بعد محاولات كثيرة قامت بها بلدية مدينة غرناطة، جنوب إسبانيا، نجحت مؤخرًا في الحصول على الموافقة على نشر كاميرات في الحي العربي القديم، المعروف باسم «حي البايثين»، واسمه بالعربية «حي البيازين»، وذلك من أجل معرفة هوية الذين يقومون بتشويه جدران الحي بالغرافيتي، رسما وكتابة، أملا في وضع حد لهذه الظاهرة التي تزداد يوما بعد يوم. وعلى الرغم من أن فكرة نشر كاميرات في الحي قديمة، لكنها كانت تصطدم بصعوبات كثيرة من أجل تطبيقها. وقد ازداد تشويه الحي لدرجة كبيرة في الفترة الأخيرة بكتابات ورسوم انتشرت في كل مكان من الحي، مما اضطر البلدية إلى معاودة محاولاتها من أجل الحصول على الموافقة على نشر كاميرات لمراقبة الأماكن المهمة فيه، وبعد اجتماعات كثيرة مع ممثلين عن وزارة العدل والداخلية، تمت الموافقة المبدئية على نشرها، وستقوم البلدية بتقديم مخطط للأماكن التي تنوي نشر الكاميرات فيها، كي تتم الموافقة على المشروع تماما.
ويأتي مشروع نشر كاميرات في الحي ردا على انتشار موجة من الكتابات بالغرافيت على بنايات تاريخية مهمة، وأغلبها عربية، ومن المقرر نشر كاميرات تغطي ساحة دار الحرة، وهو قصر عائشة والدة آخر ملوك غرناطة، أبو عبد الله الصغير، وفي هذا المنزل سكنت بعد ذلك الملكة إيزابيل الكاثوليكية مع زوجها فرناندو. وستنشر كاميرات أخرى عند مدخل قوس باب البيرة، كي تغطي واجهته، وكذلك أماكن كثيرة أخرى، وقد صرح الناطق باسم بلدية المدينة، خولان غارثيا مونتيرو، بأن حي البايثين يحتاج إلى عناية خاصة، ومنها نشر الكاميرات فيه، كي يمكن المحافظة عليه.
يشار إلى أن حي البايثين، لا يزال على شكله كما تركه العرب تقريبا، بمنازله ذات الطراز العربي وبشوارعه الضيقة، وكان إبان مملكة غرناطة العربية حيا للطبقة الغنية، لكنه بعد سقوط الحكم العربي عام 1492، فقد أهميته. ومن هذا الحي انطلقت شرارة ثورة الموريسكيين، أي العرب الساكنين تحت السيطرة الإسبانية، وبعد معارك كثيرة خاضوها مع الإسبان اضطروا إلى ترك منازلهم، والالتجاء إلى أماكن أخرى، ومن ثم صدر قرار طردهم نهائيا من إسبانيا عام 1610. وقد تعرضت بعض المباني العربية إلى التغيير، بعد سقوط الحكم العربي، فهدم المسجد وبنيت مكانه كنيسة سان سلفادور، وهدم مسجد المرابطين لبناء كنيسة سان خوسيه، وتم تحويل مسجد التائبين إلى كنيسة سان خوان دي لوس رييس. وقد انتبهت منظمة اليونيسكو إلى أهمية الحي فقامت بإدراجه، عام 1994، إلى قائمة التراث العالمي الذي يجب المحافظة عليه.
كاميرات لمراقبة «الغرافيتي» داخل الحي العربي في غرناطة
لوضع حد لهذه الظاهرة على بنايات تاريخية مهمة
كاميرات لمراقبة «الغرافيتي» داخل الحي العربي في غرناطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة