الجريمة والإدمان يهددان مستقبل أطفال اللاجئين

حسب تحذير من معهد فرويد للتحليلات النفسية

حرس السواحل الإيطالي ينقذ قاربا يقل مهاجرين بالقرب من جزيرة صقلية (أ.ف.ب)
حرس السواحل الإيطالي ينقذ قاربا يقل مهاجرين بالقرب من جزيرة صقلية (أ.ف.ب)
TT

الجريمة والإدمان يهددان مستقبل أطفال اللاجئين

حرس السواحل الإيطالي ينقذ قاربا يقل مهاجرين بالقرب من جزيرة صقلية (أ.ف.ب)
حرس السواحل الإيطالي ينقذ قاربا يقل مهاجرين بالقرب من جزيرة صقلية (أ.ف.ب)

حذر الاختصاصيون بعلم النفس في معهد «سيغموند فرويد» من مستقبل قاتم، قد يتحول إلى خطر، بانتظار أطفال اللاجئين في ألمانيا. وجاء في التحذير أن مشاعر الخوف وعدم الاستقرار وصدمات الحروب ستنتقل من اللاجئين إلى أبنائهم مثل «العدوى».
يعاني اللاجئون، وإن وصلوا إلى بلد آمن مثل ألمانيا، من المخاوف، وعدم الاستقرار، واليأس والإحباط، وستنتقل هذه المشاعر إلى أطفالهم، خصوصًا مع استمرار معيشتهم في معسكرات ومخيمات وقاعات جماعية.
وذكرت ماريانا ليوزنغر - بوليبر، مديرة معهد فرويد، أن صدمات الحروب ومشاق السفر مع المهربين عبر البحار، تخلق شعورًا بعدم الثقة بالبشر الآخرين، وتؤدي بالتالي إلى انهيار البنى السيكولوجية للإنسان المهاجر.
وأشارت الاختصاصية في سيكولوجية اللجوء والهجرة، إلى أن عدة دراسات أجراها المعهد تثبت انتقال مشكلات المهاجرين النفسية إلى أطفالهم. وثبت من دراسة أجريت على 3 آلاف عائلة مهاجرة، يحمل كبار العائلة أعباء صدمة الحروب ومعاناة التهريب على أكتافهم، أن 33 في المائة من أطفالهم يعانون من حالة «اختلال انقطاع الصلة»، في حين أن هذه النسبة لا ترتفع بين أمثالهم من «الاعتياديين» عن 7 في المائة. ويكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للأمراض النفسية، ولإدمان المخدرات أو الكحول، والجريمة.
وبرأي ليوزنغر – بوليبر، كان بعض منفذي العمليات الإرهابية بباريس، من الشباب اليافعين، في يوم الجمعة الدامي، من المعانين من «اختلال انقطاع الصلة». فهم يشعرون بعدم الانتماء لشيء، ولا يثقون بأحد، وتنتابهم الأفكار الانتحارية. وعلى هذا الأساس، فإن أطفال المهاجرين الذين يعانون من هذه الحالة سيكونون لاحقًا لقمة سائغة للتنظيمات الإرهابية التي تمنحهم نوعًا من الثقة بالنفس.
وهناك 7 آلاف قاصر، معظمهم من شمال أفريقيا، وصلوا لألمانيا دون ذويهم، وتعجز السلطات عن تسفيرهم قسرًا لأسباب إنسانية. وهذه مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن أطفال المهاجرين المصدومين.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».