تلوث الجو بـ«السموج» يسبب البدانة

أجواء بكين أصابت فئران المختبرات بالسمنة

تلوث الجو بـ«السموج»  يسبب البدانة
TT

تلوث الجو بـ«السموج» يسبب البدانة

تلوث الجو بـ«السموج»  يسبب البدانة

أصبح في حكم الثابت أن تلوّث الجو بالدخان والسخام المنطلق من عوادم السيارات (السموج) يسبب أمراض التنفس والحساسيات والأمراض السرطانية، لكن الأطباء أضافوا اليوم «البدانة» أيضًا إلى قائمة أمراض «السموج».
كان ذلك ظاهرًا في التجارب على فئران المختبرات التي جعلها الباحثون تستنشق هواء العاصمة الصينية بكين. ومن المعروف أن المدن الصينية الكبيرة تعاني من تلوث أجوائها بذرات السخام والدخان، وسبق لعدة مدن في العالم الماضي أن أعلنت حالة الطوارئ بسبب تعدي نسبة «السموج» الحد الصحي الأعلى المرسوم له. ويقول العلماء الأميركيون الآن إن ذلك يسري على كل مدن العالم المزدحمة بالبشر والسيارات ولا يقتصر على المدن الصينية.
وكتب الباحث يونجي واي، من جامعة كنت الأميركية في دورهام، أن ذرات السخام أضرت بعملية الاستقلاب في الفئران، مما أدى إلى إصابتها بالبدانة، بعد أشهر من عيشها في أجواء ملوثة تشبه أجواء بكين. ورغم فارق الحجم بين الإنسان والفأر، فإن البدانة ستكون مصيره، وهو يعيش لسنوات طويلة في أجواء ملوثة بـ«السموج»، بحسب ما كتبه واي في مجلة «اتحاد الجمعيات الأميركية لعلوم الأحياء التطبيقية».
واعتبر الباحثون ذرات السخام الصغيرة في الجو من أخطر التحديات الصحية التي تواجهها المدن الكبيرة، إذ تتسلل هذه الذرات بسهولة عبر النظام المناعي في الجهاز التنفسي وتستقر في الرئتين، وفي الدم، وتتدخل في عملية الاستقلاب. وتنطلق هذه الذرات من عوادم السيارات، ومن احتكاك إطارات السيارات بالإسفلت، وعن الزراعة المركزة باستخدام الأسمدة وعن المصانع. وتحدثت بعض الدراسات عن قدرة ذرات السخام الصغيرة على اختراق الحاجز الدماغي والاستقرار في الدماغ، كما عبر بعض الباحثين عن قلقهم من علاقة «السموج» بعدد حالات الولادات المبكرة التي تكثر عادة في المدن الكبيرة.
أكثر من دراسة سابقة ربطت بين تلوث أجواء المدن والبدانة عند الأطفال، إلا أنها لم تُقِم الدليل على ذلك.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».