وصول مشتقات نفطية كافية لتزويد محطات الكهرباء في عدن وجاراتها

وساطة قبلية تفضي إلى انسحاب الميليشيات من مناطق في مأرب وشبوة

وصول مشتقات نفطية كافية لتزويد محطات الكهرباء في عدن وجاراتها
TT

وصول مشتقات نفطية كافية لتزويد محطات الكهرباء في عدن وجاراتها

وصول مشتقات نفطية كافية لتزويد محطات الكهرباء في عدن وجاراتها

أكد مدير عام شركة النفط في عدن الدكتور عبد السلام قائد حميد، لـ«الشرق الأوسط»، أن ضخ الوقود من منشآت الشركة في مدينة البريقة غرب عدن إلى السوق المحلية في محافظة عدن والمحافظات الأخرى، بدأ، أمس (الجمعة)، موضحا أن شركة النفط بدأت بتوزيع المشتقات على محطات التوزيع، وأن الشركة قامت بعمل ترتيبات نوبات لاستمرار تدفق المادة في السوق.
وأشار إلى ثلاث سفن وصلت ميناء الزيت بمدينة البريقة قبل أيام، وتحمل على متنها كميات بنزين ومازوت كافية لتغطية حاجة السوق المحلية، لافتا إلى أن هناك مناقصة لشهر مارس (آذار) لاستيراد مشتقات إضافية، مطمئنًا السكان في المحافظات بأن الشركة وقيادتي محافظة عدن والمصافي ووزارة النفط تعمل جميعها جاهدة لأجل تزويد السوق بالمشتقات النفطية وبأسعارها الرسمية السابقة.
وأضاف أن قيادة محافظة عدن ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي ومدير عام مديرية البريقة الشيخ هاني اليزيدي وقيادتي المصافي والشركة التقوا عصر أول من أمس (الخميس)، بالشباب المحتجين الذين منعوا ناقلات الوقود من الوصول إلى محطات الكهرباء، مشيرًا إلى الاتفاق مع الشباب، وإقناعهم بضرورة فتح الطريق لتبدأ بعدها الناقلات في التحرك باتجاه محطات توليد الكهرباء وهي محملة بالوقود اللازم لتشغيل المحطات.
وكانت محافظة عدن شهدت انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي بسبب منع محتجين لناقلات الوقود من الوصول إلى محطات توليد الكهرباء.
ونجحت وساطة قبلية في محافظتي شبوة ومأرب، بإبرام اتفاق قضى بانسحاب الميليشيات المسلحة التابعة للحوثي والرئيس المخلوع من مديريات حريب بمحافظة مأرب شرق صنعاء ومديريات العين وعسيلان وبيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد. وقالت مصادر محلية في شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن الوساطة التي قادها الشيخ محمد درعان أحد أبرز مشايخ شبوة أفضت إلى اتفاق بين مسلحي جماعة الحوثي وصالح، ومشايخ وأعيان هذه المديريات الأربع الباقية تحت سيطرة الميليشيات، وقضى الاتفاق بانسحاب مسلحي الحوثي وصالح من هذه المديريات وتسليمها لأهالي المنطقة من المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية.
وأكد الشيخ محمد درعان في تصريح صحافي أن «جهود الوساطة التي أفضت إلى ذلك الاتفاق، أتت بعد مساعٍ مضنية دامت لأكثر من شهر»، منوها بأن توقيع الاتفاق سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال الشيخ درعان: «إنه لمس الرغبة الصادقة لدى جميع الأطراف لحل النزاع وتحقيق السلام، وتجنيب المنطقة ويلات الحرب والمواجهة، حفاظًا على أرواح المواطنين من النساء والأطفال، وكذا حرصًا وحفاظًا على الممتلكات العامة والخاصة».
إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي، غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات متفرقة وآليات مسلحة لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في منطقة العذارب في محافظة إب وسط اليمن. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية في جبهة حمك العود شمال محافظة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن غارات الطيران قصفت مواقع في منطقة العذارب بمديرية بعدان ومفرق الجعدي ونجد الجماعي بمديرية السبرة جنوب شرق مدينة إب.
وأكدت أن قصف الطيران كان ناجحًا ودقيقًا، إذ استهدف مواقع وأماكن مهمة ومؤثرة، وأدى إلى وقوع خسائر بين صفوف الميليشيات التابعة للحوثي والمخلوع، علاوة لتدمير عربة كاتيوشا في منطقة نجد جماعي.
وأضافت أن القصف المكثف للمقاتلات الحربية أدى إلى شل حركة المسلحين في العذارب والسبرة، وتوقف قصفها مواقع المقاومة في الجبهة الشرقية لمدينة إب والغربية لمحافظة الضالع.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.