مصر تستنكر تعليق المساعدات الأميركية

عملية انتحارية وهجمات مكثفة ضد الجيش والشرطة في سيناء

مصر تستنكر تعليق المساعدات الأميركية
TT

مصر تستنكر تعليق المساعدات الأميركية

مصر تستنكر تعليق المساعدات الأميركية

حاولت واشنطن التأكيد على الصلة الوثيقة مع مصر، والتقليل من شأن خطوتها لخفض بعض المساعدات العسكرية لمصر وتأثيراتها. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بخفض المساعدات لمصر لن يكون له تأثير كبير، واصفا قطع بعض المساعدات بأنه «إعادة تقويم للعلاقات». وشدد وزير الخارجية الأميركي على التزام الإدارة الأميركية باستعادة الديمقراطية في مصر والعمل مع قيادتها المؤقتة. وأوضح أنه يمكن التراجع عن قرار خفض المساعدات استنادا إلى سلوك حكام مصر.
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي بماليزيا صباح أمس «الحكومة المؤقتة (المصرية) تفهم جيدا التزامنا بإنجاحها. بأي حال من الأحوال فإن القرار لا يعني انسحابا من العلاقات، ولا ينبغي أن ينظر له على أنه تراجع عن التزام واشنطن بتقديم المساعدة». وأضاف «في محادثاتنا مع المصريين سنستمر في التأكد من أن خارطة الطريق هي الهدف الأول للحكومة المؤقتة، لأنني مؤمن بأنهم يريدون استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة بطريقة إيجابية، وعلى الأميركيين أن يشعروا بالراحة في مساعدة أي حكومة أجنبية، لكن السلطات المصرية الحالية لم تحقق هذا المعيار». وقال كيري للصحافيين «الولايات المتحدة تريد أن ترى أن الدستور المصري يعترف بحقوق الإنسان العالمية التي تحترم الأقليات، وأن يتم جلب الأطراف إلى طاولة الحوار بطريقة شاملة، والنتيجة في نهاية المطاف تظهر في انتخابات حرة ونزيهة». وأوضح كيري أن الاستمرار في تقديم المساعدات ورفع التجميد عن الأموال المقدمة لمصر يمكن تحقيقه إذا أحرزت القاهرة تقدما نحو استعادة الحكم المدني من خلال الانتخابات، وقال «هذا سيكون استنادا إلى أداء حكام البلاد».
كانت واشنطن قد أعلنت الأربعاء تجميد مبلغ 260 مليون دولار من المساعدات النقدية للجيش المصري، في إشارة إلى استياء واشنطن من الحكام العسكريين في مصر، وبسبب الحملات ضد المتظاهرين الإسلاميين. وقال مسؤولون أميركيون إن القرار يعد تحولا جذريا بعد سنوات من الدعم غير المشروط لمصر، وإن خفض المساعدات يشمل بنودا كبيرة تشمل مروحيات أباتشي وطائرات إف 16 وقطع غيار دبابات آدامز وصواريخ هاون.
وقد أمر الرئيس أوباما فريقه للأمن القومي بمراجعة برنامج المساعدات لمصر البالغة 1.5 مليار دولار سنويا في أعقاب خلع الرئيس محمد مرسي. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض «لدينا مصلحة عليا طوال السنوات الماضية في تشجيع حكومة تعكس شرعيا إرادة الشعب المصري وتقر الديمقراطية الحقيقية التي تقتضي احترام حقوق الأقليات وحرية التعبير والتجمع، ومجتمعا مدنيا قويا، وسوف نواصل العمل مع الحكومة المؤقتة لتعزيز مصالحنا الجوهرية ودعم المجالات التي تعود بالنفع على الشعب المصري». وأضاف كارني «الرئيس كان واضحا بأننا لسنا قادرين على مواصلة العمل كالمعتاد، فقد أعلنا أننا لن نمضي قدما في تسليم بعض الأنظمة العسكرية، وسوف نعلن مستقبل المساعدات لمصر بعد أن نقوم بالإخطارات الدبلوماسية وإخطار الكونغرس».
بينما أعلنت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، الاستمرار في تعليق تسليم بعض المعدات والأنظمة العسكرية والثقيلة والمساعدات النقدية للحكومة في انتظار تحقيق تقدم نحو تشكيل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا من خلال انتخابات حرة ونزيهة. وشددت على أن بلادها تدعم التحول الديمقراطي وتعارض العنف كوسيلة لتسوية الخلافات داخل مصر، وقالت «سوف نستمر في النظر في القرارات المتعلقة بتقديم المساعدة لمصر بشكل دوري، وسوف نواصل العمل مع الحكومة المؤقتة لمساعدتها على التحرك نحو أهدافنا المشتركة في جو خال من العنف والتخويف». وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «سنستمر في تقديم المساعدات لمصر لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب وضمان الأمن في سيناء.. وسوف نستمر في توفير قطع الغيار اللازمة للمعدات العسكرية الأميركية وتوفير التدريب العسكري والتعليم»
وأشارت بساكي إلى أن تلك الخطوة جاءت استجابة لقرار الرئيس الأميركي مراجعة برنامج المساعدات لمصر، وقالت «بعد المراجعة، قررنا الحفاظ على علاقاتنا مع الحكومة المصرية، فيما نقوم بإعادة ضبط مساعداتنا لمصر بأفضل طريقة تحقق مصالحنا، وسوف تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة المصرية المؤقتة والكونغرس لمواصلة تقديم الدعم الذي يستفيد منه الشعب المصري بشكل مباشر في مجالات مثل الصحة والتعليم وتنمية القطاع الخاص».



كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
TT

كندا «لن تتراجع أبداً» في مواجهة تهديدات ترمب

جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)
جزء من مباني البرلمان الكندي في أوتاوا (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الكندي المستقيل، جاستن ترودو، ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، الثلاثاء، أن أوتاوا «لن تنحني» أمام تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي دعا إلى ضم بلادهما إلى الولايات المتحدة.

وقال ترودو في منشور على منصة «إكس»، إنه «لا يوجد أي احتمال على الإطلاق في أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة». وأضاف: «يستفيد العمال والمجتمعات في بلدينا من كونهما شريكين تجاريين وأمنيين كبيرين».

واحتجت وزيرة الخارجية الكندية جولي على تعليقات ترمب حول إمكانية استخدام القوة الاقتصادية ضد البلاد.

وقالت في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس»: «إن تعليقات الرئيس المنتخب ترمب تظهر افتقاراً تاماً إلى فهم ما يجعل كندا دولة قوية... لن نتراجع أبداً في مواجهة التهديدات».

وتعهد ترمب أمس باستخدام «القوة الاقتصادية» ضد كندا، الحليفة المجاورة التي دعا لضمها إلى أراضي الولايات المتحدة.

وعندما سُئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية، أجاب ترمب: «لا، القوة الاقتصادية».

وأضاف أن اندماج «كندا والولايات المتحدة سيكون خطوة إيجابية. تخيلوا ما سيبدو عليه الوضع عند التخلص من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع. وسيكون ذلك أيضاً أفضل كثيراً على صعيد الأمن القومي».

يأتي ذلك غداة تجديد الرئيس المنتخب دعوته لضم كندا، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته.

وقال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين: «إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماماً من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار».

تحدي الحزب الليبرالي الكندي

ويجد حزب الليبراليين الكندي بزعامة رئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو نفسه في بحث عن زعيم جديد، بينما يتعامل مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع الكندية، ومع اقتراب موعد الانتخابات الكندية بعد أشهر قليلة.

وأعلن ترودو استقالته بعد مواجهة خسارة متزايدة للدعم داخل حزبه وفي البلاد. وأصبح سليل بيير ترودو البالغ من العمر 53 عاماً، أحد أشهر رؤساء الوزراء في كندا، غير محبوب بشدة لدى الناخبين، جراء مجموعة من القضايا، بما في ذلك ارتفاع تكلفة الغذاء والإسكان، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في عدد المهاجرين إلى كندا.

وقال ترودو إنه يخطط للبقاء رئيساً للوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب، ولكن من غير المرجح تسمية زعيم كندي جديد قبل تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني)، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

تأتي هذه الاضطرابات السياسية في لحظة صعبة بالنسبة لكندا؛ حيث يواصل الرئيس الأميركي المنتخب ترمب تسمية كندا بالولاية رقم 51، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع السلع الكندية، كما أن ترمب منشغل بالعجز التجاري الأميركي مع كندا.

وفي حين قال ترمب إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أي شيء من كندا. فإن نحو 60 في المائة من واردات النفط الخام الأميركية تأتي من كندا التي هي أيضاً وجهة التصدير الأولى لـ36 ولاية أميركية.

يحتاج الليبراليون في كندا إلى انتخاب زعيم جديد قبل استئناف عمل البرلمان في 24 مارس (آذار)؛ لأن أحزاب المعارضة الثلاثة تقول إنها ستسقط الحكومة الليبرالية في تصويت بحجب الثقة في أول فرصة، ما قد يؤدي إلى انتخابات. وقد لا يظل الزعيم الجديد للحزب الليبرالي رئيساً للوزراء لفترة طويلة: فمن المرجح جداً أن تصب انتخابات الربيع في صالح حزب المحافظين المعارض.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلتقطان صورة عند وصول ترودو إلى البيت الأبيض في واشنطن يوم 11 أكتوبر 2017 (أ.ب)

ومن المحتمل أن يتولى زعامة الليبراليين مارك كارني، الرئيس السابق لبنك كندا الذي تم تعيينه بوصفه أول أجنبي يشغل منصب محافظ بنك إنجلترا منذ تأسيسه في عام 1694، حسب وكالة «أسوشييتد برس». وقد نال تعيين كندي إشادة من الحزبين في بريطانيا بعد أن تعافت كندا بشكل أسرع من كثير من البلدان الأخرى من الأزمة المالية لعام 2008، واكتسب سمعة طيبة على طول الطريق بوصفه منظماً صارماً.

وكارني خبير اقتصادي يتمتع بخبرة في «وول ستريت» ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في مساعدة كندا على تفادي أسوأ أزمة عام 2008، ومساعدة المملكة المتحدة في إدارة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولطالما كان كارني مهتماً بدخول السياسة وتولي منصب رئيس الوزراء، ولكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية.

وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند هي أيضاً من المرشحين الأوفر حظاً. وأخبر ترودو فريلاند الشهر الماضي أنه لم يعد يريدها في هذا المنصب، ولكن يمكن أن تظل نائبة لرئيس الوزراء، والشخصية المحورية للعلاقات بين الولايات المتحدة وكندا.

وقال مسؤول مقرب من فريلاند إنها لا تستطيع الاستمرار في العمل وزيرة؛ لأنها تعلم أنها لم تعد تتمتع بثقة ترودو. وتحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوَّل له التحدث علناً بشأن هذه المسألة. وأضاف أنه من السابق لأوانه الإدلاء بتصريحات؛ لكنه قال إن فريلاند ستتحدث إلى زملائها هذا الأسبوع، وتناقش الخطوات التالية. وبعد استقالتها، وصف ترمب فريلاند بأنها «سامة تماماً»، و«غير مناسبة على الإطلاق لإبرام الصفقات».

ولدى فريلاند صفات كثيرة قد تبدو مزعجة لترمب: صحافية كندية سابقة ليبرالية، وهي عالمية تجلس في مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي.

وفريلاند التي تنحدر من أصول أوكرانية، كانت أيضاً مؤيدة قوية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

مرشح محتمل آخر لتولي زعامة الليبراليين ورئاسة وزراء كندا، هو وزير المالية الجديد، دومينيك لوبلان. وقد انضم لوبلان (وزير الأمن العام السابق وصديق مقرب لترودو) مؤخراً إلى رئيس الوزراء، في عشاء مع ترمب في مارالاغو.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فرص الليبراليين في الفوز بالانتخابات المقبلة في كندا تبدو ضئيلة. ففي أحدث استطلاع، يتخلف الليبراليون عن المحافظين المعارضين بنسبة 45 في المائة إلى 23 في المائة.