مدير كهرباء عدن يحذر من صيف ساخن.. ويطالب بمعالجة عجز الكهرباء

منظمة إغاثية بريطانية تزور الضالع.. والهلال الإماراتي يزود مدارس العاصمة المؤقتة بأسطول نقل

هدية قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس تتضمن 14 سيارة جديدة لوزارة التربية والتعليم في عدن («الشرق الأوسط»)
هدية قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس تتضمن 14 سيارة جديدة لوزارة التربية والتعليم في عدن («الشرق الأوسط»)
TT

مدير كهرباء عدن يحذر من صيف ساخن.. ويطالب بمعالجة عجز الكهرباء

هدية قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس تتضمن 14 سيارة جديدة لوزارة التربية والتعليم في عدن («الشرق الأوسط»)
هدية قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس تتضمن 14 سيارة جديدة لوزارة التربية والتعليم في عدن («الشرق الأوسط»)

حذر مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء في محافظة عدن المهندس مجيب الشعبي، من صيف ساخن قد تشهده عموم مناطق ومديريات عدن، إذا لم تتدارك الحكومة اليمنية الوضعية القائمة ومعالجتها، مشيرًا إلى أن مدينة عدن يستلزمها 400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية في حين المتوفر في الوقت الحالي لا يتعدى 135 ميغاواط.
وأشاد الشعبي، أمس، الأربعاء بعدن بجهود ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة لقطاع الكهرباء في عدن خلال الفترة الماضية منذ تحرير عدن منتصف يوليو (تموز) الماضي. واستعرض المهندس الشعبي جهود مؤسسة كهرباء عدن بعد تحرير المحافظة في إعادة التيار الكهربائي ومعالجة الاختلالات الكبيرة الناتجة عن الحرب، لافتًا إلى عمل الحلول الإسعافية لاستمرار خدمة الكهرباء بدعم إماراتي ممثلاً بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وطالب الرئاسة والحكومة اليمنية بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ قطاع الكهرباء وسكان محافظة عدن من صيف ساخن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، منوها بأن قيادة مؤسسة الكهرباء تبذل قصارى جهدها في متابعة ومخاطبة قيادة الدولة والجهات الحكومية المعنية والمجلس الأهلي عدن لتدارك الوضع الصعب للكهرباء.
وأشار إلى أن مديونية الكهرباء لدى المشتركين بلغت أكثر من 25 مليار ريال يمني، منها 9 مليارات ريال لدى الدوائر والمؤسسات الحكومية، موضحًا أن التجاوب مع دعوات تسديد الفواتير الشهرية ضعيف.
وكانت هيئة الهلال الإماراتي عملت على صيانة وإعادة تأهيل عدد من محطات شبكة الكهرباء في عدن، وشراء مولدات كهربائية لها، بكلفة مالية إجمالية قدرها 217 مليونًا و317 ألف درهم إماراتي. وقالت مصادر هندسية في كهرباء عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في عدن نتاج للعجز في التوليد، إذ إن مقدار الطلب على الكهرباء 322 ميغاواط بينما ما هو متاح ومتوفر لا يزيد عن 180 ميغاواط، ليصل العجز إلى 142 ميغاواط.
وأكدت أنه، ورغم زيادة القدرة التوليدية والمتمثلة بتشغيل محطة حجيف بمدينة المعلا، بطاقة 40 ميغاواط، وكذا دخول عدد من المحطات إلى الخدمة وبقدرة إجمالية 63 ميغاواط، إلا أن القدرة التوليدية ما زالت تعاني عجزًا كبيرًا يستدعي من الحكومة اليمنية سرعة معالجته، وقبيل دخول فصل الصيف الذي تتعدى درجة الحرارة فيه الـ40 درجة مئوية.
وكان المهندس الشعبي قال في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن دعم الهلال الأحمر الإماراتي بشأن الكهرباء تمثل بدفع مستحقات الطاقة للشركات التي كانت تعمل في عدن لمواصلة عملها بمولدات تصل 164 ميغاواط بتكلفة تقديرية 25 مليون دولار، بالإضافة إلى شراء 64 مولدًا، حجم كل مولد ميغاواط، تقدر تقريبًا بـ68 مليون درهم إماراتي، وهذه ستكون ضمن أصول المؤسسة.
من جهة أخرى، التقى محافظ محافظة الضالع جنوب البلاد فضل محمد الجعدي أمس بممثلين عن منظمة «هيومن ابيل للإغاثة الإنسانية» البريطانية، وناقش معهم كل الأوضاع الإنسانية والإغاثية التي تمر بها الضالع. وعبر المحافظ عن شكره لفريق المنظمة الدولية لزيارتهم للضالع والاطلاع عن كثب على حالة الوضع الإنساني. وقدمت المنظمة ما يقارب 1120 بطانية وزعت على 280 أسرة نازحة، والتي دشن المحافظ توزيعها يوم أمس (الأربعاء).
وأكد فريق المؤسسة أنهم سيتكفلون بتوفير 2000 حالة إيوائية للضالع خلال الفترة المقبلة بحسب المحضر المبرم بين المنظمة ومدير عام التخطيط في المحافظة نبيل العفيف مطلع العام الحالي.
إلى ذلك، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس 14 سيارة جديدة لوزارة التربية والتعليم في عدن، وذلك ضمن جهود الهيئة لتعزيز قدرات قطاع التعليم في اليمن ودعم مسيرته التي تعثرت بسبب الأحداث الحالية.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في بيان صحافي بهذه المناسبة أن تحسين الخدمات التعليمية في اليمن في المرحلة الراهنة يعتبر من ضمن أولويات الهيئة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وما كانت عليه قبل الأزمة، مشيرة إلى أن خططها في هذا الصدد تتضمن عددًا من المحاور منها تأهيل وصيانة المدارس والمؤسسات التعليمية وتأثيثها ومدها بالمعدات والمعينات التعليمية وتوفير المستلزمات الدراسية للطلاب إلى جانب تقديم الدعم اللوجيستي لتلك المؤسسات وتأهيل السكن الجامعي لطلاب المحافظات الأخرى في عدن.
وأشاد محمد الرقيبي مدير عام مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة عدن بالدور الكبير الذي تضطلع به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتحسين خدمات قطاع التعليم في عدن والمحافظات الأخرى، مقدمًا الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبًا على وقفتها الأصيلة مع الشعب اليمني في ظروفه الراهنة، مشيرًا إلى العديد من البرامج الإنسانية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر خلال الأشهر الماضية في عدد من المجالات الحيوية.
يُذكر أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنجزت حتى الآن 85 في المائة من مشروع صيانة وتأثيث المدارس والمؤسسات التعليمية في عدن والمحافظات اليمنية الجنوبية، وأكملت عمليات تأهيل 131 مدرسة من أصل 154 مدرسة مدرجة ضمن برنامج الصيانة والتأهيل، ويجري العمل حاليًا في 23 مدرسة أخرى متبقية في عدد من المديريات، كما تم أخيرًا تركيب 21 مظلة في عدد من المدارس.
وشمل مشروع التأهيل توفير المعينات الدراسية للطلاب والمعلمين من أجهزة حاسوب وغيرها، إلى جانب توفير الأثاث المدرسي والمقاعد لآلاف من الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، ووجدت مبادرة الهيئة في هذا الصدد تقديرًا كبيرًا من المسؤولين اليمنيين وأولياء أمور الطلاب الذين انقطعوا فترة عن الدارسة بسبب الأضرار التي لحقت بمدارسهم بسبب الأحداث التي يشهدها اليمن.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.