمالي للغد، وإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني وقراءة إحدى الرسائل التي وردت عبر البريد الإلكتروني بصوت مرتفع. أما التطبيقات الأخرى فنجحت في إنجاز فقط بعض هذه المهام، بينما عجزت «أليكسا» عن كتابة رسالة بريد إلكتروني وتسجيل حدث وضمه إلى روزنامة المواعيد.
أيضا، قدم «سيري» أداء جيدًا في المهام المرتبطة بالموسيقى، لكن «أليكسا» تفوقت عليه. استطاع كلا التطبيقين تشغيل أغنية «هاي»، أحدث حلقات «راديولاب»، بجانب عزف مقاطع موسيقية. علاوة على ذلك، استطاعت «أليكسا»، التي يمكن استدعاؤها بمجرد نطق اسمها، تشغيل محطة موسيقية بعينها عبر «باندورا»، بينما فشل «سيري» في تشغيل تطبيق «باندورا».

من ناحية أخرى، حاز موقع «غوغل»، الذي يعمل على تحويل جهاز المساعدة الصوتية إلى تطبيق متوافر عبر هواتف «غوغل»، التقييم الأعلى في إنجاز المهام المرتبطة بالسفر والتنقل عبر وسائل المواصلات. وجاءت استجابته ممتازة لسؤال: «ما حالة المرور في 221 ماين ستريت؟»، حيث أوضح لي المدة الزمنية التي سأستغرقها في الانتقال بالسيارة إلى هناك.
وعندما وجهت إليه الطلب التالي: «خذني إلى صالة (دوغباتش بولدرز) للألعاب الرياضية»، أظهر أمامي خريطة تصاحبها توجيهات صوتية. وعندما قلت: «اعثر لي على تذاكر طائرة إلى نيويورك الأسبوع المقبل»، جاءت استجابته مذهلة، حيث عرض علي رحلات جوية من سان فرانسيسكو إلى نيويورك الأسبوع المقابل تبدأ أسعارها من 435 دولارا، وبلغت مدة الرحلة الأقصر خمس ساعات و10 دقائق.
في ما يخص السفر والتنقل عبر وسائل المواصلات، عرضت «كورتانا» إجابات عن أسئلة بخصوص المرور والاتجاهات، لكنها عجزت عن الإجابة عن أسئلة تخص رحلات الطيران. أما «سيري» فجاء أداؤه ضعيفًا للغاية في هذه الفئة، حيث عجز عن تقديم تقييم لحركة المرور. ولدى سؤاله عن رحلات الطيران إلى نيويورك، سرد مجموعة غير مفيدة من موقع شبكة الإنترنت المعنية بالسفر لنيويورك. وبدلا من إظهار خريطة توضح مكان صالة ألعاب رياضية، عرض عنوان حانة!
أما «أليكسا» فتمكنت من تقديم تقييمات لحركة المرور عن موقع واحد ثابت مسجل لديها، مثل مكتبك.

