مصرع قيادي حوثي يكشف انقسامًا في صفوف الميليشيات

الحوثيون ينسحبون نكاية من جبهة شبوة ردًا على انسحاب قوات صالح لعدم المساواة بالأجور

انسحاب الميليشيات الموالية للحوثي جاء بعد أيام من انسحاب جنود قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح احتجاجًا على عدم مساواتهم في الأموال بالمقاتلين التابعين لجماعة الحوثي (إ.ب.أ)
انسحاب الميليشيات الموالية للحوثي جاء بعد أيام من انسحاب جنود قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح احتجاجًا على عدم مساواتهم في الأموال بالمقاتلين التابعين لجماعة الحوثي (إ.ب.أ)
TT

مصرع قيادي حوثي يكشف انقسامًا في صفوف الميليشيات

انسحاب الميليشيات الموالية للحوثي جاء بعد أيام من انسحاب جنود قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح احتجاجًا على عدم مساواتهم في الأموال بالمقاتلين التابعين لجماعة الحوثي (إ.ب.أ)
انسحاب الميليشيات الموالية للحوثي جاء بعد أيام من انسحاب جنود قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح احتجاجًا على عدم مساواتهم في الأموال بالمقاتلين التابعين لجماعة الحوثي (إ.ب.أ)

