المغرب وألمانيا يعتزمان التوقيع على اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل

يتضمن تسريع إجراءات إعادة مغاربة قدموا إلى ألمانيا بصفتهم لاجئين سوريين

المغرب وألمانيا يعتزمان التوقيع على اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل
TT

المغرب وألمانيا يعتزمان التوقيع على اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل

المغرب وألمانيا يعتزمان التوقيع على اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل

اتفق المغرب وألمانيا على توقيع اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل يتضمن تسريع إجراءات إعادة مواطنين مغاربة قدموا إلى ألمانيا بصفتهم لاجئين سوريين، إلى بلادهم. وقال وزير الداخلية، محمد حصاد، إن الرباط وبرلين اتفقتا على توقيع اتفاق جديد في مجال الأمن الشامل، ينتظر أن يشمل مختلف أشكال الجريمة، وخصوصا محاربة الإرهاب.
وذكر حصاد، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات أجراها مع نظيره الألماني، توماس دي ميزيير، الذي تأتي زيارته إلى المغرب على إثر الاتصال الهاتفي الذي جرى قبل أسابيع بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تناولت التعاون بين الجانبين في مجال الهجرة وطرق وإجراءات ترحيل «بعض الأشخاص ذوي النيات السيئة» الذين توجهوا بشكل غير قانوني إلى ألمانيا في سياق تدفقات اللاجئين. وأوضح حصاد أن «هناك بعض الأشخاص الذين توجهوا من المغرب في هذا الإطار، وحتى الآن، فإن عدد الأشخاص الذين حددنا هويتهم ليس كبيرا، ويتعلق الأمر ببضع عشرات».
من جهته، قال الوزير الألماني إن الاتفاق السياسي حول الأمن، الذي ينتظر أن توضع عليه اللمسات الأخيرة بعد سنوات طويلة من المفاوضات، «يغطي كافة مجالات التعاون ضد الإرهاب الدولي، وتهريب البضائع والتهريب والجريمة المنظمة والهجرة السرية». وأشار دي ميزيير إلى أن اجتماعاته مع المسؤولين المغاربة تناولت مشكلة المهاجرين المغاربة في ألمانيا، وتم الاتفاق «على أنه في خطوة أولى، سوف نركز على المواطنين المغاربة الذين جاءوا خصيصا لألمانيا في عام 2015، والذين تسللوا على أساس أنهم سوريون بينما هم مغاربة، وتوافقنا على ترحيل أكبر عدد منهم في أقرب وقت». وأوضح دي ميزيير أن عملية تحديد هوية الأشخاص المعنيين ستجري في أجل أقصاه 45 يوما، وستتم بواسطة البصمات على اعتبار أن المغرب يتوفر على قاعدة معطيات ممتازة. وأشاد المسؤول الألماني بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال الهجرة، خاصة «العمل المثمر للإدماج»، مؤكدًا أنه كان قد تطرق مع زميله وزير التعاون الاقتصادي والتنمية، غيرد مولر، إلى أهمية إدماج البعد المتعلق بالهجرة في سياسة التعاون.
في السياق نفسه، قال الوزير المغربي: «اتفقنا على التعاون الكامل حتى لا يستغل أشخاص يحملون نيات سيئة، مسألة تدفق المهاجرين إلى ألمانيا في الوقت الراهن كي يعبروا إلى هذا البلد على أنهم لاجئون». وأوضح: «سنواصل العمل لمنع استغلال بعض الأشخاص لانفتاح بعض البلدان الأوروبية، خاصة ألمانيا».
وكان دي ميزيير طالب السبت في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بتعزيز «فعالية وسرعة» إجراءات ترحيل المهاجرين الوافدين من الجزائر وتونس والمغرب، قبل أن يبدأ جولة إلى هذه الدول الثلاث استهلها من المغرب. وتسعى ألمانيا إلى إدراج هذه البلدان على لائحة «الدول الآمنة»، مما سيحد بشكل جذري من إمكانات حصول مواطنيها على اللجوء في ألمانيا. ويناقش البرلمان الألماني حاليا مشروع القانون الذي نددت به جمعيات حقوقية.
وتجد السلطات الألمانية صعوبة في تحديد جنسيات عدد من المهاجرين، بسبب إتلافهم وثائق سفرهم أو عدم توفرها معهم.
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية الألماني دعم بلاده للموقف المغربي بشأن إجراءات الاستئناف ضد الحكم الابتدائي حول الاتفاق الفلاحي، على إثر قرار محكمة الاتحاد الأوروبي. وقال دي ميزيير: «إن ألمانيا ستدعم الموقف المغربي في إجراءات الاستئناف ضد الحكم الابتدائي حول الاتفاق الفلاحي». بدوره، قال حصاد إن ألمانيا «أعربت لنا عن مساندتها التامة للمغرب في الدفاع عن مصالحه لدى الاتحاد الأوروبي». وأبرز أن «ألمانيا ستجعل نفسها، على الأرجح، طرفا في إجراءات الاستئناف التي جرى حاليا إطلاقها لدى المحكمة الأوروبية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.