كيف للإعلام المتغير أن يغير الإرهاب؟

المتطرفون يسعون لاستخدام الكاميرات لتسجيل أعمالهم وجذب الجمهور

هجمات سبتمبر شغلت عقل الآلاف من المتطرفين حول العالم
هجمات سبتمبر شغلت عقل الآلاف من المتطرفين حول العالم
TT

كيف للإعلام المتغير أن يغير الإرهاب؟

هجمات سبتمبر شغلت عقل الآلاف من المتطرفين حول العالم
هجمات سبتمبر شغلت عقل الآلاف من المتطرفين حول العالم

يحتاج الإرهابيون إلى الجمهور تماما مثل وكالات الأنباء، ولقد عمد كلاهما إلى تكييف الأساليب والطرق الهادفة إلى جذب انتباه الناس. محمد ميره، مجرم صغير يبلغ من العمر 23 عاما، قضى الـ36 ساعة الأخيرة من حياته عاكفا على حاسوبه المحمول في شقته الصغيرة بمدينة تولوز في جنوب غربي فرنسا. كان الوقت هو شهر مارس (آذار) من عام 2012. وفي الخارج، تجمعت قوة من رجال الشرطة المسلحين برفقة جمع من الصحافيين. أعاد ميره تسخين بعض الأطعمة المجمدة في جهاز الميكروويف خاصته وتحقق من أسلحته الشخصية. تحدث مع المفاوضين ووصف كيفية سفره إلى باكستان قبل بضعة أشهر للحصول على بعض التدريبات العرضية على أيدي إحدى الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي. كما أوضح، بطريقة غير متسقة، السبب وراء إقدامه على قتل 7 أشخاص خلال الأسبوعين الماضيين في سلسلة من حوادث إطلاق النار التي ارتكبها. ولكن في أغلب الأوقات، كان ميره يتابع عمله عبر حاسوبه المحمول.
قبل بضع ساعات من مقتله على أيدي قوات الشرطة المسلحة بعد تبادل مطول لإطلاق النار، كان ميره قد انتهى من تحرير شريط فيديو مدته 24 دقيقة. وكان عبارة عن تجميع للصور من كاميرا موديل (GoPro) تلك التي ربطها بالدرع الواقي الذي يرتديه قبل ارتكاب كل حادثة من حوادث القتل المذكورة. تعتبر تلك الكاميرا من الموديلات المفضلة لعشاق ممارسة الرياضات الخطرة والذين يرغبون في تصوير اللقطات الصعبة في اللحظات المثيرة والخطيرة. كان ميره يصور استعداداته، ويصور الضحايا أنفسهم، وأساليب هروبه مستخدما دراجته البخارية المفضلة. كان أول ثلاثة من ضحاياه جنود خارج الخدمة العسكرية، اثنان منهم مسلمان وواحد كاثوليكي، بحسب تقرير في «الأوبزرفر». أما باقي الضحايا، وهم حاخام وثلاثة من الأطفال، كانوا قد لقوا حتفهم عندما هاجم ميره إحدى المدارس اليهودية في المدينة. وأظهرت الصور كيف أن ميره طارد وأمسك بأحد هؤلاء الأطفال: وهي الطفلة ميريام مونسونيغو التي تبلغ من العمر 8 سنوات فحسب، والتي ترددت للحظة أثناء فرار الآخرين حيث كانت تحاول إنقاذ حقيبتها المدرسية الصغيرة. أمسك ميره بالطفلة من شعرها، وحاول تغيير سلاحه عندما تعطل، ثم أطلق النار في نهاية المطاف على رأس الفتاة الصغيرة.
تمكن ميره، خلال 24 ساعة تقريبا من عثور الشرطة على مسكنه ومحاصرة القوات له، من التسلل عبر ثغرة غير مؤمنة في الطوق الأمني المضروب حول المنطقة. ولكنه لم يستغل الفرصة للهروب. بدلا من ذلك، انطلق سيرا على الأقدام إلى أحد صناديق البريد القريبة، وترك مظروفا صغيرا يحمل رقاقة من رقاقات الذاكرة تضم الفيديو المشار إليه، ثم عاد إلى منزله في انتظار لحظته الأخيرة.
