رئيس الوزراء الفرنسي السابق يبحث في تونس مواجهة الإرهاب والتنمية الاقتصادية

انتقد قانون نزع الجنسية من مزدوجي الجنسية المتهمين بالإرهاب في فرنسا

رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه يتحدث خلال زيارته إلى تونس العاصمة أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه يتحدث خلال زيارته إلى تونس العاصمة أمس (إ.ب.أ)
TT

رئيس الوزراء الفرنسي السابق يبحث في تونس مواجهة الإرهاب والتنمية الاقتصادية

رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه يتحدث خلال زيارته إلى تونس العاصمة أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه يتحدث خلال زيارته إلى تونس العاصمة أمس (إ.ب.أ)

التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس بقصر قرطاج رئيس الوزراء الفرنسي السابق وعمدة مدينة بوردو الفرنسية، آلان جوبيه الذي عبّر في تصريح عقب اللقاء عن دعم بلده الدائم لتونس.
وأكد جوبيه على ضرورة تعميق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، خاصة في قطاعي التنمية الاقتصادية ومواجهة الإرهاب. وعبر جوبيه عن دعم فرنسا لتونس، ووقوفها المتواصل إلى جانبها، ووجه كلامه للتونسيين: «إننا نساندكم وندعمكم، وجئت اليوم لأعبر عن تقديرنا لكل ما أنجزه التونسيون منذ سنوات قليلة».
وقال جوبيه إن تونس «هي الدولة الوحيدة التي عرفت كيف تواصل سيرها» من بين سائر الدول التي عصفت بها ثورات وانتفاضات الربيع العربي، مضيفا: «لا يمكننا إلا أن نقف بإعجاب أمام المسار الذي اجتازته تونس حتى اليوم». وأبرز الرئيس التونسي لضيفه الفرنسي الخطوات التي قطعتها تونس من خلال مسارها السياسي والديمقراطي، وأشار إلى التحديات التي تواجهها البلاد، خاصة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
يذكر أن ألان جوبيه الذي سبق له أن زار الجزائر في مطلع فبراير (شباط) الماضي، أنهى أمس زيارة إلى تونس استغرقت يومين، وهو أحد مرشحي حزب «الجمهوريين» إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر تنظيمها سنة 2017 ضد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وترجح معظم استطلاعات الرأي أن المنافسة الأولية بين مرشحي اليمين الفرنسي ستكون حادة بين جوبيه وساركوزي.
وزار جوبيه مساء الأحد، في أول يوم من زيارته، متحف باردو (غرب العاصمة التونسية)، ووضع أكليلا من الزهور وترحم على أرواح ضحايا عملية باردو الإرهابية التي وقعت يوم 18 مارس (آذار) من السنة الماضية، وخلفت نحو 23 قتيلا، 22 منهم من السياح الأجانب.
وعلى غرار زيارته إلى الجزائر المجاورة، جدد جوبيه انتقاده لمشروع تعديل الدستور الفرنسي الذي يتيح نزع الجنسية عن الفرنسيين الذين يحملون جنسية أخرى إذا أدينوا بارتكاب جرائم إرهابية، وقال: «أعلن أن مزدوجي الجنسية شعروا مخطئين بأنهم مستهدفون» بهذا التعديل الدستوري الذي قدمته الحكومة الاشتراكية. وأضاف أمام مئات الحاضرين، بينهم عدد من التونسيين ذوي الجنسية الفرنسية أن مزدوجي الجنسية «كانوا جسرا بين بلدينا ويجب أن يظلوا كذلك. نعم فرنسا غنية بتنوعها».
وبشأن التدخل العسكري في ليبيا، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق إن بلاده «تدعم كل المساعي الدولية والأممية الرامية إلى إيجاد حلول سياسية في ليبيا». وتابع جوبيه: «إضافة إلى دعمنا الحلول السياسية، فإننا ندعم كذلك، كافة الجهود الرامية لمحاربة التنظيمات الإرهابية، على غرار تنظيمي داعش والقاعدة»، وأكد أن «التدخل العسكري في ليبيا ضروري لمحاربة هذه التنظيمات».
ولا يتفق موقف جوبيه مع تصريحات صحافية سابقة لمانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي الحالي، الذي قال إن بلاده «قد تحارب تنظيم داعش في ليبيا، إذا استدعت الضرورة».
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع التونسية إنها تصدّت فجر أمس في منطقة بن قردان المحاذية للحدود مع ليبيا إلى خمس سيارات دخلت التراب التونسي قادمة من ليبيا، ولم تمتثل لتعليمات التوقف رغم الإشارات التحذيرية التي أطلقتها الدورية في الهواء. وأضافت في بلاغ لها أن رصاصة مرتدة أصابت أحد الراكبين في إحدى السيارات، ما أدى إلى وفاته قبل وصوله إلى المستشفى. واتضح أن أربع سيارات مختصة في التهريب قد عادت على أعقابها إلى التراب الليبي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.