منتدى التعاون العربي - الروسي فرصة وبيئة مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي

أزمات الشرق الأوسط وفي مقدمتها سوريا والإرهاب هيمنت على جدول أعماله

منتدى التعاون العربي - الروسي فرصة وبيئة مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي
TT

منتدى التعاون العربي - الروسي فرصة وبيئة مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي

منتدى التعاون العربي - الروسي فرصة وبيئة مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي

هيمن الوضع المتأزم في الشرق الأوسط على أجندة أعمال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي - الروسي التي انعقدت في موسكو يوم أول من أمس بمشاركة وفد عربي برئاسة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة العربية. وضم الوفد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء خارجية كل من اليمن وليبيا والبحرين والسودان وسلطنة عمان والأردن.
ومن الجانب الروسي ترأس وزير الخارجية سيرغي لافروف وفد بلاده. وتناول المشاركون في أعمال المنتدى القضايا الملحة التي تشكل محط اهتمام روسي وعربي في آن واحد، فضلا عن آفاق تعزيز التعاون بين الجانبين في شتى المجالات.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في ختام أعمال المنتدى قال وزير الخارجية الإماراتي إن مشاركة عدد كبير من وزراء الخارجية العرب في المنتدى يعكس اهتماما عربيا بتعزيز العلاقات مع روسيا، معربًا عن قناعته بأن المنتدى يوفر فرصة وبيئة مناسبتين لبحث تطوير العلاقات العربية - الروسية والانتقال بها إلى مراحل متقدمة، لا تقتصر على الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية بل وتشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية. واستطرد وزير الخارجية الإماراتي قائلاً إنه «وعلى الرغم من أننا لا نتفق مع روسيا في جميع القضايا، فإنه هناك مصلحة مشتركة تجمعنا معها في رؤية شرق أوسط يسوده الأمن والسلام والاستقرار». ومن ثم شكر روسيا على موقفها الداعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما رحب بالدورين الروسي والأميركي لإنهاء المعاناة في سوريا.
وكان موضوع الإرهاب الحاضر الأكبر على طاولة أعمال منتدى التعاون العربي - الروسي، وبهذا الصدد شدد وزير الخارجية الإماراتي، ممثلا الجانب العربي، على المسؤولية العامة لمواجهة هذا الخطر ونزع كل مسبباته، وقال: إن المنتدى شكل «فرصة لبحث الكثير من الملفات العربية مثل الصومال وليبيا واليمن والعراق» فضلا عن تداعيات الأزمة السورية على الوضع في لبنان والأردن. كما عبر الجانب العربي خلال المنتدى «عن قلق الدول العربية من استمرار إيران في تدخلاتها بالشأن العربي، ودعمها للجماعات الإرهابية ونشر التطرف الطائفي وعدم احترام سيادة الدول»، حسب قول الوزير الإماراتي الذي أشار إلى اتفاق الجانبين خلال أعمال المنتدى على البحث في فكرة إنشاء مركز ثقافي عربي في موسكو يلعب دورًا في تعزيز العلاقة بين روسيا الاتحادية والدول العربية. وقد أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يساعد مثل هذا المركز الجديد في تعزيز التعاون الروسي - العربي في المجالين الإنساني والعلمي. ليؤكد في غضون ذلك اهتمام موسكو بتشجيع السياحة، واستعدادها للمضي في عملية تسهيل نظام التأشيرات مع مختلف الدول العربية.
من جانبه قال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الصداقة التقليدية والدعم الحقيقي الثابت من الاتحاد الروسي للدول العربية هما نقطة انطلاق اجتماع أعمال منتدى التعاون العربي – الروسي، واصفا التعاون الثنائي بالركيزة الهامة للدول العربية. وشكر روسيا على مواقفها الداعمة للقضايا العربية ليناشدها بعد ذلك بأن تعمل من موقعها كدولة عضو دائم في مجلس الأمن، إلى جانب الدول العربية، من أجل الوصول إلى نقطة تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل لهذه القضية.
كما توقف العربي عند موضوع إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وأشار بهذا الصدد إلى اتفاقية عدم الانتشار التي تتحمل الدول الكبرى مسؤولية خاصة عنها حسب قوله، داعيا هذه الدول إلى تحمل مسؤولياتها في الحد من قدرة إيران التحول إلى دولة نووية. واتفق المشاركون في الدورة الثالثة لأعمال منتدى التعاون العربي – الروسي على مواصلة عقد اللقاءات السنوية على مستوى الوزراء، فضلا عن لقاءات على مستوى مديرين في وزارات الخارجية تعقد مرة كل ستة أشهر، وذلك بغية تكثيف النشاط الرامي إلى تعزيز وتوسيع آفاق العلاقات بين روسيا والعالم العربي في شتى المجالات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.