كان المظروف الملقى في صندوق البريد موجها إلى شبكة «الجزيرة» الفضائية القطرية. وكان ميره متيقنا من أن قناة «الجزيرة» سوف تذيع المادة الفيلمية المصورة بسبب، كما يقول بنفسه، أن تلك القناة تلهث وراء إذاعة ونشر المذابح والتفجيرات وغيرها من الفواجع. وفي حقيقة الأمر، لم تبث قناة «الجزيرة» أي شيء من الفيديو المذكور، بسبب أن القناة قالت في بيان أذاعته، بأن ميره لا يضيف معلومات جديدة غير متوفرة بالفعل في المحيط العام.
لم يكن لقرار الشبكة القطرية من تأثير يُذكر للحد من تيار أعمال العنف المروعة التي تم نشرها من قبل الجماعات والشخصيات الارهابية خلال السنوات الأخيرة. ومنذ مقتل ميره، وصل بث ونشر المواد والصور المروعة والمفجعة حدودا لم يسبق لها مثيل. والأغلب يرجع إلى ظهور تنظيم داعش الإرهابي، والذي أطلق حملته الدموية من أجل تأمين جيب متطرف له في شرقي سوريا وغربي العراق في نفس الوقت تقريبا الذي كان ميره يخطط لتنفيذ هجماته البشعة. ولكن الكثير من تلك المواد والصور جاء أيضا نتيجة للقدرات التقنية الجديدة التي أصبح التنظيم الإرهابي يستغلها في أعماله.
لم توفر التقنيات الجديدة سهولة إنتاج المواد الدعائية فحسب – ولكنها سهلت أيضا من نشر هذه الأفلام والصور على نطاق واسع. حيث اشتملت الفيديوهات الصادرة عن تنظيم داعش عمليات إعدام عمال الإغاثة الغربيين، والصحافيين، والجواسيس المزعومين، والمثليين المشتبه فيهم، والطيار العسكري الأردني، والعمال المهاجرين المسيحيين، وغيرهم. تعرض بعضهم لقطع الرأس بوحشية، وأطلق النار على آخرين، وتم تفجير بعضهم، أو إلقائهم من المباني العالية، أو حرقهم أحياء. يمكن الاطلاع على عينة تمثيلية لتلك الفيديوهات، وهي غير خاضعة للرقابة تماما، من خلال بضع نقرات بسيطة على الجهاز الذي في جيبك أثناء قراءتك لتلك السطور. وأحد تلك الأفلام يوجد على موقع إحدى الصحف الشعبية البريطانية بعد إعلان لقضاء العطلات العائلية. ولقد أزيلت مشاهد القتل الفعلية.
على الرغم من أنه لا يمثل إلا جزءا صغيرا من الإنتاج الدعائي الضخم لـ«داعش»، فإن هذه المادة كان لها تأثير غير متناسب مقارنة بالمواد الأخرى، وكما كان مخططا له. كانت الكثير من الأفلام تخدم غرضا مزدوجا، وهو إلهام مجموعة معينة من الناس في حين يثير الاشمئزاز لدى مجموعة أخرى. أحد الفيديوهات يبرز التغطية الإخبارية التلفزيونية لهجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) والتي خلفت 130 قتيلا. ثم يواصل الفيديو لقطاته لبعض الرجال الذين كانوا مسؤولين عن الهجمات، والذي تم تصويره في سوريا قبل العملية.
وكانوا يرتدون ميكروفونات طيلة التصوير ويصدرون التهديدات ضد الغرب قبل أن يقوموا بذبح السجناء بالسكاكين. وأظهر فيديو آخر طفلا، وربما هو نجل مواطن بريطاني ويعيش الآن في سوريا، يقوم بتفجير شحنة من المتفجرات أدت إلى نسف سيارة كان على متنها أربعة من الجواسيس المزعومين. وأظهر شريط فيديو آخر منافسة بين أطفال صغار يركضون خلال متاهة للوصول إلى الأسرى الذين أطلقوا على رؤوسهم النار في النهاية. أصبح العنف المصور في هذه الأفلام أكثر فجاجة وتكلفا، وصارت تصميمات الوحشية والعنف فيها أكثر تفصيلا على نحو متزايد.



كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
TT

كاتدرائية «نوتردام» في باريس تعود إلى العالم في احتفالية استثنائية

صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)
صورة داخل كاتدرائية «نوتردام دو باري» بعد إنجاز ترميمها (إ.ب.أ)

قبل 861 عاماً، نهضت كاتدرائية «نوتردام دو باريس» في قلب العاصمة الفرنسية. ومع مرور العقود والعصور تحوّلت إلى رمز لباريس، لا بل لفرنسا. ورغم الثورات والحروب بقيت «نوتردام» صامدة حيث هي، في قلب باريس وحارسة نهر السين الذي يغسل قدميها. إلا أن المأساة حلّت في شهر أبريل (نيسان) من عام 2019، عندما اندلع حريق هائل، التهمت نيرانه أقساماً رئيسة من الكاتدرائية التي انهار سقفها وتهاوى «سهمها»، وكان سقوطه مدوياً.

منظر للنافذة الوردية الجنوبية لكاتدرائية نوتردام دو باريس(رويترز)

حريق «نوتردام» كارثة وطنية

وكارثة «نوتردام» تحوّلت إلى مأساة وطنية، إذ كان يكفي النظر إلى آلاف الباريسيين والفرنسيين والسياح الذين تسمّروا على ضفتي نهر السين ليشهدوا المأساة الجارية أمام عيونهم. لكن اللافت كانت السرعة التي قررت فيها السلطات المدنية والكنسية مباشرة عملية الترميم، وسريعاً جدّاً، أطلقت حملة تبرعات.

وفي كلمة متلفزة له، سعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى شد أزر مواطنيه، مؤكداً أن إعادة بناء الكاتدرائية و«إرجاعها أجمل مما كانت» ستبدأ من غير تأخير. وأعلن تأسيس هيئة تشرف عليها، وأوكل المهمة إلى الجنرال جان لويس جورجولين، رئيس أركان القوات المسلحة السابق. وبدأت التبرعات بالوصول.

وإذا احتاجت الكاتدرائية لقرنين لاكتمال بنائها، فإن ترميمها جرى خلال 5 سنوات، الأمر الذي يعد إنجازاً استثنائياً لأنه تحول إلى قضية وطنية، لا بل عالمية بالنظر للتعبئة الشعبية الفرنسية والتعاطف الدولي، بحيث تحوّلت الكاتدرائية إلى رابطة تجمع الشعوب.

وتبين الأرقام التي نشرت حديثاً أن التبرعات تدفقت من 340 ألف شخص، من 150 دولة، قدّموا 846 مليون يورو، إلا أن القسم الأكبر منها جاء من كبار الممولين والشركات الفرنسية، ومن بينهم من أسهم بـ200 مليون يورو. ومن بين الأجانب المتبرعين، هناك 50 ألف أميركي، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وكان أحد الأسباب التي دفعته للمجيء إلى فرنسا؛ البلد الأول الذي يزوره بعد إعادة انتخابه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

متطوعون يضعون برنامج الحفل على المقاعد قبل الحفل (أ.ف.ب)

منذ ما يزيد على الشهر، تحوّلت الكاتدرائية إلى موضوع إلزامي في كل الوسائل الإعلامية. وخلال الأسبوع الحالي، حفلت الصحف والمجلات وقنوات التلفزة والإذاعات ببرامج خاصة تروي تاريخ الكاتدرائية والأحداث الرئيسة التي عاشتها في تاريخها الطويل.

وللدلالة على الأهمية التي احتلتها في الوعي الفرنسي، فإن رئيس الجمهورية زارها 7 مرات للاطلاع على التقدم الذي حققه المهنيون والحرفيون في إعادة البناء والترميم. وإذا كانت الكاتدرائية تجتذب قبل 2012 ما لا يقل عن 12 مليون زائر كل عام، فإن توقعات المشرفين عليها تشير إلى أن العدد سيصل العام المقبل إلى 15 مليوناً من كل أنحاء العالم.

المواطنون والسياح ينتظرون إفساح المجال للوصول الى ساحة الكاتدرائية (أ.ف.ب)

باريس «عاصمة العالم»

خلال هذين اليومين، تحوّلت باريس إلى «عاصمة العالم»، ليس فقط لأن قصر الإليزيه وجّه دعوات لعشرات من الملوك ورؤساء الدول والحكومات الذين حضر منهم نحو الخمسين، ولكن أيضاً لأن الاحتفالية حظيت بنقل مباشر إلى مئات الملايين عبر العالم.

وقادة الدول الذين قدّموا إلى «عاصمة النور» جاءوا إليها من القارات الخمس. وبسبب هذا الجمع الدولي، فإن شرطة العاصمة ووزارة الداخلية عمدتا إلى تشكيل طوق أمني محكم لتجنب أي إخلال بالأمن، خصوصاً أن سلطاتها دأبت على التحذير من أعمال قد تكون ذات طابع إرهابي. وإذا كان الرئيس الأميركي المنتخب قد حظي بالاهتمام الأكبر، ليس لأنه من المؤمنين المواظبين، بل لأنه يُمثل بلداً له تأثيره على مجريات العالم.

لكن في المقابل، تأسف الفرنسيون لأن البابا فرنسيس اعتذر عن تلبية الدعوة. والمثير للدهشة أنه سيقوم بزيارة جزيرة كورسيكا المتوسطية الواقعة على بُعد رمية حجر من شاطئ مدينة نيس اللازوردية، في 15 الشهر الحالي. والمدهش أيضاً أنه منذ أن أصبح خليفة القديس بطرس في روما، «المدينة الخالدة»، فإنه زار فرنسا مرتين، ثانيها كانت لمدينة مرسيليا الساحلية. بيد أنه لم يأتِ إلى باريس إطلاقاً. ووفق مصادر واسعة الاطلاع، فإن قرار البابا أحدث خيبة على المستويين الديني والرسمي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى حدث تاريخي رئيس، وهو أن بابا روما بيوس السابع، قدم إلى باريس يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1804، لتتويج نابليون الأول إمبراطوراً.

وتمثل لوحة الرسام الفرنسي الشهير لوي دافيد، التي خلد فيها تتويج بونابرت، ما قام به الأخير الذي لم ينتظر أن يضع البابا التاج على رأسه، بل أخذه بيديه ووضعه بنفسه على رأسه، وكذلك فعل مع الإمبراطورة جوزفين.

احتفالية استثنائية

لم يساعد الطقس مساعدي الاحتفالية الذين خططوا لأن تكون من جزأين: الأول رسمي، ويجري في ساحة الكاتدرائية الأمامية؛ حيث يلقي الرئيس ماكرون خطابه المقدر من 15 دقيقة، وبعدها الانتقال إلى الداخل للجزء الديني. وكان مقدراً للمواطنين الـ40 ألفاً، إضافة إلى 1500 مدعو حظوا بالوجود داخل الكاتدرائية، أن يتابعوا الحدث من المنصات التي نصبت على ضفتي نهر السين، إلا أن الأمطار والعواصف التي ضربت باريس ومنطقتها أطاحت بالبرنامج الرئيس، إذ حصلت كل الاحتفالية بالداخل. بيد أن الأمطار لم تقض على شعور استثنائي بالوحدة والسلام غلب على الحاضرين، وسط عالم ينزف جراء تواصل الحروب، سواء أكان في الشرق الأوسط أم في أوكرانيا أم في مطارح أخرى من العالم المعذب. وجاءت لحظة الولوج إلى الكاتدرائية، بوصفها إحدى المحطات الفارقة، إذ تمت وفق بروتوكول يعود إلى مئات السنين. بدءاً من إعادة فتح أولريش لأبواب «نوتردام» الخشبية الكبيرة بشكل رمزي.

كاتدرائية «نوتردام» السبت وسط حراسة أمنية استعداداً لإعادة افتتاحها (إ.ب.ى)

وسيقوم بالنقر عليها 3 مرات بعصا مصنوعة من الخشب المتفحم الذي جرى إنقاذه من سقف الكاتدرائية الذي دمرته النيران، وسيعلن فتح الكاتدرائية للعبادة مرة أخرى. ونقل عن المسؤول عن الكاتدرائية القس أوليفييه ريبادو دوما أن «نوتردام»، التي هي ملك الدولة الفرنسية، ولكن تديرها الكنيسة الكاثوليكية «أكثر من مجرد نصب تذكاري فرنسي وكنز محبوب من التراث الثقافي العالم، لا بل هي أيضاً علامة على الأمل، لأن ما كان يبدو مستحيلاً أصبح ممكناً»، مضيفاً أنها أيضاً «رمز رائع».

الأرغن الضخم يحتوي على 8 آلاف مزمار تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام (أ.ف.ب)

كذلك، فإن تشغيل الأرغن الضخم الذي تم تنظيفه وتحضيره للمناسبة الاستثنائية، تم كذلك وفق آلية دقيقة. ففي حين ترتفع المزامير والصلوات والترانيم، فإنه جرى إحياء الأرغن المدوي، الذي صمت وتدهورت أوضاعه بسبب الحريق. ويحتوي الأرغن على 8 آلاف مزمار، تم ترميمها وتنظيفها من غبار الرصاص السام. وقام 4 من العازفين بتقديم مجموعة من الألحان بعضها جاء مرتجلاً.

إلى جانب الشقين الرسمي والديني، حرص المنظمون على وجود شق يعكس الفرح؛ إذ أدت مجموعة من الفنانين الفرنسيين والأجانب لوحات جميلة جديرة بالمكان الذي برز بحلة جديدة بأحجاره المتأرجحة بين الأبيض والأشقر وزجاجه الملون، وإرثه الذي تم إنقاذه من النيران وأعيد إحياؤه.

وبعد عدة أيام، سيُعاد فتح الكاتدرائية أمام الزوار الذي سيتدفقوة بالآلاف على هذا المعلم الاستثنائي.

حقائق

846 مليون يورو

تدفقت التبرعات من 340 ألف شخص من 150 دولة قدموا 846 مليون يورو لإعادة ترميم نوتردام