«حزب الله» يعتقل ضباطًا للأسد ويتهمهم بالخيانة.. و120 ضحايا تفجير «السيدة زينب»

5 انفجارات تهز اللاذقية والمعارضة تتهم النظام بالوقوف وراءها

«حزب الله» يعتقل ضباطًا للأسد ويتهمهم بالخيانة.. و120 ضحايا تفجير «السيدة زينب»
TT

«حزب الله» يعتقل ضباطًا للأسد ويتهمهم بالخيانة.. و120 ضحايا تفجير «السيدة زينب»

«حزب الله» يعتقل ضباطًا للأسد ويتهمهم بالخيانة.. و120 ضحايا تفجير «السيدة زينب»

اتهم الجيش السوري الحرّ النظام بالوقوف وراء المسلسل الدموي الذي هز سوريا، في اليومين الأخيرين، وأكد أن حزب الله اعتقل عددًا كبيرًا من ضباط وعناصر النظام واتهمهم بالخيانة بعد تفجيرات «السيدة زينب» التي بلغت حصيلة قتلاها حتى إعداد هذا التقرير مساء أمس، أكثر من 120 أغلبهم من المدنيين. بعد 24 ساعة على خمسة تفجيرات ضربت حي الزهراء العلوي في مدينة حمص ومنطقة السيدة زينب جنوب دمشق يوم الأحد، هزّ مدينة اللاذقية ومحيطها أمس، خمسة تفجيرات تداولتها موقع موالية للنظام لم تعرف طبيعتها وأسبابها.
وارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا في تفجيرات منطقة السيدة زينب جنوب دمشق يوم الأحد إلى 120 قتيلاً، وهي العملية الأكثر دموية منذ بدء الأزمة السورية قبل خمس سنوات. وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قتلى التفجيرات التي ضربت منطقة السيدة زينب وتبناها تنظيم داعش، بلغوا 120 شخصًا، بينهم تسعون مدنيًا غالبيتهم من النازحين من المناطق المجاورة، بالإضافة إلى 19 مسلحًا موالين لقوات النظام».
وجزم القيادي في الجيش السوري الحرّ العميد أحمد رحال، بأن «النظام هو من يقف وراء تفجيرات السيدة زينب في جنوب دمشق وحي الزهراء في حمص»، وأكد أن «حزب الله اللبناني اعتقل أمس (الأول) عددًا كبيرًا من ضباط وعناصر قوات الأسد الموجودين في منطقة السيدة زينب ومحيطها، ووجه لهم تهمة الخيانة والإهانات».
وأضاف: «منطقة السيدة زينب محاطة بأربعة أطواق من الحواجز الأمنية، وكل سكان المنطقة من الطائفة الشيعية، ولا يوجد فيها سنّي واحد، بحيث يتولى حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية أمن المنطقة من الداخل والنظام في محيطها والخارج»، معتبرًا أن «ما يحصل لعبة مخابرات مكشوفة، والدليل أن التضارب بدأ بين حزب الله وقوات النظام، وكذلك بين الروس والأسد شخصيًا، وتكفي الإشارة إلى الحملة الإعلامية العنيفة التي شنّها الإعلام الروسي على الأسد، أخيرا، ووصفه بأبشع العبارات المسيئة والمهينة جدًا». مشيرًا إلى أن «الروس لم يعودوا قادرين على الاستمرار في هذا النهج، وإيران باتت في مرحلة الإنهاك، وهم بدأوا يأكلون بعضهم بعضًا».
إلى ذلك اعتبر مصدر في المعارضة السورية في حمص أن «شبيحة النظام هم من نفذ تفجير حي الزهراء العلوي داخل مدينة حمص». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «تفجيري حمص هما جزء من صراع بين الشبيحة الذين يتقاسمون الهيمنة على حي الأرمن القريب جدًا من حي الزهراء وحمص القديمة، وبين فروع المخابرات، وهو ما حوّل مناطق سيطرة النظام إلى دويلة مزارع وشبيحة».
من جهتها، رأت وزارة الخارجية الروسية أن سلسلة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها سوريا الأحد وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، تهدف إلى تقويض عملية السلام. وقالت في بيان: «إن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها المتطرفون تهدف إلى إخافة الشعب المسالم وتخريب المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأمد للأزمة السورية بما يخدم مصالح جميع السوريين، وإلى تقويض الجهود لإنهاء العنف وسفك الدماء». وأضاف البيان: «إن موسكو إذ تدين بشدة الهجمات غير الإنسانية التي نفذها إرهابيون وتتقدم بالتعازي إلى اسر الضحايا، تدعو إلى تحرك سريع للأسرة الدولية، والتصدي إلى المجموعات الإرهابية التي تعمل على تصعيد الوضع في سوريا والبلدان المجاورة».
في سياق متصل، هزّت خمسة انفجارات أمس، مدينة اللاذقية وقرى قريبة منها، خاضعة لسيطرة القوات النظامية، وسط تضارب في المعلومات حول طبيعتها وأسبابها. واعترف موالون للنظام على صفحات التواصل الاجتماعي، بوقوع انفجارات في المدينة ومحيطها، من دون ذكر تفاصيلها وأسبابها وأماكن وقوعها. وفي وقت رجّح ناشطون أن تكون الانفجارات «ناتجة عن استهداف المعارضة لمواقع القوات النظامية ومستودعات ذخيرة في محيط المدينة وريفها بمدافع 130 ملم». وكشف القيادي في الجيش السوري الحرّ العميد أحمد رحال أن «تفجيرات اللاذقية يلفهّا الغموض والالتباس، لكن كلّها تدلّ بوضوح على أن النظام هو من يقف وراءها».
وقال رحال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتنا معلومات عن ضرب صواريخ على صنوبر جبلة القريب من اللاذقية التي توجد فيها القوات الروسية». وأكد أن «التفجيرات طالت أيضًا بلدتي جبريون وعين اللبن»، كاشفًا عن «تفجير مخزن أسلحة عائد للقوات الروسية في صنوبر جبلة، وهذا يدلّ على أن النظام وحلفاءه بدأوا يأكلون بعضهم البعض»، موضحًا أن «مراكز المعارضة المسلحة بعيدة عن المواقع التي شهدت التفجيرات أكثر من 40 كيلومترًا، والمدى الأقصى لصواريخ المعارضة لا يتجاوز الـ30 كيلومترًا بأحسن الأحوال».
وأشار القيادي في الجيش الحر، إلى أن «ما يحصل في اللاذقية أوضح صورة على أن النظام يلعب لعبة خطيرة جدًا، وبدأ يقتل حتى العلويين الذين طالما شكلوا حاضنة له، ليظهر أن معركته مع الإرهاب طويلة وهي لا تخضع لأي اتفاق وقف إطلاق النار». وسأل: «من يستطيع أن يخترق أمن اللاذقية من الخارج وهي المطوقة بعشرة أطواق من الحواجز؟»، مؤكدًا أن «الناس بالداخل يريدون السترة من رصد ومطاردة شبكة العملاء لهم، ولذلك مستحيل وألف مستحيل أن يحصل أي تفجير لو لم يكن النظام يقف خلفه».



غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.