عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة بشأن الوضع في سوريا استمع خلالها إلى إحاطة من مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، الذي قدم تقريره للأمين العام للمجلس بشأن آخر التطورات على الأرض في سوريا، والتي وصفها بـ«المزرية».
وقال إن أكثر من 13 مليون مواطن لا يزالون بحاجة إلى حماية ومساعدات إنسانية عاجلة، مضيفا أنه في الوقت الذي ترحب فيه الأمم المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار، المعلن من قبل الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، إلا أن أي اتفاق يجب أن ينهي معاناة الناس بالكامل.
وانتقد أوبراين الإجراءات الإدارية التي يضعها النظام السوري والتي تعيق وصول المساعدات في وقتها، معلنا أن الأمم المتحدة ستقدم للنظام، مشروع خطة لتسليم المساعدات إلى المحتاجين بهدف تقليص الوقت المطلوب لإيصال المساعدات. ويشير تقرير الأمين العام، إلى أن الإجراءات الإدارية القائمة تؤخر أو تقيد إيصال وكالات الأمم المتحدة وشركائها للمعونة.
وانتقد أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون في التقرير «القيود والتدخلات المتعمدة» من جانب الأطراف التي ظلت «تحول دون إيصال المعونة».
وتحدث في الجلسة مندوب النظام السوري بشار الجعفري، الذي انتقد بيان رئيس الشؤون الإنسانية في معظمة إلا أنه اتفق معه بأن الوضع في سوريا مزر. وحول الإجراءات الإدارية قال الجعفري إن الهدف منها هو تقديم الحماية إلى العاملين بالمجال الإنساني.
الجعفري، انتقد المجلس لكثرة اهتمامه بالشأن السوري (أكثر من 15 قرارا ومئات الجلسات والتشاور)، مطالبا بإيضاحات حول عدم اهتمام المجلس بالوضع في فلسطين وليبيا واليمن وغيرها.
وقال كي مون إن الأمم المتحدة تمكنت من الوصول إلى 32 موقعا من أصل 154 موقعا من المواقع التي يصعب الوصول إليها، أي 21 في المائة فقط، موضحا أن نصف السكان في هذه المناطق تقع تحت سيطرة تنظيم داعش.
وأشار التقرير الذي يقع في 20 صفحة، إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق المحاصرة التي لم يكن يسمح بالدخول إليها، وخاصة إلى مضايا ويقين والزبداني بريف دمشق والفوعة وكفريا بإدلب والوعر في حمص. وبالنسبة إلى دير الزور، أكد أوبران وصول المساعدات إليها عبر الجو.
وبالنسبة إلى دير الزور، أكد أوبراين وصول المساعدات عبر الجو إليها. وقال: «بدأت الأمم المتحدة استخدام الإسقاط الجوي كوسيلة لتوصيل المساعدات الإنسانية في سوريا». وأكد أنه «رغم وجود عدد من المخاطر المرتبطة بالناحية العملية للإسقاط الجوي، إلا أننا نقر بمزايا هذا الأسلوب في بعض المناطق في سوريا باعتباره الملاذ الأخير».
وقد أسقطت طائرة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في وقت مبكر من صباح أمس، أول شحنة تضم واحدا وعشرين طنا من الإمدادات في دير الزور، وقال أوبراين «تلقينا تقارير أولية من فريق الهلال الأحمر العربي السوري على الأرض بأن الإمدادات هبطت في المنطقة المستهدفة كما كان مخططا لها».
من ناحية أخرى، أشار التقرير أن السلطات التركية ظلت تغلق ممر نصيبين-القامشلي بصورة مؤقتة لدواع أمينة، ولم تمر «أي مساعدات إنسانية من هذا المعبر طيلة شهر يناير (كانون الثاني)»، مشيرا إلى تقارير تفيد بغلاء الأسعار المواد الغذائية في محافظة الحكسة.
كما خاطب الجعفري، مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، مباشرة، قائلا: ألم تقل بأن الوضع الإنساني في اليمن هو أسوأ بكثير من الحال في سوريا؟ وكان السؤال على ما يبدو بسبب انتقاد أوبراين للحكومة السورية بشأن الإجراءات الإدارية التي وصفها بالروتينية المعقدة، فشاحنة مساعدات واحدة بحاجة إلى موافقة الكثير من المسؤولين السوريين، فيضطر الموظف، في ظل تلك الظروف، للذهاب من مسؤول إلى آخر، في كل صغيرة وكبيرة، وهذا لا يطاق.
وبعد أن استمع المجلس إلى رد مندوب نظام الأسد، أعلن رئيس المجلس عن رفع الجلسة والبدء في مشاورات مغلقة حول نفس الموضوع.
مسؤول دولي: الأوضاع في سوريا «مزرية» والنظام يعيق وصول المساعدات
مندوب النظام انتقد مجلس الأمن لكثرة اهتمامه بالشأن السوري
مسؤول دولي: الأوضاع في سوريا «مزرية» والنظام يعيق وصول المساعدات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة