الأردن بصدد اتخاذ قرارات لتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا

الحوافز: ضريبة الدخل 5 % وضريبة المبيعات صفر.. وإعفاء مدخلات الإنتاج من الرسوم الجمركية

الأردن بصدد اتخاذ قرارات لتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا
TT

الأردن بصدد اتخاذ قرارات لتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا

الأردن بصدد اتخاذ قرارات لتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا

كشفت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردنية، مجد شويكة، أن الحكومة الأردنية بصدد اتخاذ قرارات لتشجيع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، تشمل تخفيض ضريبة الدخل بالقطاع إلى 5 في المائة، وتخفيض ضريبة المبيعات على القطاع إلى الصفر، وإعفاء مدخلات الإنتاج من الضرائب والرسوم الجمركية.
جاء ذلك خلال رعايتها أمس الخميس احتفال شركة «أوراكل»، «Oracle»، بمرور 10 أعوام على وجودها في الأردن وافتتاح مركز جديد لها في «مجمع الملك حسين للأعمال» بعمان.
وقالت الوزيرة خلال الحفل إن مرور 10 أعوام على وجود «أوراكل» في الأردن وما شهدته من توسع في استثماراتها داخل المملكة خير دليل على أن الأردن بيئة جاذبة ومحفزة للاستثمار، وأن التشريعات والقوانين المنظمة للعملية الاستثمارية في الأردن مرنة ومواكبة للتطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا.
وأكدت شويكة أن الشراكة التي تجمع الحكومة الأردنية مع «أوراكل» تمتاز بالاستدامة، و«قد أثمرت هذه الشراكة وحققت نجاحات مميزة».
من جانبه، قال نائب رئيس «أوراكل» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وآسيا الوسطى، عبد الرحمن ذهيبان: «تعد هذه الخطوة بمثابة مرحلة مفصلية لمساهمتنا المتزايدة في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، بالإضافة إلى الدعم الذي نقدمه لمواكبة رؤية الحكومة الأردنية من خلال (مجمع الملك حسين للأعمال)، ومركز تطوير الأعمال في الدولة».
وأعرب ذهيبان عن دعم النظم البيئية لأكثر من 30 مؤسسة عامة، خصوصا من كبرى الشركات في الأردن، لتصبح معتمدة بشكل كامل على التقنيات الحديثة.
يذكر أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تصل نسبة مساهمته في الناتج الإجمالي الأردني إلى 12 في المائة، إضافة إلى قدرة القطاع على خلق واستحداث فرص عمل بشكل مستمر.
من جانبه، قال المدير العام في «أوراكل الأردن»، رائد حجرات: «قمنا بتوفير حلول متكاملة على مستوى عال للبرمجيات والنظم، وذلك للعمل على دعم جهود نمو الأعمال لهذه المؤسسات». وأضاف أن «أوراكل» تعمل على تلبية احتياجات المجتمع من خلال الشراكات مع المنظمات التطوعية، و«تركز (أوراكل) على إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات من خلال 4 مجالات رئيسية: التعليم، والعطاء، والشراكات المجتمعية، والعمل التطوعي».
يذكر أن «أوراكل» قامت بافتتاح أول مركز للكفاءة التقنية في الأردن عام 2005 ليكون أول مركز لها في المنطقة، وذلك للعمل على تلبية النمو المتزايد في المنطقة، كما افتتحت أمس مركزًا رئيسيا يقدم خدمات وقنوات التوزيع والبيع والاستشارات وبرامج إدارة المنتجات والتطوير.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.