لافروف: لا ضمانات كاملة بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا

قوات النظام تكثّفت ضرباتها في مناطق المعارضة قبل ساعات من الهدنة

لافروف: لا ضمانات كاملة بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا
TT

لافروف: لا ضمانات كاملة بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا

لافروف: لا ضمانات كاملة بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم (الجمعة)، أنّ روسيا تتوقع أن يساند مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد خطة «وقف الأعمال القتالية» في سوريا؛ لكن لا يمكن ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بنسبة مائة في المائة. واستغل أيضًا مؤتمرًا صحافيًا لدعوة الولايات المتحدة وحلفائها لتفادي «الغموض» بشأن أي «خطة بديلة» لسوريا والتخلي عن فكرة تنفيذ عملية برية هناك.
ميدانيًا، فقد استمر القتال، إذ أفادت أنباء عن وقوع ضربات جوية مكثفة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفي معظم أنحاء غرب سوريا اليوم، قبل ساعات من بدء سريان خطة أميركية روسية تهدف إلى وقف الأعمال القتالية.
وكان الكرملين قد أعلن أنّ روسيا تواصل قصف «التنظيمات الإرهابية» في سوريا؛ لكنّه رفض تأكيد شن غارات اليوم، خصوصًا ضد معاقل فصائل المعارضة، قبل ساعات من سريان الهدنة المقررة في هذا البلد.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «حتى بعد بدء تطبيق وقف إطلاق النار، فإنّ حملتنا ضد التنظيمات الإرهابية لن تتوقف»، مشيرًا إلى أنّها «إحدى نقاط الاتفاق بين الرئيسين الأميركي والروسي». إلا أنه رفض تأكيد ما إذا كانت هذه الغارات جرت اليوم، بينما من المفترض أن يبدأ تطبيق وقف لإطلاق النار عند الساعة (22:00 ت غ) بموجب الاتفاق الروسي الأميركي الذي تم التوصل إليه الاثنين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد تحدث عن «ضربات مكثفة أكثر من العادة، خصوصًا في الغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق وفي ريف حمص الشمالي وفي ريف حلب الغربي». وأضاف أن ما لا يقل عن عشر غارات جوية وقصف مدفعي استهدفت بلدة دوما في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب دمشق.
وكتب عمال إغاثة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حسابهم على موقع «تويتر»، أنّ هناك خسائر مدنية مؤكدة؛ لكنّهم لم يحدّدوا عددًا. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين عسكريين سوريين للتعقيب.
ومن المقرر أن يسري اتفاق «وقف الأعمال القتالية» في منتصف الليل (22:00 بتوقيت غرينتش).
وعادة ما تستهدف قوات الأسد وحلفاؤه الغوطة الشرقية وهي معقل لجماعة «جيش الإسلام» إحدى الجماعات الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات. وتحولت الغوطة الشرقية إلى منصة لشن هجمات بالصواريخ وقذائف المورتر على دمشق.
كما نشر المرصد أيضًا تقارير عن قصف مدفعي حكومي وضربات جوية خلال الليل، في محافظة حماة، بالإضافة إلى قصف مدفعي من القوات الحكومية في محافظة حمص.
واستؤنفت المعارك أيضًا في الفجر بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في محافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا، حيث تحاول قوات الأسد وحلفاؤه أن يستعيدوا أراض من المقاتلين على الحدود مع تركيا.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إنّ الولايات المتحدة عازمة على محاولة إنجاح الاتفاق؛ لكن «هناك أسبابًا كثيرة تدعو للشك».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.