المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتهم جهات باستهداف حزبه

طالب رئيس الحكومة باحترام استقلالية الأحزاب

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتهم جهات باستهداف حزبه
TT

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتهم جهات باستهداف حزبه

المغرب: أمين عام «الاستقلال» المعارض يتهم جهات باستهداف حزبه

اتهم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، جهات في الدولة باستهداف حزبه بعد شروع القضاء في محاكمة عبد الله البقالي، نقيب الصحافيين والبرلماني المنتمي إلى حزبه.
وقال خلال حديثه مساء أول من أمس في لقاء مع عدد محدود من وسائل الإعلام، ضمنهم «الشرق الأوسط»، إن الاستهداف بدأ منذ الانتخابات البلدية التي جرت في 4 سبتمبر (أيلول) الماضي، مضيفا أن حدة الاستهداف ارتفعت وتيرتها بعد قرار الحزب ترشيح عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية السابق لمنصب رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) خلال الانتخابات التي جرت في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ولم يحدد هوية الجهات التي تستهدف حزبه، بيد أنه فسر ذلك بمحاولة التشويش على مسيرة الحزب، وإيقاف تصدره الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في 7 أكتوبر المقبل، مؤكدا أن حزبه تعايش منذ تأسيسه مع منطق الاستهداف المستمر، وقال بهذا الخصوص: «لقد عشنا مواقف أخطر من ذلك، لكن هذا لن يزيدنا إلا إصرارا»، مشددا القول على أن «أي حزب إداري هدفه محاربة (الاستقلال)، وليس محاربة أي إسلاميين، لأن الحزب الإسلامي الحقيقي في المغرب هو حزب الاستقلال، الذي يحافظ على مرجعيته»، موضحا استعداد حزبه للمواجهة، بقوله: «مواقفنا واضحة، ولا يمكن أن ننافق أحدا، ولكن هذه ضريبة النضال التي نؤديها، وهذا أمر يقوينا»، وزاد قائلا: «نحن حزب لم تكوّنه الإدارة، بل صنعته دبابات المستعمر، وتربى على المحاكمات والمتابعات».
كما هاجم ما عده تدخلا سافرا من عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، في الشؤون الداخلية لحزبه، داعيا إياه إلى احترام استقلالية وسيادة الأحزاب، وعدّ تدخل رئيس الحكومة أكبر مظهر من مظاهر التحكم التي ينهجها، وطالبه بممارسة صلاحياته الدستورية، وتوفير الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات على قدم المساواة، بدل الانشغال بشؤون الأحزاب والتنقيط لأدائها.
في سياق ذي صلة، كشف الأمين العام لحزب الاستقلال أنه رفض طلب إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، عقد اجتماع مشترك بين قادة الحزبين للتنسيق حول المطالب الانتخابية، التي تعتزم بعض الأحزاب السياسية رفعها إلى رئيس الحكومة، وأبلغه أن قرار التنسيق يدخل ضمن صلاحيات المجلس الوطني (برلمان الحزب)، مؤكدا أن حزب الاستقلال لا يضع أي خطوط حمراء بشأن التنسيق، أو التحالف مع أي من الأحزاب السياسية الموجودة. كما أعلن أن حزب الاستقلال لن يقدم أي مذكرة في شأن إعداد القوانين الانتخابية لرئيس الحكومة، عادّا أن المشاورات التي تجري عادة بين وزارة الداخلية والأحزاب، لا طائل منها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.