الديمقراطية الحقيقية هي التي تستطيع كبح كارثة حضارتها

مصداقية قيمها التي بشرت بها مهددة بالانهيار الوشيك والتام

أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي
أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي
TT
20

الديمقراطية الحقيقية هي التي تستطيع كبح كارثة حضارتها

أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي
أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي

الديمقراطية، ذلك المفهوم المغري والمثير الذي انطلق من أثينا القديمة، ليغزو، منذ مطلع العصر الحديث إلى وقتنا الحالي، كل بقاع الأرض، محاطا بهالة فكرية وآلة إعلامية شديدة الضخامة، تكاد تجعله مفهوما مقدسا منزها عن النقص، حامل لآمال وطموحات وتطلعات الشعوب التي أنهكها الاستبداد ودمرتها الحروب. هذا المفهوم أصبح، في نظر الفرويديين، مشحونا بالعواطف التي قد يكون غير قادر على تحملها. وما دام هذا الخيار يتم التسويق له، باعتباره أفضل النماذج في الحكم التي أبدعها الإنسان في مسيرته الطويلة، فإننا سنحاول الحفر في جنيالوجية المفهوم، منقبين في جذوره ومعانيه ودلالته، بغية إماطة اللثام عن جانب آخر مهم جدا، يجري التغاضي عنه دائما، بوعي أو من دون وعي. إنه الوجه الآخر للديمقراطية، الوجه الذي نحاول من خلاله إنزال الديمقراطية من عليائها وقدسيتها لترتطم بحقيقتها الخفية، باعتبارها ليست سوى مجرد نموذج في الحكم. وكما نتحدث عن حسنات الديمقراطية، يتوجب علينا أن نتحدث، بالأمانة نفسها، عن مشكلة الديمقراطية، ومأزقها. فللنقد الحق في الوجود مثلما للمديح حق. فما الأسباب الحقيقية التي تجعل الديمقراطية تطل علينا اليوم، هذه الإطلالة الواسعة، بعدما خبت لقرون طويلة؟ وما الذي يجعلها تملك هذه الغلبة على الخطاب السياسي في العالم المعاصر؟ باختصار، لماذا هذا الطلب المتزايد اليوم على الديمقراطية؟
تعود أصول مفهوم الديمقراطية، إلى الاسم القديم، ديمو Demo أي الشعب، والأدق، قطعة الأرض التي تعود إلى جماعة معينة، وقراط أو قراطوس Grate Kratia، Krates، Kratos، التي تعني الحكم، أو بشكل أدق الممسك بالسلطة، أو شكل الحكومة، السيد المالك، في مقابل العبد. وهو معنى لا يمكن القول إنه أساس الشرعية، أو نظام يعرف بحسن نياته أو نبل رسالته. بل إنه مجرد شكل معين في الحكم، ونظرية لقيت في ميلادها، جدالا كبيرا بين رموز السفسطائية من داخل الفلسفة اليونانية، بين مساند ومعارض. فلم تكن الديمقراطية تشبه ما يمكن أن يخطر ببال أحد اليوم أن يسميه ديمقراطية. وثبت أنها بعيدة عن الشرعية من حيث النظرية، ومجلبة للكوارث من حيث الممارسة. فأكبر احتفال بالديمقراطية هو الذي أتى من الزعيم السياسي بركليس، الذي قاد أثينا إلى الحرب التي كادت تجلب لها الاندثار، وانتهت بهزيمة نكراء مذلة وحاسمة، لم تقم لأثينا قائمة من بعدها. كما لا ننسى أن سقراط، رفض هذا النظام باعتباره نظامًا يجعل الحكم من نصيب الأغلبية من الإسكافيين، والبنائين، والباعة المتجولين، والعامة، بتعبير ابن رشد والفارابي في المدينة الفاضلة، وكذلك من لا معرفة لهم بالسياسة، ولا دراية لهم بفنها. وقد رأى أفلاطون أيضا أن الديمقراطية نظام يقوم على الجهل، والأنانية، وعدم الكفاءة، والسلبية، والرشوة، واحتقار المبادئ، والمساواة بين غير المتساوين، وغيرها من الصفات الشريرة التي تزدهر في ظل هذا النظام. لهذا سيصنف في كتابه «الجمهورية الديمقراطية» بين نظم الحكم الفاسدة، بل في المرتبة الأخيرة من هذه النظم.
لم يكتسب مفهوم الديمقراطية زخمه مجددًا، إلا مع عصر النهضة، حين جرى استبعاد تدخلات الكنيسة الكاثوليكية، ليجد الأوروبيون في الديمقراطية ملجأ من تعسف الكنيسة واضطهادها. لذا عادت أوروبا إلى مناقشة القضية من جديد. ومن حينها، حلت الديمقراطية محل المسيحية، وتحولت إلى دين أوروبا الجديد. أما بعد هذه الصيرورة الطويلة، فيمكن القول إن تاريخ الديمقراطية الطويل، لم يفلح في أن يعطينا تجربة سياسية يحكم فيها الناس، ويسود فيها الشعب المتخيل في ذهنية المنظرين. من هنا، فإن كلام الديمقراطية باسم المجموع والعام، هو من طبيعة هذه الممارسة، التي تغطي فيها المصالح الخاصة نفسها بمضامين عامة، أما المجموع الذي يجري الحديث باسمه، فلا دور له سوى الذهاب إلى صناديق الاقتراع. وبالتالي، فعوض الحديث عن أنظمة حكم متعددة متغيرة على مر التاريخ وصولا إلى الديمقراطية، تصحيحا لذلك بالأحرى، يجب القول إن كل الأنظمة القديمة كانت ديمقراطيات بمعيار هذه الديمقراطية السائدة. لقد جرى الانتقال من ديمقراطية الملاك والعبيد إلى ديمقراطية الإقطاعيين. أما اليوم، فعندنا