المعارضة السورية توافق على هدنة لمدة أسبوعين أو أكثر

شرط أن توقف روسيا حملة الضربات الجوية على سوريا

المعارضة السورية توافق على هدنة لمدة أسبوعين أو أكثر
TT

المعارضة السورية توافق على هدنة لمدة أسبوعين أو أكثر

المعارضة السورية توافق على هدنة لمدة أسبوعين أو أكثر

قال مصدر مقرب من محادثات السلام السورية التي تجرى في جنيف اليوم (السبت)، إنّ المعارضة السورية وافقت على هدنة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت روسيا حملة الضربات الجوية على سوريا. مضيفًا أنّ هذه الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم داعش.
وبدأت الضربات الجوية الروسية في سبتمبر (أيلول)، بحجة القضاء على التنظيمات الإرهابية، إلا أنها ضربت الفصائل المعارضة أكثر من «داعش»، في محاولة منها لإنقاذ قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعدما ظلت المعارضة المسلحة تحقق المكاسب لأشهر.
في المقابل، أعلنت روسيا التي تتعرض لانتقادات من الغرب وتركيا واتهامات باستهداف مسلحي المعارضة السورية، أنّها ستواصل مساعدة دمشق على محاربة «الإرهابيين» على أراضيها، غداة رفض مشروع قرار تقدمت به موسكو إلى مجلس الأمن الدولي لوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في سوريا.
وكانت روسيا حليفة نظام الأسد قد دعت إلى جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي مساء أمس، لمناقشة نص طرحته يطالب أنقرة بوقف قصفها للقوات الكردية في شمال سوريا والتخلي عن خططها لتنفيذ عملية عسكرية برية في سوريا.
غير أن فرنسا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وبريطانيا وإسبانيا رفضت نص مشروع القرار الروسي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «لا يسعنا سوى التعبير عن الأسف لرفض مشروع القرار»، مؤكدًا أنّ روسيا ستواصل سياستها الرامية إلى «ضمان استقرار ووحدة أراضي سوريا». وأضاف أن «الكرملين قلق لتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية»، معتبرًا أنّ عمليات القصف التركية على مواقع كردية في سوريا «غير مقبولة».
ووسعت تركيا مجال قصفها إلى عدة مناطق في محافظة حلب تقع تحت سيطرة قوات كردية سورية ودعت هذا الأسبوع إلى تدخل عسكري بري للتحالف الدولي في سوريا، مما يبدد الأمل في التوصل إلى هدنة في المعارك في هذا البلد. ويكتفي التحالف حاليًا بشن غارات جوية على أهداف لتنظيم داعش.
وفي المقابل، يطلب الغربيون وفي طليعتهم واشنطن والاتحاد الأوروبي وكذلك أنقرة، من روسيا وقف ضرباتها في سوريا التي يتهمونها باستهداف «المعارضة المعتدلة» بشكل أولي.
وفي هذا الإطار، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم، عن «قلقه» بشأن الوضع الإنساني في سوريا وخصوصًا في حلب.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ هولاند وبعدما استقبل عددًا من الشخصيات الفرنسية الموقعة لنداء يتعلق بحصار حلب «رحب بمبادرتهم وعبر عن قلقه على الوضع الإنساني في سوريا، وخصوصًا في مدينة حلب، حيث مئات الآلاف من المدنيين مهددون بالحصار من قبل نظام يدعمه الطيران الروسي».
لكن الناطق باسم الكرملين أكد أنّ روسيا التي تشن غارات في سوريا منذ نهاية سبتمبر، ستواصل مساعدة دمشق على مقاتلة «الإرهابيين». وقال: «إنّ روسيا مستمرة في خطها السياسي المنطقي الرامي إلى تقديم الدعم والمساعدة للقوات المسلحة السورية في هجومها على الإرهابيين».
ويأتي ذلك غداة لقاء بين مسؤولين أميركيين وروس في جنيف للبحث في إمكانات وقف إطلاق النار في سوريا الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع. واعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس، بأنّه «لا يزال يتعين القيام بالكثير» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا.
وفي وقت شارف النزاع في سوريا على دخول عامه السادس وقد تسبب منذ 2011 بسقوط أكثر من 260 ألف قتيل، ودفع الملايين إلى الهجرة والنزوح، أقرّ موفد الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بأنّ آمال السلام تبدو أضعف من أي وقت مضى.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.