إضراب معلمي الضفة الغربية يفجر في أسبوعه الثاني مشكلات أخرى

إحالة مسؤول في فتح إلى التقاعد.. واستدعاء نائبة في «التشريعي» إلى النيابة

إضراب معلمي الضفة الغربية يفجر في أسبوعه الثاني مشكلات أخرى
TT

إضراب معلمي الضفة الغربية يفجر في أسبوعه الثاني مشكلات أخرى

إضراب معلمي الضفة الغربية يفجر في أسبوعه الثاني مشكلات أخرى

تواصلت أزمة إضراب المعلمين الفلسطينيين في الضفة الغربية للأسبوع الثاني على التوالي، مفجرة مشكلات أخرى جانبية بعدما اتهم مسؤولون فلسطينيون، من خارج السلك التعليمي، رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله باتخاذ إجراءات بحقهم كونهم داعمين للإضراب.
ولجأ رامي الحمد الله، بحسب الاتهامات، إلى إحالة نقيب الموظفين العموميين السابق، باسم زكارنة، وهو عضو مجلس ثوري في حركة فتح إلى التقاعد، في وقت استدعت فيه النيابة في رام الله، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، نجاة أبو بكر، للتحقيق في قضايا لم تعرف بعد.
واللافت أن زكارنة وأبو بكر هما أكثر من تقدم صفوف المعلمين وشارك في مظاهرات لهم ضد الحكومة. وينتمي الاثنان إلى حركة فتح، التي دعت إلى الالتزام بدوام المعلمين، في مؤشر إلى عدم توحد الموقف داخل الحركة نفسها، التي تجري مشاورات لتنظيم انتخابات جديدة في اتحاد المعلمين في محاولة لتطويق الأزمة.
وبحسب مصادر مطلعة، أخذ الحمد الله موافقة الرئيس الفلسطيني على إحالة زكارنة على التقاعد، بعدما كان عباس نفسه أمر بحسبه (زكارنة) في وقت سابق، على خلفية النزاع مع الحكومة، قبل أن يصدر قرارا بحل نقابة الموظفين التي كان يرأسها زكارنة واعتبارها غير قانونية.
ورفض زكارنة التعقيب على المعلومات حول إحالته إلى التقاعد. وكتب على «فيسبوك»، أنه لم يتسلم قرارًا رسميًا بإحالته إلى التقاعد المبكر، مضيفًا: «أعتذر عن التصريح في الإجراءات التي اتخذت بحقي، نتيجة وقوفي ودعمي لمطالب المعلمين». وتابع: «أنا سأستمر في دعم المعلمين والمهندسين والأطباء والموظفين وحرية العمل النقابي».
ومثل زكارنة أعادت أبو بكر سبب استدعائها للنيابة إلى خلفية رأيها في قضية المعلمين. وقالت أبو بكر، إن النائب العام طالبها بالمثول للتحقيق، لكنها رفضت بصفتها عضو مجلس تشريعي، مؤكدة أن القضية تأتي في إطار حرية التعبير والتضامن مع المعلمين.
ورد المكتب الإعلامي للنيابة العامة على تصريحات أبو بكر، ببيان جاء فيه، أن «النيابة العامة تؤكد أن تصريحات د. نجاة أبو بكر بأنها مطلوبة أمام النيابة العامة في قضايا تتعلق بحرية الرأي والتعبير، عارية عن الصحة، وهي مطلوبة للمثول أمام النيابة العامة لارتكابها جرائم معاقب عليها في قانون العقوبات، الساري بموجب قضايا تحقيقية مسجلة لدى نيابة رام الله، تحمل رقمي 719 / 2016، و722 / 2016، وأنه لا يجوز أن تستخدم الحصانة وسيلة لارتكاب الجرائم والأفعال المخالفة للقانون، وأن الحصانة وظيفية وليست امتيازا شخصيا».
ولم تجد الحكومة والمعلمون حتى الأمس، حلا وسطا متفقا عليه للإضراب الذي بات يهدد العام الدراسي برمته في الأراضي الفلسطينية.
ورفض المعلمون، أمس، العودة إلى مدارسهم، على الرغم من مطالبة الحكومة لهم بالالتزام، وقولها إنها ملتزمة بما تم الاتفاق عليه مع الاتحاد، في إشارة إلى رفض أي مطالب أخرى.
وكان الحمد الله وقع قبل أسبوع، اتفاقا مع أحمد سحويل، أمين سر اتحاد المعلمين، الذي تقدم، لاحقا، باستقالته تحت ضغط المعلمين، يتضمن دفع ما تبقى من علاوة طبيعة العمل، من بينها دفع ما تبقى من قيمة بدل العمل 2.5 في المائة ضمن راتب الشهر الحالي، ودفع 2.5 في المائة من الديون المتبقية عن شهر 2016. والاتفاق على جدولة الديون المتبقية من علاوة طبيعة العمل. ورفض المعلمون الذين شكلوا تنسيقيات في المدن، الاتفاق. وأعلنت التنسيقيات 18 مطلبا، أهمها علاوة غلاء المعيشة 7.5 في المائة عن ثلاث سنوات خلت وما يتبعها من منافع للمعلمين، وتأمين تعليم جامعي لأبناء المعلمين، وانتخاب جسم للمعلمين، وعلاوة طبيعة العمل لا تقل عن 70، وفتح الدرجات أمام المعلمين أسوة بالوزارات الأخرى حيث يكون قانونا واحدا يشمل الجميع، ورفع الراتب الأساسي إلى 3000 شيقل.
ويخشى مسؤولون من تحول الإضراب إلى «ثورة» تقود إلى مواجهة، وتؤدي إلى الضرر بالسلطة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.