حجاب تلقى اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية الكندي ونظيره الأميركي

أكدا التزام الحكومتين بإنجاح الهدنة والدفع بالمسيرة السلمية للقضية السورية

حجاب تلقى اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية الكندي ونظيره الأميركي
TT

حجاب تلقى اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية الكندي ونظيره الأميركي

حجاب تلقى اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية الكندي ونظيره الأميركي

تلقى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض حجاب مساء أمس، اتصالا من وزير الخارجية الكندي ستيفن ديون، أكد خلاله التزام حكومة بلاده بدعم القضية السورية، وبذل كافة الجهود الدبلوماسية المتاحة لإنجاح الهدنة والدفع بالمسيرة السلمية من خلال المفاوضات المزمعة والحد من معاناة الشعب السوري.
من جهته أكد د. حجاب أن سائر فصائل المعارضة قد التزمت بالهدنة، مؤكدا أن الهيئة العليا للمفاوضات تبذل قصارى جهدها لدعم المسيرة السلمية وتحقيق انتقال سياسي للبلاد من خلال إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، والمحافظة على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، دون أن يكون لبشار الأسد وزمرته أي دور في هذه المرحلة.
كما تلقى الدكتور رياض حجاب اتصالا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أكد فيه إيمانه بوجود فرصة حقيقية لتحقيق السلام في سوريا، والحد من معاناة الشعب السوري.
وجدد كيري تعهد الولايات المتحدة الأميركية ببذل جهدها لإنجاح الهدنة، ووقف سائر عمليات القصف ضد الأهداف المدنية، وفك الحصار عن المناطق والبلدات المتضررة وتوصيل المساعدات إليها، والضغط على النظام السوري لوقف حملته ضد مختلف البلدات السورية، وخاصة داريا التي سيتم إيصال المساعدات إليها بحلول يوم غد، فيما أوضح حجاب حرص الهيئة العليا للمفاوضات على دعم الجهود الدولية المخلصة لتحقيق انتقال سياسي في سوريا، مؤكدا أن إعلان القبول بالهدنة يأتي ضمن ذلك السياق.
وشدد رياض حجاب على ضرورة عدم السماح للنظام وحلفائه بخرق الهدنة أو الاستمرار في استهداف المناطق الآهلة بالسكان بالقصف الجوي والمدفعي تحت ذريعة محاربة الإرهاب، مذكرا بأن مصداقية المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوري قد أصبحت في المحك.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.