ديمقراطية البرجوازية والرأسمالية. وهذا ما تنبه له كارل ماركس، عندما رأى أن قوانين ومؤسسات الديمقراطية الشكلية، هي التمظهرات التي خلفها، والأدوات التي بواسطتها تجري ممارسة سلطة الطبقة البرجوازية. ومن ثم يصبح النضال ضد تلك التمظهرات، هو الطريق صوب ديمقراطية حقيقية. وبتعبير أدق مع الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، إنها ديمقراطية القلة التجارية، ديمقراطية الشركات الكبرى، حيث كل شيء مباح، كل شيء يباع ويشترى. بحيث يصبح السياسي الناجح، هو ذلك السياسي الذي يستطيع أن يجعل الاقتصاد في خدمته، ويزيد من ثروته ويحقق مصالحه التي لا تكون دائمًا وطنية، بل قد تكون حتى معارضة لها. فتصبح المصلحة الوطنية هي مصلحة شبكة القوى المدنية والعسكرية التي تتحكم بمجمل النظام، إذ إن الحكم ليس هو رأي الشعب، كل الشعب، بل هو رأي الجهة صاحبة القوة والقرار، التي تستطيع، بوسائل كثيرة، اقتصادية وقمعية وإعلامية وغيرها، الحصول على شرعية لعبة، تحت اسم الممارسة الديمقراطية بوسائل أخف وزنًا وأكثر احترافًا، بعيدًا عن أساليب العنف الدموي، خصوصًا في المجتمعات الأكثر ديمقراطية. فالإنسان المعاصر، لم يعد يسحب من يده أو عنقه، بل صار يسحب من غرائزه واحتياجاته التي يتم التحكم فيها بدقة. لقد وضع غريج بالاست، المراسل والمحقق الصحافي الأميركي الشهير، كتابًا بعنوان «أفضل ديمقراطية يستطيع المال شراءها»، اعتبر الأكثر مبيعًا. وقد استطاع، من خلاله، أن يثبت، بالوقائع والأرقام، فساد السلطة في أميركا، ووحشية الأساليب السياسية التي ينتهجها الاقتصاد العالمي بقيادة الدول الديمقراطية الصناعية الكبرى.
أما على المستوى الفردي، فيكتب الفيلسوف الفرنسي، جاك رانسيير، في كتابه «كراهية الديمقراطية»، وهو من ترجمة أحمد حسان، بأن الديمقراطية قد ارتبطت بالحرية، لكنها حرية ذات وجهين مختلفين. إنها حرية الفعل، وحرية فعل الشر. حرية الفوضى، والعواطف التواقة للإشباع والزيادة، التي لا تقهر، للمطالب التي تضغط على الحكومات، وتتسبب في تدهور السلطة، وتجعل الأفراد والجماعات عصيين على الانضباط، وعلى التضحيات التي يتطلبها الصالح العام. الحرية التي تصبح فيها العلاقات بين المريض والطبيب، بين المحامي وزبونه، بين القس والمؤمن، بين المعلم والطالب، بين العامل ومن ينال المساعدة، تتطابق باطراد مع نموذج العلاقات التعاقدية بين أفراد متساوين، حسب نموذج العلاقات التعاقدية وحسب العلاقات المساواتية من الناحية الأساسية، التي تقوم بين مقدم خدمة وبين زبونه. يفرغ صبر الإنسان الديمقراطي إزاء كل منافسة، بما في ذلك منافسة الطبيب أو المحامي. تفقد العلاقات التي يعقدها الآخرون أفقها السياسي أو الميتافيزيقي. تميل كل الممارسات المهنية إلى الابتذال. ويصبح الطبيب باطراد، أجيرًا لدى الضمان الاجتماعي، والقس اختصاصيًا اجتماعيًا وموزعًا لبركات الكنيسة.. ويضعف بعد المقدس وبعد الإيمان الديني، بعد الحياة والموت، والمهن التي كانت تؤسس شكلا، ولو غير مباشر أو متواضع، من القيم الجماعية، تتأثر بنضوب التسامي الجمعي، سواء كان دينيا أم سياسيا. أما حقوق الإنسان في ظل الديمقراطية، فليست إلا حقوق الأفراد البرجوازيين والأنانيين، والأفراد الأنانيون هم، بكل بساطة، المستهلكون الشرهون. فالديمقراطية، على حد تعبير جان بودريار، أصبحت إغواء، وحولت المستهلك إلى مستلب نرجسي يلعب بحرية بأشياء وعلامات المعلن التجاري، لتقيم تماهيًا إيجابيًا بين الديمقراطية والاستهلاك. فأصبح الإنسان الديمقراطي، هو ذلك المستهلك النرجسي الذي ينوع خياراته الانتخابية مثلما ينوع لذاته الحميمية، هكذا يدعو رانسيير إلى ضرورة التفكير في ديمقراطية أخرى، يكون بإمكانها السيطرة على كارثة الحضارة الديمقراطية.
ماذا عن العبر المستخلصة من كل هذا؟ هنا أستعين بالمفكر اللبناني، جورج قرم، في كتابه «شرق وغرب»، حينما قال إن الغرب وديمقراطيته، لم ينجحا في إدراك شكل التناقض الفاضح في المبادئ التي أعلنها لتسويق نظامه الإمبريالي، حيث بات شكل هذه الأفكار التي يدعيها، مجرد ديكور كاريكاتوري نافر. وبالتالي، فإن فلسفة الأنوار تواجه أزمة خطيرة، لأن مصداقية هذه الفلسفة ومصداقية القيم الليبرالية والديمقراطية التي بشرت بها، وانتشرت على نطاق واسع في العالم الثالث، مهددتان بالانهيار الوشيك والتام! واسترجع معه السؤال نفسه: هل يعيد المفكرون العرب قراءة الأسطورة الخلاصة في موضوع الديمقراطية، من أجل البناء والإسهام، من باب الواجب، في تحمل المسؤولية أمام هذا التدمير الذي يعيشه المشروع الأنواري، الذي وإن كان نتاجًا غربيًا، فإنه حق مشترك لجميع البشرية؟



فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص

فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص
TT
20

فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص

فعل الكتابة شريك في فهم الدراما النفسية للشخوص

في روايتها «بيت الجاز» تولي الكاتبة والروائية المصرية نورا ناجي اهتماماً بإيجاد فضاء مكاني مُهمش يتسع لطرح تساؤلات محورية حول الموت المجاني، ومواجهة الواقع المرفوض، فيما يبدو السقوط وكأنه «رحلة» طويلة مُمتدة في حياة البشر، لا تنتهي بلحظة الارتطام بالأرض، أو الوقوف على الحافة، والنظر إلى الهاوية من منظور أبعد من كل التصورات عن الخوف من المجهول، بل يبدو الأمر أكثر واقعية من الواقع نفسه.

صدرت الرواية أخيراً عن دار «الشروق» بالقاهرة، وفيها يتفرع السرد إلى ثلاثة فصول ومسارات رئيسية، تمثل معاً «ضفيرة» العمل: (الكاتبة - الرِواية - الحقيقة)، تنهض على خلفية جريمة إلقاء طفل حديث الولادة من شبَّاك مستشفى في مدينة طنطا المصرية، بما يُلقي بظلاله على بطلات الرواية الرئيسيات؛ «رضوى» الكاتبة التي تبحث عن سلام مفقود، و«يمنى» الطبيبة التي تواجه واقعاً مُركباً، و«مرمر» الطفلة التي سُلبت منها طفولتها قسراً قبل أوانها.

وعبر 202 صفحة، تربط الرواية بين قصص بطلاتها عبر تقنية من التوازي بين ما هو واقع ومُتخيّل، والمساحات المهمشة والضائعة بينهما، تمهد الكاتبة لذلك على لسان «رضوى» بطلة الرواية: «ظلّت هذه الأقصوصة من صفحة الحوادث ماثلة أمام عينيّ رضوى بطلة الرواية ثلاثة عشر عاماً. تحفز الحادثة المروعة فتخوض رحلة تنقيب عن قصة أم هذا الطفل وملابسات تلك الفاجعة، لتُفجر تلك القصة (المُختبئة) آلاماً شخصية مطمورة داخلها، وتقودها إلى رحلة كتابة يتحوّل فيها الواقع إلى واقع آخر مُتخيّل، في تخليق سردي يبدو أقرب لخروج رواية من (رحِم) رواية أخرى».