تفاوت الاستجابة

بالنسبة للمهام المرتبطة بالطعام، جاء أداء «غوغل» و«آبل» متكافئًا، حيث تمكن كلاهما من إيجاد قائمة بالمطاعم الهندية القريبة، لكن المساعد الصوتي «غوغل» كان الوحيد القادر على طلب خدمة توصيل الطعام للمنازل، لكن ذلك تم فقط من خلال طلب مطعم بعينه لديه خدمة تسجيل الطلبات عبر واحدة من التطبيقات التي يتعامل معها «غوغل». أما «سيري» فكان الوحيد القادر على حجز مائدة داخل أحد المطاعم.
في ما يتعلق بالاهتمامات الخاصة، سألت كل مساعد صوتي سؤالين واضحين: ما الأندية الفائزة بمباريات كرة القدم الأميركية أخيرا، ومن خاض «سوبر بول»؟ قام كل من «غوغل» و«كورتانا» و«سيري» بتجميل نتائج المباريات الصادرة، عن الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، لكن «غوغل» و«كورتانا» فقط استطاعا الإشارة إلى اسمي الفريقين، بينما عجز «سيري» عن ذكر المباراة الكبرى التي أقيمت 7 فبراير (شباط) على استاد ليفي في سانتا كلارا بكاليفورنيا. في المقابل، بدت خدمة «أليكسا» على غير دراية بهذه الرياضة، وعجزت عن إجابة السؤالين.
وينقلني ذلك إلى المساعد الصوتي «إم» الخاص بـ«فيسبوك»، حيث رفضت الشركة طلبي الاطلاع على التطبيق، ولم تتح ذلك حتى الآن سوى لعدد محدود للغاية من الخبراء المعنيين باختبار التطبيق الجديد. وعليه، لجأت لاستخدام حساب أحد الأصدقاء عبر «فيسبوك ميسنجر» لمقابلة «إم». تبعًا لما أعلنته الشركة، فإن «إم» يخضع في جزء منه لسيطرة نظام الذكاء الصناعي، بينما يخضع جزء آخر لسيطرة بشرية. ويمكنك التواصل مع «إم» عبر بعث رسائل إليه من خلال خدمة «فيسبوك ميسنجر»، تمامًا مثلما تبعث برسالة لصديق.
خلال الفترة المحدودة التي قضيتها مع «إم»، طلبت منه القيام بمهام عادية، مثل الاتصال بشركة المياه للاستفسار منها عن فاتورة الاستخدام، والتعرف على منتجات اللحوم المعروضة بمتجر «هول فودز» المحلي، والبحث عن الوقت الذي تصبح فيه تكلفة السفر لهونغ كونغ في أرخص مستوى.
وغاب «إم» للحظات قلائل قبل الإجابة عن كل سؤال، الأمر الذي جعلني أتشكك أن شخصًا ما هو الذي تولى الإجابة. وعندما طلبت من «إم» حجز موعد لي لجلسة تصوير مع استوديو يمتلكه صديق لي. في غضون دقائق، رن جرس الهاتف في الاستوديو، والتقط صديقي السماعة، وهنا قال «إم» الذي يحمل صوت امرأة شابة: «مرحبا، إنني أتصل نيابة عن رئيسي بالعمل، فهو يرغب في معرفة ما إذا كان بإمكانكم عقد جلسة تصوير له غدًا في الثانية ظهرًا».
ورد صديقي: «عذرًا لم أعرف اسمك بعد؟»، فجاءه الرد: «اسمي الأول (إم)، أما اسمي الأخير فهو (ميسنجر)». وسأل صديقي: «هل هذا اسم يوناني؟»، وهنا انطلق «إم» في الضحك.
ويشير ذلك إلى أن «إم» ربما يكون أفضل في قدراته عن جميع التطبيقات السابقة، لكن هذا يعود لوجود عناصر بشرية وراء تتولى إدارة المهام التي يعجز عنها الذكاء الصناعي. وفي بيان لها أعلنت «فيسبوك»: «(إم) لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية، ولسنا مهتمين حاليًا بطرحه على عدد كبير من الأشخاص».

* خدمة «نيويورك تايمز»



منفذ هجوم نيو أورليانز استخدمها... ماذا نعرف عن نظارات «ميتا»؟

شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
TT

منفذ هجوم نيو أورليانز استخدمها... ماذا نعرف عن نظارات «ميتا»؟

شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)

استخدم المهاجم الذي قاد شاحنة عبر شارع بوربون في مدينة نيو أورليانز الأميركية في يوم رأس السنة الجديدة نظارات «ميتا» الذكية لاستطلاع المشهد قبل أسابيع، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بحسب شبكة «سي إن إن».

وقال ليونيل ميرثيل، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص المسؤول في نيو أورليانز، إن شمس الدين جبار أقام في منزل مستأجر في نيو أورليانز بدءاً من 30 أكتوبر (تشرين الأول) وارتدى النظارات الذكية لتسجيل الفيديوهات أثناء ركوبه دراجته عبر الحي الفرنسي. ارتدى جبار النظارات مرة أخرى في يوم رأس السنة الجديدة لكنه لم يقم بتنشيطها.

وأوضح ميرثيل ضمن مؤتمر صحافي: «كان جبار يرتدي زوجاً من نظارات (ميتا) عندما نفذ الهجوم على شارع بوربون، لكنه لم ينشط النظارات لبث أفعاله مباشرة في ذلك اليوم».

ما هي نظارات «ميتا»؟

أصدرت «ميتا» نظاراتها الذكية في عام 2021 بالتعاون مع شركة «راي بان». وتبلغ أسعار نظارات «ميتا» الذكية 379 دولاراً، وفقاً لموقع «راي بان» على الويب.

يمكن لنظارات «ميتا» الذكية -التي تعد جزءاً من دفع اصطناعي أوسع نطاقاً لجعل التكنولوجيا القابلة للارتداء من دون استخدام اليدين منصة الحوسبة الكبيرة التالية- التقاط الصور واستخدام الذكاء الاصطناعي للإجابة عن أسئلة المستخدم حول محيطه.

كما ضمنت «ميتا» ميزة حتى يعرف المارة متى يلتقط المستخدم صورة أو يصور مقطع فيديو: ضوء LED صغير مواجه للأمام يضيء باللون الأبيض عندما تعمل الكاميرا.

وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت شركة «ميتا» عن إصدار جديد أكثر تقدماً من النظارات، يُدعى «أوريون»، والذي يتضمن تقنية الواقع المعزز، مما يسمح للمستخدمين برؤية الصور المجسمة، مثل الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني، وهي تطفو في الفضاء حولهم.

وفقاً لإعلان الشركة، تم توفير نظارات الواقع المعزز لموظفي «ميتا» وبعض المستخدمين خارج الشركة حيث تعمل على تطوير إصدار للمستهلكين.

مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ يحمل زوجاً من نظارات «أوريون إي آر» (أ.ب)

التصوير الفوتوغرافي وتسجيل الفيديو

تستطيع الكاميرات عالية الدقة المدمجة في النظارات التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو لمدة تصل إلى ثلاث دقائق. ويمكن بعد ذلك استيراد هذه الصور ومقاطع الفيديو تلقائياً إلى تطبيق «ميتا فيو» على الهواتف الذكية للمستخدمين، إذا كانت الميزة قيد التشغيل.

لالتقاط الصور، يمكن للمستخدمين النقر فوق زر التقاط على جانب إطار النظارات. إذا تم تمكين عناصر التحكم الصوتي، يمكنهم التقاط صورة أو بدء التسجيل من دون استخدام اليدين، وفقاً لموقع الشركة على الويب. من خلال قول Hey Meta يمكن للمستخدمين إخبار النظارات ببدء التسجيل.

تستطيع النظارات أيضاً فتح البث المباشر عن طريق ربط حسابات «فيسبوك» أو «إنستغرام» بـ Meta View. بمجرد الاتصال، يمكن للمستخدمين التبديل بين الكاميرات بالضغط مرتين على زر التقاط الصور الخاص بنظاراتهم.

يمكن التحكم في نظارات «ميتا» الذكية صوتياً في بلدان مختارة، فقط عند التحدث باللغة الإنجليزية، لطرح أسئلة الذكاء الاصطناعي المدمجة.

تحتوي النظارات على مكبر صوت مدمج يعمل على تشغيل الموسيقى والذكاء الاصطناعي.

الخصوصية

يحتوي موقع النظارات أيضاً على قسم يتضمن نصائح مثل «احترم تفضيلات الأشخاص» و«أطفئ الجهاز في الأماكن الخاصة» و«كن عضواً جيداً في المجتمع»، حيث يقول: «احترم القانون. لا تستخدم نظارتك للقيام بأنشطة ضارة مثل التحرش أو انتهاك حقوق الخصوصية أو التقاط معلومات حساسة مثل رموز التعريف الشخصية».

تحتوي النظارات على مصباحين: مصباح LED مواجه للداخل لإعلام المستخدمين بالتقاط الصور ومصباح LED مواجه للخارج لإعلام الآخرين عند تشغيل النظارات والتقاط الصور أو مقاطع الفيديو.

تقول «ميتا» على الموقع: «إذا كان مصباح LED لالتقاط الصور مغطى، فسيتم إخطارك بذلك...».

لكن توصية «ميتا» بعدم استعمال النظارات لغزو خصوصية الآخرين تعتمد على اهتمام المستخدمين أنفسهم بهذا الطلب.