عثر رجال المقاومة والجيش الوطني في محافظة الضالع، جنوبي البلاد، على وثيقة مكتوبة بخط اليد في جيب قيادي حوثي قتل في المواجهات الأخيرة في منطقة يعيس بشمال مريس، تؤكد الاختلافات الحادة في صفوف الميليشيات الانقلابية جراء انعدام الثقة في صفوفها والتشكيك في قياداتها وعناصرها.
وتشير الوثيقة التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، وكاتبها القيادي الحوثي، صالح الورد «أبو أيمن» إلى تعرض صاحبها لاتهامات من قيادات حوثية، وهي الاتهامات التي حاول دحضها وإثبات أنها غير صحيحة وبعيدة عن الحقيقة، وقال إنه وهب حياته وعمله بإخلاص لما سماه بالمسيرة القرآنية. وقال الإعلامي علي الأسمر لـ«الشرق الأوسط» إن الوثيقة هي دليل على حالة الضعف والتخبط الذي تعيشه الميليشيات الحوثية جراء الضربات القاسية والموجعة التي تلقتها وتتلقاها بشكل يومي من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني وطيران التحالف. وأضاف أنها تثبت حقيقة التركيبة «الفاشية» التي تطبع سلوك الجماعة وعلاقتها ببعضها، مشيرا إلى أنه إذا كانت المسألة بهذا المستوى في صفوف الجماعة في إطار ما يعرف بفئة السادة «القناديل» وفق تعبيره، فكيف هو الحال فيما يتعلق بالمتحوثين الذين قال إنهم مجرد كروت يستخدمها الحوثي لتحقيق أهدافه ثم يتخلى عنها في أي وقت.
وقالت مصادر محلية في شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن خلافات نشبت بين الموالين للمخلوع صالح وميليشيات الحوثي على خلفية تمايز في الأموال والمرتبات. وأشارت إلى أن الميليشيات الانقلابية انسحبت من عدة مواقع في بلدة مكيراس، وسحبت معها كل الآليات التي كانت بحوزتهم ودونما تترك وحتى تلك التي دمرتها المقاومة وطيران التحالف. وكشفت عن أن انسحاب الميليشيات الموالية للحوثي جاءت بعد أيام من انسحاب جنود قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع، احتجاجًا على عدم مساواتهم في الأموال بالمقاتلين التابعين لجماعة الحوثي.
وشهدت جبهة مريس دمت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة إثر محاولات الميليشيات المسلحة لاختراق موقع يعيس شمال منطقة مريس، بهدف السيطرة على الموقع وإزالة جثث قتلى الميليشيات التي سقطت في المواجهات دونما تتمكن جهة من الوصول إلى هذه القرابين التي خلفتها الميليشيات. ونجحت مدفعية المقاومة والجيش الوطني من تدمير طاقم تابع للميليشيات الانقلابية في منطقة العرفاف وشوهدت ألسنة اللهب والدخان تغطي المكان. وقال قائد جبهة مريس دمت، العقيد عبد الله مزاحم لـ«الشرق الأوسط»: «إن رجال المقاومة والجيش الوطني تصدوا لعدة محاولات أقدمت عليها الميليشيات الموالية للحوثي والرئيس المخلوع»، مؤكدًا أن المعارك الأخيرة تعد الأعنف والأشرس منذ اندلاع المواجهات في الجبهة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن المقاومة والجيش نجحت في استدراج الميليشيات المسلحة إلى المكان الذي دارت فيه المعركة لمصلحة قواته، منوها بأن طيران التحالف أغار على تجمع لقوات الميليشيات،
وأشار إلى أن قوات المخلوع صالح وميليشيات الحوثي استبقت هجماتها بقصف عنيف ومكثف على يعيس ومواقع المقاومة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة في أطراف مدينة دمت شمالا، لافتًا إلى أن القصف استمر لعدة ساعات. ولقي أكثر من 28 مسلحا تابعا لميليشيات الحوثي وصالح مصرعهم في مواجهات تعد الأعنف مع الميليشيات الحوثية في منطقة وسط ما بين مريس جنوبا ومدينة دمت 60 كلم شمال محافظة الضالع. وقال القائد الميداني في المقاومة الشعبية، أبو علي الورة لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات التابعة للحوثي والمخلوع هاجمت مواقع المقاومة والجيش في يعيس والزيلة شمال مريس بقصد إحداث اختراق إلى موقعي رمه وسون ومنهما إلى هجار غربي مريس وصولا إلى قطع الإمدادات عن جبهة حمك جنوبي محافظة إب.
وقتل أمس السبت، شقيقان وأصيب والدهما، في هجوم شنته الميليشيات على منزل الأسرة. وقالت مصادر قريبة من الحادثة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح هاجموا منزل مواطن يدعى أحمد صومل في مدينة مكيراس، بناءً على بلاغ كيدي». وأضافت بأن المسلحين وصلوا لمنزل صومل، وهناك نشبت بينهم وبين نجل صومل بسام مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالنيران، وأدى ذلك لمقتل أحد المسلحين. وأشارت إلى أن الميليشيات فرضت طوقا حول المنزل وبعد أن وصلت تعزيزات للميليشيات اندلعت المواجهات مع رب الأسرة صومل ونجليه بسام (21 عاما)، ومحمد (15 عاما)، الذين تحصنوا بالمنزل، واستمرت المواجهات بين الطرفين، موضحة أن القصف للمسكن أدى إلى مقتل بسام وشقيقه وإصابة والدهم بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى البيضاء.
إلى ذلك، طالب المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن سمير الحاج من أفراد الجيش الذين يقاتلون في صفوف الانقلابيين بأن لا يقفوا على الحياد في معركة التحرير التي تقودها قوات الشرعية ضد متمردي الحوثي وفلول قوات المخلوع صالح.
وفي محافظة لحج، شمال عدن، فجرت عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة مقرات أمنية في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، فجر أمس السبت. وقالت مصادر محلية في مدينة الحوطة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحي القاعدة فجروا مبنى قيادة قوات النجدة والفرن المركزي الكائن في معسكر عباس جنوب الحوطة»، مشيرة إلى أن هذه العناصر استخدمت مادة الديناميت في تفجير مبنى قيادة قوات النجدة والفرن المركزي في معسكر عباس.
وكان مسلحو «القاعدة» قد فجروا في وقت سابق مبنى داخل الأمن السياسي ومقر قوات الأمن العام في المدينة ذاتها الواقعة إلى الشمال من مدينة عدن.
وفي سياق آخر، قال العميد الركن سمير الحاج، الناطق باسم قوات الجيش الشرعية في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحكومة الشرعية: «بعد الانتصارات الأخيرة لقوات الشرعية والمقاومة لم يعد لمنتسب للجيش اليمني أن يقف على الحياد، فالأمور باتت واضحة للعيان والالتحاق بالجيش الشرعي أصبح واجبا تحتمه مصلحة الوطن ليكون الجميع مشاركا في التحرير ورافضا للانقلاب الحوثي». وأضاف: «جميع الذين في منازلهم من أبناء القوات المسلحة والأمن عليهم الاستجابة لنداء الواجب الذي تحتمه عليهم اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد، والانضواء تحت راية الشرعية والمقاومة الشعبية حتى يتم تجنيب البلاد ويلات الحرب التي يدفعنا إليه المغامرون والمقامرون من أتباع الحوثي وصالح». واختتم العميد سمير الحاج حديثه بالقول: «أدعو الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن ووضعها فوق كل اعتبار». لافتًا إلى أن هذه المرحلة تعد فرصة سانحة للجميع لإثبات الولاء المطلق لله ثم للوطن ولا يجوز إضاعتها، خاصة مع اقتراب موعد النصر ودحر الانقلاب وآثاره الكارثية التي أدخل البلاد فيها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.