تقمص روائي

أيضاً يبدو «الرحِم» أحد مفاتيح الاقتراب من العالم النفسي للرواية، بداية من توظيفه كمجاز لفكرة المهد الأول أو «البيت» الذي يشهد على مناخات طفولة غائمة وسنوات نشأة مُعقدة لبطلات الرواية الثلاث بطرق مختلفة، وصولاً لصورته المادية حيث تقترب الرواية من مأساوية واقع الإجهاض، بما يحمله من لحظات انكسار مضنية لا تتجاوزها النساء بسهولة، ولعل المشهد الرئيسي الصادم لسقوط جنين من شباك مستشفى جامعي على رأس رجل، يظل شبحاً يُلاحق بطلة الرواية «رضوى»، التي بدا لها هذا الحادث أعمق من مجرد «مادة» روائية جذابة، حيث يُعيد تعريفها على عالمها المُظلم وهي تتقمص مشاعر بطلاتها اللاتي استلهمتهن من تتبع هذا الحادث، فتقترب من تلك المشاعر التي كانت تتحاشاها بتناسيها عمداً، بما يلقي الضوء على «الكتابة» بوصفها فعل تحرير وتطهير، وكذلك فعل مُكاشفة مرأوي، حيث تبدو الكاتبة وكأنها مُتورطة في مأساة شخصيات روايتها، وكأنها جزء من تركيبة زمنها الروائي الذي تخلقه، دون أن تتخذ مسافة آمنة من عالمها الموحش.

تُسيّج نورا ناجي عالم روايتها بمحيط منطقة «بيت الجاز» بروائحه النفاذة، يعززها مجاورته للمقابر، ومستشفى «الجذام» القديمة، وهي بؤرة لا تكف عن بث مشاعر عارمة من الانقباض على مدار العمل: «بين الفقر والمرض والجلود الذائبة أو المتغضنة أو المجذومين الصامتين، في الشوارع المتربة والنساء اللاتي يرتدين السواد، وعربات الكارو وأكوام القمامة والشجر المصفر على جانبي الطريق»، هكذا تلقي الرواية بظلالها على العالم الذي تخرج منه «يمنى» الطبيبة التي تعمل بالنهار في مستشفى الجذام، وفي عيادة تجميل بالليزر ليلاً، لتبدو حياتها سلسلة من التناقض والانفصال، والبطلة الثانية «مرمر» ابنة «بيت الجاز»، التي ما إن تفتّح جسدها من مكمن الطفولة إلى عتبات الأنوثة حتى تلفها دوائر من الحيرة، فتبدو البطلتان وكأنهما تشاطران معاً رحلتهما صوب «السقوط»، الذي دعم السرد تقديمه بصورة فنية وكأنهما ظِل لامرأة واحدة حتى في مآلات مصيرهما، إنه السقوط الذي كانت تتقمصه بطلة الرواية «رضوى» خلال كتابتها لقصة بطلتيها: «كلما أغمضت عينيها ترى العالم يهوى. ليست هي من تسقط في رؤاها المُتخيلة، بل العالم من حولها».

أزمنة مشتركة

تتبنى الرواية منظوراً يُوسّع من تأمل الحكاية وعدم إغلاقها على بطلاتها، بما يجعل فعل الكتابة نفسه شريكاً في فهم الدراما النفسية والاجتماعية وراء هذا الحادث: «الحياة أرحم من الكتابة، لأنها في الكتابة لن تفكر كثيراً في الطفل، بل ستبحث عن أصل الحكاية، عن الجذر المُتخفي داخل الأرض، عن القسوة التي أدت للفعل، عن البطن التي لفظت، واليد التي ألقت، والأرجل التي ركضت هاربة، ستتقصى رضوى عن الهشاشة، عن الشر الذي يُغلّف العالم مثل غلالة رقيقة. شر البشر يدفعها للتعاطف، الشر يخفي كل اليأس».

ويتسلل من خلال صوت «رضوى» خيط خفي يصل بين أصوات الكاتبات عبر أزمنة وعوالم مختلفة، كأنه تحية روائية لتلك الآصرة النِسوية، فالبطلة تتلمس على امتداد حياتها طيف الكاتبة «رضوى عاشور»، وتُلّمِح إلى «فيرجينيا وولف» التي تتحدث عنها بلسان حفيدة صارت «تملك غرفة تخصها للكتابة» بعد سنوات طويلة من الكفاح، وتسرد «قائمة الخسارات» المُشتركة لدى الكاتبات، وذلك الجانب المُعتم في حياتهن حيث «الكتابة هي الألم»، فتصفها بأنها: «حُمى راسكولنيكوف بعد قتله للمرابية العجوز، وهي دموع السيد أحمد عبد الجواد بعد موت ابنه، وهي خوف شهرزاد كل ليلة، وهي السماء التي تحتوي قمرين».