توقعات بهبوط أسعار «العقار» بالسعودية 35 % في الربع الأول

اقتصاديون: موجة التصحيح أكبر من قدرة العقاريين على مواجهتها.. وما زلنا في «البداية»

توقعات بهبوط أسعار «العقار» بالسعودية 35 % في الربع الأول
TT

توقعات بهبوط أسعار «العقار» بالسعودية 35 % في الربع الأول

توقعات بهبوط أسعار «العقار» بالسعودية 35 % في الربع الأول

توقع اقتصاديون سعوديون تراجع أسعار العقار بصورة غير مسبوقة، بنسبة تصل إلى 35 في المائة، خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بأسعار الربع الأخير من العام الماضي، على أن تلامس الأسعار مستوى القاع بنزول يتجاوز حدود الـ50 في المائة مع نهاية عام 2016. معتبرين أن هذا التراجع الذي بدأت بوادره - أخيرًا - ما هو إلا «بداية» لعملية تصحيح أسعار السوق العقاري.
وأكد عبد العزيز العزب، عضو اللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تصحيحا كبيرا مرتقبا في أسعار العقارات، تعود إلى أسباب عدة، منها عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، ومشروعات وزارة الإسكان والتعاون مع المطورين لإنشاء وحدات سكنية للمتقدمين للدعم السكني، والرهن العقاري، ونزول أسعار النفط، مضيفا: «سيكون النزول عبارة عن تصحيح وعودة إلى السعر المعقول، لأن هناك مبالغة كبيرة في الأسعار، بعد أن وصلت إلى حد غير مقبول».
وتابع العزب: «هناك إحجام عن الشراء من أصحاب رؤوس الأموال»، وعن توقعه في حجم النزول المرتقب، قال: «أتوقع أن يفوق الـ35 في المائة خلال الربع الأول من هذا العام، ومن الممكن أن يتجاوز مع نهاية العام حدود الـ50 في المائة».
ونصح العزب، الأفراد بـ«التريث في الشراء»، قائلا: «نزول الأسعار سيتفاوت بحسب نوع العقار، وبالطبع يختلف ما بين منطقة وأخرى، لكن سيبقى النزول هو الظاهرة الواضحة في الفترة المقبلة».
من جهته، يرى فضل البوعينين، وهو خبير اقتصادي سعودي، أن «موجة التصحيح ستكون أكبر من قدرة العقاريين على السباحة فيها»، قائلا: «سوق العقار شهد خلال العام الماضي ركودا واضحا، اكتشفه العقاريون الذين واجهوا صعوبة كبرى في تسويق منتجاتهم العقارية»، مضيفا: «الذي كان يُنشط السوق في الفترة الماضية هو القطاع المصرفي الذي وفر سيولة للمقترضين لشراء هذه العقارات، لكن بعد انخفاض السيولة من السوق واشتراط 30 في المائة كي توفر من قبل المقترض لشراء أي عقار، أصبح التمول من القطاع المصرفي غير متاح للشريحة الأكبر من الراغبين في الشراء».
ويأتي حديث البوعينين على خلفية توجه مؤسسة النقد العربي السعودي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، بتنفيذ اللائحة التنفيذية لنظام التمويل العقاري الجديد التي تنص على أنه لا يجوز للممول العقاري منح ائتمان بأي صيغة من صيغ التمويل بما يزيد على 70 في المائة من قيمة المسكن محل عقد التمويل العقاري، في حين يلزم طالب التمويل بدفعة أولى قدرها 30 في المائة من قيمة القرض مقدما.
وتابع البوعينين لـ«الشرق الأوسط»: «البعض كانوا لا يهتمون كثيرا بالأسعار المتضخمة بقدر رغبتهم الجامحة بتملك منزل العمر، وبالتالي كان التمويل المتاح يغطي على الأسعار المتضخمة لكثير من المشترين الذي يقترضون من القطاع المصرفي، واليوم أصبح الأمر أكثر صعوبة للمشترين الراغبين في الشراء لأسباب مرتبطة بتضخم أسعار العقار».
وأضاف أن «هناك أيضا إشكالات كثيرة بدأت تظهر في المباني التي يجري تسويقها من خلال شركات الإنشاءات العقارية، لأن شراء هذا الأصل يعني أنه استثمار طويل الأجل، ولكن عندما يجد المشتري أن هذا الأصل الذي اشتراه يحتاج إلى ميزانية كبيرة لإعادة ترميمه وصيانته، فهذا الأمر خطير جدا».
ولم يغب قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء عن حديث البوعينين، قائلا: «ستؤثر تأثيرا كبيرا في قطاع العقار وستجذب أسعاره إلى الأسفل»، وأضاف: «عندما نجمع هذه المؤثرات، نجد أن عام 2016 يبدو أنه صعب على القطاع العقاري، وكل ما يحدث اليوم من انخفاضات نسبية في القطاع العقاري لا تعني أن هذا هو نهاية التصحيح بل بداية التصحيح، ونحن مقبلون على انهيار لأسعار العقار وليس انخفاضا»، وزاد: «هذا التراجع اليوم ما هو إلا مؤشر للوجهة الحقيقة التي يهدف العقار إلى الوصول إليها، وهو القاع الحقيقي الذي يجب أن يعود إليه من جديد».
يشار إلى وجود تنبؤات سابقة من قبل المتخصصين في الشأن العقاري بانعكاس قرار مجلس الوزراء السعودي القاضي بفرض الرسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني بنسبة 2.5 في المائة من قيمة الأرض، في المساهمة في تخفيض أسعار العقارات بالبلاد تدريجيًا، وهو ما بدأت بوادره تتضح خلال الثلاثة أشهر الماضية، ومن المتوقع أن يواصل القطاع تراجعاته إلى أدنى مستوى خلال هذا العام.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.