إسرائيل تبلور خطة اقتصادية «داعمة» لفلسطين والثمن.. تعاون أمني مستمر

وزيرا المالية يبحثان في قضايا استعادة أموال فلسطينية

إسرائيل تبلور خطة اقتصادية «داعمة» لفلسطين والثمن.. تعاون أمني مستمر
TT

إسرائيل تبلور خطة اقتصادية «داعمة» لفلسطين والثمن.. تعاون أمني مستمر

إسرائيل تبلور خطة اقتصادية «داعمة» لفلسطين والثمن.. تعاون أمني مستمر

قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية، إن الحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه مبادرات اقتصادية جديدة تجاه الفلسطينيين، في محاولة لتحسين مستوى المعيشة في الضفة الغربية، ردا على ازدياد التوترات الأمنية.
والتقى وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، بوزير المالية الفلسطيني، شكري بشارة، لهذا الغرض الأسبوع الماضي، بعد سلسلة لقاءات لمسؤولين من الوزارتين لمناقشة قضايا مالية واقتصادية.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن من المفترض بعد لقاء كحلون وبشارة، أن يقدم الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو مجموعة مبادرات للموافقة عليها والخروح بخطة عمل.
وتركز مبادرات كحلون، على توسيع التعاون في مجالات الطب، والتكنولوجيا، وقطاع البناء.
وبحسب الخطة الجديدة، سوف تجري دعوة أطباء فلسطينيين للتدرب في مستشفيات إسرائيلية، كما سيتم فتح المجال لتدريب رجال أعمال ومهندسين فلسطينيين في مجال صناعة «الهاي تيك» الإسرائيلية، وتوظيفهم كذلك.
وبحسب ما نشرت القناة الإسرائيلية العاشرة ووسائل إعلام أخرى، فسوف يطلب كحلون، السماح لشركات ومقاولي البناء الفلسطينيين، أيضا، بالعمل داخل إسرائيل على مستوى واسع.
ونقلت مصادر عن كحلون قوله عن اللقاء: «تحدثنا عن موضوعات عدة لنخفف عن حياة الفلسطينيين». مؤكدا أن الفلسطينيين طلبوا المساعدة في مجالات عدة من شأنها أن تساعد في تطوير اقتصاد السلطة. وتعهد كحلون أن تلتزم إسرائيل بدفع اقتصاد السلطة، لكنه قال إنه طلب تعاونا أمنيا مستمرا مقابل ذلك. وبحسبه فإن نتنياهو يعلم بكل ذلك.
وقال مسؤولون في إسرائيل، إن هذه الإجراءات تعد كوسيلة مركزية لتهدئة توترات الأشهر الأخيرة مع انهيار مفاوضات السلام وبدء انتفاضة فلسطينية. ويقولون أيضا إنها تهدف إلى إيصال رسالة إلى إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بعد تعهد نتنياهو له في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتعزيز المبادرات لإحياء الاقتصاد الفلسطيني.
وبحسب ما نشر في إسرائيل، سيبلغ الإسرائيليون نظراءهم الأميركيين بهذه المبادرات، مع عودة كيري إلى المنطقة في محاولة لدفع عملية السلام من جديد.
وتأتي هذه المبادرات الإسرائيلية، في وقت قال فيه آخر تقرير لصندوق النقد الدولي، مطلع هذا الشهر، إن النمو الاقتصادي للفلسطينيين في الضفة الغربية، تراجع الى2.8 في المائة في عام 2015، وعلى الأرجح سوف يبقى تحت 3 في المائة في العام الحالي. وهذه ليست أول محاولة إسرائيلية لفرض السلام الاقتصادي بديلا للسياسي كحل مؤقت.
ورفضت السلطة الفلسطينية على الدوام «هدايا» اقتصادية على حساب «الحل الدائم». بل أعلن وزير المالية الفلسطيني، أن لقاءاته بالوزير الإسرائيلي لم تناقش مثل هذه المواضيع، وإنما تناولت استعادة أموال الفلسطينيين المحتجزة لدى إسرائيل، وإعادة ترتيب إيرادات الدخل الفلسطينية، ومرتدات الضرائب والمقاصة، وجدولة دفعات البترول، وهي مبالغ عالية قد تشكّل 6 في المائة من عجز ميزانية السلطة عامة.
وبحسب بشارة، فإنه يتحدث عن مبلغ قد يصل إلى 350 مليون شيقل (الدولار 3.88 شيقل).
ويقول الفلسطينيون، إنهم يسعون إلى تسوية ملفات مالية عدة مع الإسرائيليين، ومنها فرق العملات، فيما يخص استيفاء بدل ضرائب للسلطة، والديون المتعلقة بالملف الصحي، وملف الوقود، وأموال المعابر، والمقاصة الخاصة بالتجار.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم