عام 2015 الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية

تقرير منظمة صحافيات بلا قيود: الميليشيات الانقلابية تتصدر قائمة المنتهكين

عام 2015 الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية
TT

عام 2015 الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية

عام 2015 الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية

كشفت منظمة صحافيات بلا قيود، عن ارتكاب الميليشيات الانقلابية لـ363 حالة انتهاك تعرض لها الصحافيون والإعلاميون خلال العام الماضي. وقالت المنظمة في بيان صحافي لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها «رصدت 363 حالة انتهاك تعرض لها صحافيون ومؤسسات إعلامية خلال العام الماضي 2015 الذي وصفته بأنه أسوأ عام مر على الصحافة منذ إعلان الجمهورية اليمنية عام 90».
وأضافت: «تنوعت الانتهاكات التي رصدها التقرير بين القتل ومحاولة الاغتيال والاختطاف والتعذيب والإخفاء القسري والاعتداء بالضرب واقتحام ونهب المؤسسات الإعلامية ومنع الصحف من الإصدار والتهديد بالقتل والضرب والحرمان من الحقوق والفصل التعسفي، الأمر الذي حول مدينة صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرة الميليشيا الانقلابية إلى مناطق خالية من الصحافيين بشكل غير مسبوق. كما تعرضوا لحملات تحريض قادها زعيم جماعة الحوثيين في خطاب متلفز، وشنت الميليشيات حملات اختطاف كثيفة وداهمت الكثير من المؤسسات الإعلامية ونهبت ممتلكاتها وأغلقت كل وسائل الإعلام التي لا تتبعها، بما فيها الصحف والفضائيات ومكاتب الخدمات الإعلامية، ومواقع الإنترنت، كما وجهت خطاب مؤسسات الإعلام الرسمي لصالح الدعاية لجماعة الحوثيين، وأوقفت رواتب الصحافيين والإعلاميين المعارضين للانقلاب، وأجرت تعيينات إدارية لصالح عناصرها».
وأوضحت «صحافيات بلا قيود» أنها اعتمدت في منهجية الرصد والتوثيق للانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والمؤسسات الإعلامية على فريق توثيق متخصص بعملية الرصد بالإضافة إلى البلاغات الصحافية التي تلقتها المنظمة خلال عام 2015م من قبل الضحايا أنفسهم والتصريحات والبلاغات الصحافية التي أدلى بها الصحافيون أو المؤسسات الإعلامية التي ينتمون إليها وما تنشره وسائل الإعلام بعد التأكد من صحتها عبر استمارة رصد وتوثيق لحالات الانتهاكات.
وبحسب التقرير فقد تصدرت جماعة الحوثي وحليفهم صالح قائمة المنتهكين حيث بلغت الحالات المنسوبة إليها 250 حالة انتهاك بنسبة 68.87 في المائة، بما فيها الحالات المنسوبة للجهات التي تخضع لسيطرتها كمؤسسة الاتصالات ووزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها.
كما بين التقرير أن جريمة الاختطاف شكلت العدد الأكبر من أجمالي الانتهاكات حيث بلغت 77 حالة انتهاك وشكلت ما نسبته 21.21 في المائة. تلاها إيقاف الراتب والإيقاف عن العمل حيث بلغت 65 حالة بنسبة 17.90 في المائة، فيما بلغت حالات الاعتداء 47 حالة بنسبة 12.94 في المائة. أما التهديد بالقتل بلغ 29 حالة بنسبة 7.98 في المائة ومحاولة القتل بلغت 6 حالة بنسبة 1 في المائة، والاعتقال والاحتجاز بلغت 24 حالة بنسبة 6.61 في المائة، والاعتداء الإلكتروني بلغ 43 حالة بنسبة 11029 في المائة. أما القتل، فقد سجل التقرير 11 حالة، وشكل ما نسبته 3 في المائة وبلغ اقتحام وإغلاق مقرات صحف وقنوات فضائية 41 حالة، أي بنسبة 11.29 في المائة، و8 حالات تحريض وتشهير وحالتين ملاحقة و10 حالات نهب ومصادرة معدات الصحافيين أثناء التغطية.
وأكدت صحافيات بلا قيود أن جماعة الحوثيين تسببت بانتكاسة كبيرة لمسار التطور الطبيعي الذي كانت قد وصلت إليه الحريات الإعلامية بعد ثورة 11 فبراير (شباط) 2011 التي راهن عليها اليمنيون لتغيير حياتهم إلى الأفضل، وتعمدت الجماعة الانقلابية ارتكاب جرائم ممنهجة ضد الصحافيين والحريات الإعلامية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.